صحافة: دفاع عن كارثة تفريعة القناة وأكذوبة الاقتصاد يدخل مرحلة الأمان وكوريا تنقلب على اللاجئين

- ‎فيجولة الصحافة

ليس هناك موضوع محدد حاز على اهتمام مانشيتات وعناوين صحف الأحد، مانشيت الأخبار أبرز الدفاع عن مشروع تفريعة قناة السويس، وهو أحد أبرز مظاهر الفشل التي يتم البرهنة بها على سوء إدارته وافتقاده بوصلة الأولويات، لكن كرم جبر في مانشيت الأخبار يصفه بالصفقة الكبرى لمصر والمصريين وينقل عن الفريق مهاب مميش: وراء المعجزة زعيم مخلص قرر ان يبنى بلده.. قناة السويس الجديدة مسمار فى نعش المشروعات البديلة وسددت ديونها فى عام!. وفي ذات السياق جاء مانشيت المصري اليوم (غدًا.. المصري اليوم” تبحر فى المنطقة الاقتصادية للقناة.. (6)موانئ جديدة.. (7) شركات عملاقة.. (1) مليار طن بضائع).

هذه الحملة تستهدف بالأساس التغطية على فشل مشروع التفريعة لأن المصريين جميعا يستشهدون به على فشل النظام لذلك يحاولون خداع المواطنين وتضليل الناس بمنافع للمشروع لا وجود لها من الأساس، فيزعمون أنه إعجاز مصري ولا ندري ما وجه الإعجاز في إنفاق أكثر من 120 مليار جنيه على مشروع لم يدر جنيها واحدا وكان الأولى استثمار هذه الأموال الهائلة في إنشاء مشروعات تسهم في خفض معدلات البطالة وتشغيل الشباب حيث كان يمكن لها الرقم أن يوفر مشروعات توظيف لأكثر من مليوني مواطن. أما الزعم أن التفريعة سددت ديونها في عام واحد فهو الكذب البواح لأن معدلات دخل القناة قبل التفريعة أعلى من بعد التفريعة فمن أ ين سددت؟ بل الأكثر خطورة أن هيئة القناة بسبب هذه التفريعة الشؤم اقترض حوالي ملياري دولار وباتت مدينة لأول مرة في التاريخ منذ إنشائها. الأكثر دهشة أن كرم جبر يقول إنه لو تأخر حفرها 3 سنوات لزادت التكلفة 3 أضعاف رغم أن المشروع نفسه بلا جدوى ولا منفعة!

خطة حكومية لأنشطة دعوية:

تناول مانشيت “اليوم السابع” تقريرا بعنوان (الحكومة تنفذها على مدى 4 سنوات حتى 2022.. أنشطة دعوية وتدريبية لتصويب المفاهيم المغلوطة الدافعة للعمليات الإرهابية.. منع غير المتخصصين من اعتلاء المنابر.. زيادة أعداد الواعظات لمنع استغلال المتطرفين مصليات النساء .. تخصيص 3 مليارات جنيه لدعم برامج وأنشطة “مجمع البحوث الإسلامية”). وهي تقوم على تشخيص خاطئ بأن أزمة الوطن في الخطاب الديني، رغم أن أزمة الوطن في الخطاب السياسي وغياب الحريات والعدل السياسي والاجتماعي، ومصادرة النظام العسكري للفضاء السياسي والإعلامي وسيطرة المؤسسة العسكرية على جميع مفاصل البلاد السياسية والاقتصادية.

ضابط يعتدي على صحفية:

أشار تقرير نشرته صحيفة الوطن إلى أن (ضابط يعتدى على محررة “الوطن” ومصدر: كان يجهل هويتها)، و عنوان التقرير يمثل فضيحة من العيار الثقيل للصحيفة، ذلك أنه ينتقد اعتداء الضابط على الصحفية لكنه في ذات الوقت يبرر الاعتداء بأنه كان يجهل هويتها الصحفية! وكأنه يحق للضابط المجرم أن يعتدي على من يشاء من الشعب وهو ما يفهم من عنوان الصحيفة في سقطة مهنية وأخلاقية وتعكس اتساق إعلام النظام مع تجاوزات الأجهزة الأمنية وتبرير انتهاكات حقوق الإنسان بمبررات واهية وعنصرية وشديدة السذاجة.

