صحافة: “المنشار” في القاهرة ومقتل ضابطين ودلائل الحكم بإعدام 9 نشطاء

- ‎فيجولة الصحافة

الأهم في صحف الإثنين هو تأييد محكمة النقض لإعدام 9 نشطاء والمؤبد لـ6 آخرين والمشدد لـ3 وبراءة 5 آخرين، في هزلية اغتيال النائب العام هشام بركات، وهو حكم باتّ لا يقبل الطعن والاستناف؛ ما يعني أن الحكم سينفذ خلال أيام قليلة.

الخبر رغم أهميته الكبرى أشارت إليه جميع الصحف والمواقع الموالية للسلطة بشكل هامشي؛ حيث اكتفت “الأهرام” بعنوان صغير: (النقض تؤيد إعدام 9 متهمين باغتيال بركات) ثم نشرت التفاصيل داخل العدد، وعلى خطاها جاءت جميع المعالجات في صحف السلطة، وفي ذلك رسالة مؤداها أن السلطة بإعلامها لم تعد تكترث لأحكام الإعدام الجماعية، كما اختفت نبرة التشفي في العناوين وجاءت معالجات خبرية بحتة، حيث كتبت “الأخبار”: (حكم نهائي للنقض فى اغتيال النائب العام .. الإعدام لـ 9 والمؤبد لـ 6 والمشدد لـ 3 وبراءة 5)، وفي اليوم السابع”: (“النقض”: تأييد “الإعدام” لـ9 متهمين فى “اغتيال النائب العام”.. المحكمة تقضى بتخفيف حكم الإعدام لـ6 متهمين إلى السجن المؤبد .. وبراءة 5 آخرين)، تفسير ذلك هو توجهات النظام نحو تجميل صورته في الملف الحقوقي، والعمل على الحد من الانتقادات الحقوقية لذلك لا يراد عمل زفة إعلامية بعد الحكم في ترقب بيانات الإدانة الحقوقية من منظمات دولية واستعداد هيئة الاستعلامات للرد عليها كما هو معتاد مؤخرًا في انتظار عمل اللجنة الحقوقية الدائمة التي تشكلت مؤخرا بقرار حكومي وتشرف عليها الخارجية للرد على الانتقادات الحقوقية.

جماعة الإخوان من جانبها أصدرت بيانا أدانت فيه الحكم باعتباره في حد ذاته جريمة لأنه تأسس على اتهامات ملفقة بلا دليل، ويشير البيان إلى أن فاشية الانقلاب لا تفرق بين من يعارضه ومن أيده اعتقالا وانتهاكا كما يلهب ظهور الشعب بالأسعار والأزمات وانهيار الخدمات. ثم التأكيد أن القضاء مسيس وبات ألعوبة في يد العسكر، وأن هذه الأحكام الانتقامية لن تثني الشعب عن مواصلة الثورة ثم يناشد البيان المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية وكل الأحرار في العالم سرعة التحرك لوقف هذه الأحكام واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع هذا الانقلاب عن المضي في جرائمه. كما دعا الشعب إلى ثورة عارمة تقتلع هذا الانقلاب بكل مكوناته من جذوره وإنقاذ مصر من أنيابه.