في سياق مختلف لكنه يرتبط بالملف الحقوقي، تناول موقع مصر العربية تقريرا بعنوان (أزمة أطفال بورسعيد في «عيون النواب»: ضحايا إهمال التنمية بالصعيد(، لكن المثير حقا أنه رغم الانتشار الواسع لمقطع فيديو المذيعة الأمنجية مع هؤلاء الفتية والاستنكار الشعبي الواسع إلا أن جميع صحف النظام دون استثناء تجاهلت الأمر وكأنه في بلاد الواق واق، رغم أن الفتى البريء عبر عن حجم الظلم في البلاد وكم تترصد الأجهزة الأمنية وتتباهي بضبط صغار المهربين بينما هي نفسها التي تتلقى ملايين كرشاوى لتمرير شحنات كبار المهربين وحيتان السوق.

الاقتصاد يدخل مرحلة الأمان!

يمكن اعتبار التوجه الأبرز في صحف الأحد هو الزعم بأن الاقتصاد يدخل مرحلة الأمان بحسب مانشيت الأهرام وتبرهن الصحيفة على ذلك بما يلي: أولا معدلات قياسية للاحتياطى الأجنبى. ثانيا، وارتفاع الودائع إلى 2.3 تريليون جنيه. وثالثا: تأسيس 11 ألف شركة فى 6 أشهر توفر 44 ألف فرصة عمل!! لذلك خصصت الصحيفة مقال الرأي بها لتناول نفس الموضوع، وجاء بعنوان (المنطقة الآمنة)..
لكن الصحيفة تتجاهل أولا أن ارتفاع الاحتياطي الأجنبي جاء بالديون والقروض حيث تضاعف حجم الديون الخارجية من 44 مليارا في يونيو 2013 إلى حوالي 92 مليارا في يونيو 2018م ما يعني أن الجنرال السيسي وحده اقتراض أكثر مما اقتراضه جميع حكام مصر السابقين.

ثانيا ، كما بلغ حجم الديون العامة حوالي 5 تريليون جنيه وكانت 1,7 تريليونا في 30 يونيو 2013م؛ ما يعني أن الجنرال خرب مصر بالديون الباهظة.

ثالثا ارتفع حجم فوائد الديون إلى 541 مليار جنيه لأول مرة في تاريخ مصر، ما يعني أن مصر تدخل كل يوم حوالي 1,7 مليارا لخدمة الدين العام فقط وفقا لموازنة العام الحالي.

رابعا، ارتفاع حجم الودائع إلى 2.3 ترليون ليس دليل إشادة بل دليل ركود وشلل اقتصادي فلو كان السوق حيويا لما لجأ الناس إلى الإيداع في البنوك ولأقاموا أنشطة اقتصادية تحقق لهم الربح وتوفر ملايين من فرص العمل وتزيد الإنتاج والدخل القومي، لكن اللجوء للإيداع يعني خوف أصحاب المال من المجازفة في سوق يعاني من الركود في ظل مخاطر تترجح فيها نسبة الخسارة على تحقيق الربح أو المكسب.

خامسا، التباهي بحجم المشروعات لا يجد الناس له أثرا في الواقع بل إن حجم البطالة يزداد ، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية يتواصل، والغلاء يسحق الجميع في ظل عجز النظام عن مواجهة الأزمة إلا بالقروض أو الضرائب.