حسن نافعة يراهن على مسرحية الرئاسة المقبلة

أجرى موقع عربي 21 حوارا مع الدكتور حسن نافعة تحت عنوان (نافعة: سقوط نظام السيسي مسألة وقت حال تعديله الدستور) وفيه لم يصف “30يونيو بالانقلاب، ويدعو إلى الاستعداد لما أسماها بالانتخابات الرئاسية المقبلة وأن السيسي إذا عدل الدستور فسقوط نظامه مسألة وقت، ويرى أن (السيسي يحاول استخدام الإخوان كفزاعة لتخويف الجميع ودفعهم للابتعاد عن العمل السياسي. غير أن ذلك لا يعني أن خطر الجماعات الدينية، وعلى رأسها “جماعة الإخوان” على كل من الدولة والمجتمع قد انتهى أو زال)، ويتحامل على الإخوان حيث اعتبر أن أزمتها مع المجتمع لا النظام فقط، وذلك لأن ما بنيت عليه الجماعة يجعل منها بديلا للمجتمع أو مجتمعا موازيا، وأن ذلك يتناقض مع قواعد الإدارة السلمية للعملية السياسية ويفسدها ويشكل من ثم خطرا حقيقيا على المجتمع والدولة ككل وليس على النظام الحاكم فقط). وتضمن الحوار المضامين الآتية:

• أدعو قوى المعارضة للاستعداد من الآن لانتخابات الرئاسة المقبلة بكل الوسائل السلمية المتاحة

• التوسع في وصم الكيانات والأشخاص بالإرهاب توجه خطير وأسلوب فاشل في إدارة الحياة السياسية

• نتائج الانفجارات المتوقعة ستكون وبالا على الجميع وأدعو لصيغة تضمن تحقيق السلام الاجتماعي

• اعتقال واستدعاء المعارضين داخل مصر دليل على ضعف وعجز وإفلاس النظام

• السيسي هو صانع ومؤسس النظام القائم حاليا وشديد الحرص على ألا يشاركه أحد في سلطته

• أنور السادات هو المسئول الأول عن تفشي الفكر الديني المتطرف والحض على كراهية الآخر المختلف دينيا أو سياسيا

أزمة المجانية.. من يتحمل تكلفة التعليم؟

في ملف التعليم كتبت “الأهرام”: (“48″ ألف فرصة عمل لسد العجز فى المعلمين .. شوقي: لا عودة للمستوي الرفيع بمدارس اللغات)، وبحسب الوطن: (شوقى لـ”الوطن”: امتحانات اولى ثانوي لن تدخل فى حساب المجموع التراكمي.. تطبيق الامتحانات الالكترونية فى التيرم الاول بمحافظات القناة).

في السياق تساءل عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق في مقاله: (من الذى يتحمل تكلفة التعليم؟) حيث يناقش فكرة المجانية وأن ثمة خلافا جوهريا فى المفاهيم الأساسية. فالدستور يقول إن التعليم مجانى ومكفول. والمنطقى أن المواطنين يدفعون الضرائب لكى يتلقوا تعليما وعلاجا صحيا من عائد هذه الضرائب. ما نسمعه من بعض المسئولين صار مختلفا، وهو أن الدولة تريد أن تحصل على أموال أخرى من المواطنين نظير الخدمة التعليمية.

لكن عبدالله السناوي في الشروق يكتب: (أزمة التعليم: أصلها وما حولها) وهو تناول أكثر عمقا فهو يؤكد على أن التعليم كان أحد ركيزتين لبناء مصر الحديثة أيام محمد علي باشا والركيزة الثانية هي تكوين جيش وطني قوي. ويسلط الضوء على الطبقية في التعليم (الأسوأ أن انشقاقا حدث كأنه فالق بين مجتمعين فى بلد واحد يوفر للأثرياء عبر المدارس الدولية الحق فى جودة التعليم وفرص العمل ويحرم الأغلبية الساحقة من أى حق فى الترقى الاجتماعى أو العمل المناسب، كأن الفقر إرث). وينتهي إلى أن (المشكلة سياسية لا فنية، فى النظرة إلى قضية التعليم لا فى أعراضها).

مقتل ضابطين بالعياط ومصرع وإصابة 17 في معدية بالبحيرة

كتبت “الشروق”: (مصرع 4 بينهم ضابطان فى اقتحام سيارة نقل لكمين بالجيزة .. التحقيقات: السائق كان يسير بسرعة جنونية وهرب لـ 4 ساعات قبل القبض عليه)، وكتبت العربي الجديد (مصر: مقتل ضابطين دهستهما سيارة نقل بالعياط)، والبيان الأمني يلمح إلى أن الحادث على الأرجح كان متعمدا لأن السائق هرب بعد الحادث حتى تم القبض عليه. ورغم ذلك لم تصفه الصحف الموالية للنظام بالحادث الإرهابي وتفسير ذلك أن هذا يقوض جهود الجيش والشرطة في مواجهة ما يسمى بالإرهاب ويكشف عن عجز النظام عن تحقيق الأمر والاستقرار خصوصا وأنه يأتي بعد أسابيع قليلة من حادث المنيا الذي أسفر عن مقتل 9 وإصابة 19 من الأقباط.

وتناولت الصحف حالة إهمال جديدة حيث كتبت “الأهرام”: (مصرع 5 عمال وإصابة 17 فى غرق معدية بالمنوفية) وتعزو “الشروق” و الوطن” السبب إلى الحمولة الزائدة .. لافتة إلى (ضبط صاحب المركب والمحافظ يوجه بصرف 10 الاف جنيه للمتوفي و5 مصابين ) وتنقل الوطن عن (مصادر أمنية: مرخص لها ب 8 ركاب وتحتاج للفحص والتجديد في ابريل المقبل) واختفى من التنازل الإعلامي أي اتهام للسلطة بالإهمال فقط جاء التناول خبريا كما لم يتم رصد معاناة الضحايا كما كانت تفعل الصحف منذ سنوات وذلك حتى لا يثير مزيدا من الغضب بين المواطنين الذين تحاصرهم الأزمات وعلى الأرجح فإن الرقابة الأمنية والعسكرية على الصحف والفضائيات تعمل على أن يكون التناول الإعلامي خبريا محضا لا يحمل أن نبرة تحريض أو اتهام للنظام.

ابن سلمان في القاهرة.. إشادة بالإمارات وتجريح في قطر

تهميش كبير من جانب الصحف لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للقاهرة اليوم، فجميع أغلفة الصحف والأولى مكرر خلت من إشارة إلى الزيارة باستثناء صحيفة الوطن: (بن سلمان فى الاتحادية اليوم ومكافحة الإرهاب على أجندة المباحثات) بالطبع العنوان مثير للسخرية ذلك أن المنشار السعودي الذي ارتكب أبشع جريمة إرهابية في العقود الأخيرة يبحث محاربة الإرهاب! تماما كما يبحث لصوص مواجهة جرائم السرقة، لكن التناول الهامشي من جانب صحف النظام ومواقعه ينطوي على رسالة تعكس عدم ارتياح نظام العسكر لولي العهد ومخاوف من التورط في جرائمه خصوصا في ظل مؤشرات على تورط إماراتي مصر في جريمة خاشقجي، كما أن “بن سلمان” تسبب في توترات مع القاهرة في أواخر 2016 وأوقف شحنات النفط من أرامكو لمدة 6 شهور كاملة كما ضغط على النظام للتنازل عن جزيرتي “تيران وصنافير” رغم الإحراج الشعبي الواسع للنظام الذي انصاع في النهاية لتلك الضغوط، التي كان يريد لها إخراجا لايتسبب في إحرج النظام داخليا.

يعزز من هذه الفرضية الإشادة بالدور الإماراتي حيث خصصت “الأهرام” مقالها الافتتاحي لما يسمى ب(درس الشيخ زايد) حيث تشيد بالشيخ زايد والد ولي عهد أبو ظبي المثير للجدل محمد بن زايد، وتضيف “الأهرام”: (تحت رعاية السيسي وبن زايد .. “الأهرام” تحتفل بمئوية “حكيم العرب”)، وجاء مقال مكرم محمد أحمد في “الأهرام” متسقا مع هذه التوجه حيث حمل عنوان (الشيخ زايد).