ملف الإخوان

تناولت صحف النظام الجماعة في عدة تقارير ، الأول في اليوم السابع بعنوان (شائعات “الإرهابية” الحرام عن سيطرة البلطجية على طريق مصر الإسكندرية.. تدشن هاشتاج “البلطجة فى مصر”.. ومساعد وزير الداخلية السابق: محاولات يائسة بعد الضربات الأمنية الناجحة لعناصر وخلايا الجماعة)، وفي تقرير ثان بعنوان (أسرار شبكة “المسارات المعقدة” لتمويل تنظيم الإخوان الإرهابى.. أحدث شبكة سرية تسقط فى أيدى أجهزة الأمن… ضمت رجال وسيدات وسعت إلى إدخال التمويل إلى مصر عبر 3 مسارات). فالأول محاولة للتغطية على فشل النظام أمنيا والتركيز على أمن النظام بينما يتم تجاهل أمن الوطن والمواطن. أما التقرير الثاني فقد تناولناه أمس وهو يكشف عن محاولات النظام وأجهزته الأمنية حصار الجماعة ماليا بشتى الوسائل. كما نشر موقع “اليوم السابع” تقارير أخرى في سياق تشويه الجماعة والتشهير بها وبقادتها وعناصرها، حيث كتبت (جاسم بن خليفة: الأسرة الحاكمة بقطر دعمت الإخوان فى مصر لنشر الفوضى والإرهاب..) وقالت (“حقوق إنسان البرلمان”: الإخوان تسعى لتشوية صورة مصر بواقعة “أطفال بور سعيد” )، وهاجمت سعد الدين إبراهيم في تقرير ثالث (لم يتعظ بعد عودته مرحلا من لبنان.. سعد الدين إبراهيم ينسق لتبادل الزيارات بين شباب مصر وإسرائيل.. “صانع ألعاب الإخوان” يدير ملف إعلام التنظيم لتشويه مصر.. وجلسة أمستردام تنصبه “استبن” ابو الفتوح بعد القبض عليه).

أما صحيفة المصريون في عددها الأسبوعي فقد تناول المانشيت موضوع المصالحة وكتبت (السيسى يترك باب المصالحة مواربًا.. رمى بالكرة فى ملعب الشعب.. (ص3): سعدالدين إبراهيم: عفا الله عما سلف.. النجار: الدولة لم تصرح أبدًا برغبتها فى مصالحة الإخوان.. وغباشى: السيسى لم يتخذ قرارًا فرديًا)، ثم تساءلت الصحيفة في تقرير آخر : (بعد 4 سنوات من عزل “مرسى”.. هلى تخلى الإسلاميون عن “الإخوان”؟).

لكن الأهم في مواقع اليوم هو نشر موقع عربي “21” بنود مبادرة الدكتور محمد محيي رئيس حزب غد الثورة لما أسماه الخروج من الأزمة (“عربي21” تنشر نص مبادرة جديدة لإنهاء “الأزمة” بمصر ) وقال إنها مبادرة جديدة للحوار والمصالحة الوطنية الشاملة تتكون من عشرة بنود. مضيفا أنها تهدف إلى وقاية المجتمع المصري من أي هزات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. وهي مبادرة تقوم على أساس الاعتراف بشرعية النظام القائم وكذلك الاعتراف بوجود أزمة ومظالم يتعين تعويض أصحابها (بالدية) لكنه يشدد على مفهوم “تحصين قادة النظام العسكريين والمدنيين” مقابل العفو عن المعتقلين السياسيين غير المتهمين في قضايا عنف مع إعادة محاكمة كل من تورط في العنف سواء من المواطنين أو عناصر الأمن. والدعوة لحوار لا يستثني أحدا على أن يرعاه الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني سابقا وعضو مشهد انقلاب 03 يوليو. مع الإقرار بدستور 2014 المعدل لدستور 2012 متجاوزا ان هذه التعديلات لم يشارك فيها أكبر فصيل شعبي. كما أن المبادرة تقر بضرورة إكمال السيسي مدته الثانية في الحكم وإعاد ةترييب الأوراق بدءا من 2022م. وضرورة أن يكون برلمان 2020 معبرا عن خريطة القوى السياسية في الشارع. وعرض منتجات الحوار على استفتاء شعبي! المبادرة عليها كثير من التحفظات والمآخذ التي تحتاج تفصيلا أكبر ليس هنا مكانه.

من جانبه شن وزير الخارجية الإماراتي هجوما على الإخوان وكل من قطر وتركيا، حيث نشرت صحيفة الفجر (وزير الخارجية الإماراتي: محاولات الإخوان لاستعادة العرش بدعم من تركيا وقطر مجرد أحلام)، وفي تصريحاته:

أولا يقر أن الإخوان لا يشهرون السلاح جهازا لكنه يأخذ عليهم ما أسماه بـ (الإرهاب الثقافي) وهو تقسيم الناس وفقا للنصوص الدينية وهو ما اعتبره أكثر خطورة من من الإرهاب!

ثانيا، يتهم كل من تركيا وقطر والإخوان بأنهم مثلث الإرهاب وأن أنقرة والدوحة استخدمت الجماعة لنشر ما أسماه بالفكر المتطرف في كل من الإمارات والسعودية ومصر!.

ثالثا، يزعم أنهم (أبو ظبي والرياض والقاهرة) نجحوا نجاحا باهرا في تقليم أظافرهم والحد بشكل كبير من نفوذهم وكشف دجلهم وحقيقتهم للناس. مشددا أنهم لن يسمحوا لهذه الجبهة المكونة من الفكري الإخواني والمال القطري وقدرة أردغان أن تستولي على العالم الإسلامي بل إن نهايتهم باتت قاب قوسين أو أدنى”.

رابعا، يؤكد على التعاون والدعم الأمريكي لتحالفهم ضد تحالف تركيا وقطر والإخوان وأنهم بدعم أمريكي اتخذوا خطوات حازمة للقضاء على هذا الأمر ولإعادة الاستقرار إلى المنطقة، مؤكدين على أن تكون هذه الخطوات والإجراءات تنسجم مع القانون الدولي”.

خامسا تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل عدة أيام رسميا دعمه لتشكيل تحالف عسكري يضم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تحت مسمى “الناتو العربي”، وقد اختتمت أمس فعاليات التدريب البحرى “استجابة النسر2018”.. كما أوردت صحيفة الأهرام في (ص3): وضم مصر وأمريكا والسعودية والإمارات.

ونشر موقع “عربي 21” تقريرا بعنوان (ضحية مصرية أخرى تنتظر الترحيل للقاهرة ونصيحة للمعارضين(، وهو الناشط أحمد المقدم(38 عاما متزوج ولديه 4 أولاد) حيث تم احتجازه منذ 13 يوما في مطار “انشوان” بمدينة سيول عاصمة كوريا الجنوبية استعدادا لترحيله إما إلى مصر أو الإمارات. ورفضها منحه حق اللجوء السياسي بالبلد الذي يسمح للمصريين بالسفر إليه دون تأشيرة. تدخلت عدة منظمات حقوقية ولكن دون فائدة حتى اليوم، السلطات هناك طلبت منه التوقيع على مذكرة لترحيله إلى تركيا لكن الترحيل إلى أبو ظبي ما يؤكد أنها وراء هذا التوجه الجديد من كوريا الجنوبية. ما دفعه إلى الإضراب عن الطعام. كوريا قبلت حق اللجوء السياسي لكثيرين قبل هذه الحادثة لكن يبدو أن ثمة ما أثار مخاوفها بعد تصعيد إعلام تحالف الثورات المضادة للموضوع منذ أسبوعين أو ثلاثة تقريبا. ثمة مخاو من أن يطال هذا التوجه معارضين مصريين آخرين، وربما يضع هذا الحادث حدا لطلبات اللجوء السياسي لكوريا الجنوبية، خصوصا بعد خروج مظاهرات منذ أسبوعين في كوريا رفضا لوجود لاجئين. مع تصاعد طلبات اللجوء فرضت سيول تاشيرات مسبقة من المصريين بدءا من أكتوبر المقبل حيث كان يتم السفر إليها دون تأشيرة. توقف المعارضين في الخارج بدأت تأخذ منحى يتسم بالتضيق خصوصا بعد توقيف الدكتور محسوب وقبله في أمريكا الدكتور أحمد عبدالباسط وقبله الإعلامي أحمد منصور في المانيا لكن إسبانيا سلمت ماما مصرية بعد تخديره رغم إقامته 14 عاما بتهمة انتمائه للإخوان. كما سلمت السودان ناشطا في سياق التقارب الأخير مع تحالف الثورات المضادة والقاهرة. الأمر يتوجب معه تأسيس كيان حقوقي كبير يختص بهذا الشأن يضم قيادات من العيار الثقيل مثل المرزوقي وتوكل كرمان وأيمن نور ومحسوب وغيرهم. إضافة إلى ضرورة التواصل السريع والفعال مع معظم المؤسسات الحقوقية في أمريكا وأوروبا من أجل دعم قضية المهاجرين الطالبين للجوء السياسي فرارا من ظلم واستبداد النظام العسكري.