يتعلق بزيارة بن سلمان للقاهرة أيضا رفض قوى سياسية وإعلامية لهذه الزيارة حيث كتبت عربي 21 (قوى سياسية مصرية تعلن غضبها ورفضها لزيارة ابن سلمان للقاهرة)، وتضيف عربي 21 (صحفيون مصريون يدينون زيارة ابن سلمان لبلادهم) حيث دانت ما تسمى بالحركة المدنية الديمقراطية الزيارة معددة مساوئ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والنظام السعودي لكنها تجاهلت الدعم السعودي اللا محدود لانقلاب 30 يونيو المشئوم الذي افضى إلى كل هذه الكوارث بالمنطقة.

في المقابل شنت بعض الصحف والمقالات هجوما على قطر حيث خصص كرم جبر مقاله بالأخبار لهذا الهدف وجاء بعنوان (بيت الافعي)، بينما تضيف “البوابة”: (فضائح قطر: (1) الإعلام العبرى: جمهور إسرائيل فى مونديال 2022.. (2) الدوحة تدعم الإرهاب عبر حملة خيرية فى الهند).

أما بشان تطورات قضية خاشجقي، فقد كتبت “الشروق”: (تركي الفيصل: على العالم التعامل مع ولي العهد السعودي.. رئيس المخابرات السعودي الأسبق يشكك في تقرير “سي آي إيه” بشأن مقتل خاشقجي.. و”ذا هيل: الشيوخ الأمريكي سيناقش فرض عقوبات على الرياض).

السيسي والحكومة.. ونظرية الجري في المحل

الموضوع الأبرز في صحف السلطة ومواقعها هو تحركات وتصريحات ولقاءات الجنرال عبدالفتاح السيسي، حيث دعا إلى توطين التكنولوجيا بالمحافظات وتنمية قدرات الشباب وإطلاق مبادرة إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية وذلك خلال افتتاحة لدورة 22 لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات كما جاء في مانشيتي الأهرام والأخبار، بينما أبرز مانشيت الوطن: (هدية السيسي لشباب افريقيا: تأهيل 10 الاف كادر على تطوير الألعاب والتطبيقات اليومية.. الرئيس في القاهرة للاتصالات: نشجع تأسيس 100 شركة الكترونية ناشئة.. وماضون على طريق التحول المجتمعي التقني) كما يفتتح السيسي اليوم المؤتمر العربي الخامس عشر للتعدين كما أبرزت الأخبار التي تنقل عن وزير البترول: نعمل على تطوير القطاع للاسهام فى تعزيز الاقتصاد المصري! وبحسب “المصري اليوم”: (الرئيس يطلبق مبادرة افريقيا للإبداع .. ويدعو لتوطين التكنولوجيا .. السيسي: لدينا شباب قادر على المشاركة فى بناء المستقبل). وفي “الشروق”: (السيسي: ماضون على الطريق الصحيح نحو التحول إلى مجتمع رقمي .. الرئيس يفتتح معرض القاهرة للاتصالات بالتأكيد على أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات فى خطط التنمية).

تحركات السيسي وحكومته أشبه بالجري في المحل أو كما يقول المثل” ضجيج لا طحين” فهو يفتتح ويصرح ويجتمع والمحصلة دون الصفر ! لماذا؟ لأن أي إنجاز حقيقي يجب أن ينعكس على تحسين مستويات المعيشة للمواطنين، فإذا تحسنت كان ذلك دليلا على نجاح الحكومة، وإذا ساءت كان ذلك دليلا ومعيارا على فشل النظام والحكومة؛ وفي الحالة المصرية فإن الفشل هو سيد العنوان؛ يؤكد ذلك المقال الذي كتبه عماد أديب في صحيفة “الوطن” بعنوان: (أمطار السماء كشفت فساد الأرض)، حيث يهاجم الإدارة المحلية التى عجزت عن التعامل مع الأزمات والأمطار ويتهمها بالفشل والفساد.