صحافة: فضيحة جديدة للجيش والسعودية تتراجع عن وعود تنمية سيناء وصفقة القرن في مهب الريح

- ‎فيجولة الصحافة

حظي متابعات مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة باهتمام لا بأس به من جانب صحف الثلاثاء؛ حيث تناولته مانشيتات الأهرام والأخبار والوطن، وتم التركيز على تصريحات السيسي التي تضمنت المعاني الآتية(نبنى مجتمعا يدعم الابتكار ويحظى أبناؤه بفرص متساوية/ فخور بالشباب المبدع من ذوى الإعاقة/الاستثمار فى بناء الإنسان على رأس أولوياتنا/”السيسى” يطلق “الإتاحة الإلكترونية” لـ”متحدى الإعاقة”/الدولة حريصة على تفعيل نسبة الـ5%).

وجاء مقال خالد ميري، رئيس تحرير الأخبار، بعنو ان: (مؤتمرات الشباب.. إبداع “الخلطة” المصرية)، يقول فيه إن (الزعيم والشعب جددا العهد والوعد على استكمال مسيرة العمل والكفاح والنجاح.. حقائق مصر الجديدة 2020 دفنت شائعات أهل الشر تحت أرض أهل العلم)، وهو بذلك يعتبر شلة السيسي التي انتقتها أجهزة الأمن هي “الشعب”، ويتجاهل في إشارته إلى “2020” تعهدات السيسي السابقة التي كذب فيها جميعا ولم يف بشيء منها.

لكن جمال سلطان في المصريون كان له رأي آخر ، وفي مقاله بعنوان (إنقاذ الوطن ليس بمثل تلك المؤتمرات الاحتفالية)، وصف فيه مثل هذه المؤتمرات بظاهرة احتفالية ، تنساها بمجرد انتهاء الفنيين من تفكيك الميكروفونات وسحب الكاميرات ، هو محاولة ملأ فراغ السياسة في مصر ، التي ماتت تماما في السنوات الأخيرة، بفعل مجموعة قوانين وإجراءات جعلت من مجرد اجتماع خمسة أفراد جريمة يمكن أن تلقي بهم في غياهب السجون. ويضيف : (إذا سألت أي مصري ، بل إذا سألت أي مسئول مصري ، عن ما انتهى إليه المؤتمر الثاني للشباب ، لضرب أخماسا في أسداس ، ولم يتذكر منه شيئا ، بل لو سألته عن مؤتمر العام الماضي القريب، فلن يتذكر منه شيئا ، وذلك أنها احتفاليات، المقصود بها ملأ الفراغ السياسي والإعلامي لا أكثر ، ولفت انتباه العالم الذي يتابع الجمود الرهيب في مصر إلى أن هناك “حراكا” سياسيا وها هم طلاب مصر “يحاكمون” رئيس الجمهورية و”يحاصرونه” بالأسئلة “المحرجة” والرئيس يطول حبال الصبر معهم بروح أبوية حانية !.).

ثم يتساءل: (هل كان المؤتمر السادس الذي عقد أمس وأول أمس يبني على مخرجات المؤتمر الخامس ، وهل كان المؤتمر الخامس يبني على الرابع؟ ، أبدا ، لا شيء على الإطلاق ، المهم أن “اللقطة” تمت ، والناس “هيصت” والإعلام المحلي المتداعي وجد بعض “القفشات” واللقطات التي يعمل عليها ويبيع ، والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وجدوا بعض العبارات والجمل التي يحفلون عليها ويعوضون قهرهم وتهميشهم بالنكات والسخرية).

وينتهي الكاتب إلى القول (بلد تعاني الفقر والعوز ويوشك على دخول النفق المظلم ، كما يقول الرئيس نفسه ، هي بحاجة إلى التخطيط والجدية والانفتاح على الداخل والخارج معا وعلى التأسيس لشراكة وطنية حقيقية ، بكل طاقات البلد وخبراتها وعلمائها وقواها السياسية والاقتصادية ورجال أعمالها، فهؤلاء ـ وليس المطبلين في المهرجانات الاحتفالية ـ هم الذين ينقذون الوطن ، ويضعونه على الطريق الصحيح) .

تطورات سيناء:

للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، تحظي سيناء باهتمام واسع من جانب الصحف، وتم التركيز اليوم على موضوعين: الأول زيارة وزير الدفاع وتفقده للقوات في شمال سيناء وتصريحاته حول دعم أهالي سيناء للجيش والشرطة، وتطوير استراتيجية مواجهة الإرهاب ثم إشادته بالروح المعنوية للضباط والجنود. أما الموضوع الثاني فهو قيام “استعلامات ضياء رشوان” بجولة للمراسلين الأجانب في شمال سيناء والزعم بأن الإعلام الدولي يؤكد عودة الاستقرار إلى العريش ودحر الإرهاب. وأن الأمن مستتب والسلع في الأسواق والابتسامة عادت لسكان العريش.

وللتأكيد على هذه المعاني كتب دندراوي الهواري في اليوم السابع مقالا بعنوان (وعادت شمس “الأمن والأمان” تشرق فى سيناء.. وأسود الجيش افترست الخونة!!). فلماذا الإلحاح على استقرار الأوضاع رغم أنه ليست مستقرة؟ ولماذا يهتم النظام إلى هذه الدرجة برسم صورة إيجابية عن الأوضاع في شمال سيناء على خلاف الحقيقة؟ وما علاقة ذلك بصفقة القرن؟ وما علاقة ذلك باقتراض مليار دولار من البنك الدولي بغرض التنمية في سيناء؟ وهل تمارس المؤسسات الدولية والقوى الدولية ضغوطا على النظام بهذا الشأن؟ كل ذلك يحتاج إلى بحث أكثر تفصيلا وعمقا ليجد تفسيرات مترابطة ومنطقية لهذه التحولات.

لكن صحيفة العربي الجديد نشرت تقريرا ربما يفسر هذه التوجهات، التقرير بعنوان (السعودية تتهرب من الوفاء بالتزاماتها المالية لتنمية سيناء)، ويفسر التقرير اقتراض مليار دولار من البنك الدولي لتنمية سيناء لأسباب تتعلق بمماطلة الجانب السعودي في تنفيذ اتفاقيات موقعة عام 2016 بالقاهرة على هامش زيارة قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز، لتوقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية التي تنازلت بمقتضاها مصر عن سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير للمملكة.

وأرجعت المصادر الحكومية سعي الحكومة للحصول على قروض لتنفيذ خطة السيسي للتنمية في سيناء، بعدما رفضت الرياض الالتزام بالاتفاقيات الموقعة. وأشارت إلى أنه يوجد لدى المملكة في الفترة الحالية الكثير من الالتزامات المالية الإقليمية، الخاصة بقضايا إقليمية أكبر، وفي مقدمتها الحملة العسكرية في اليمن، والتي تستنزف الاقتصاد السعودي، إضافة إلى توقيع اتفاقيات أخرى بين المملكة ودول عربية لتقديم مساعدات اقتصادية كبيرة لها، وفي مقدمتها الأردن والسودان، بخلاف ملفات أخرى تم توقيعها بين واشنطن والرياض.

وأشارت المصادر إلى وجود “تململ سعودي بسبب كثرة الدعم الاقتصادي والمالي المقدم للنظام المصري، في ظل عدم وجود رؤية واضحة تضمن اعتماد النظام على مدخلاته الخاصة بموارد الدولة، وتوقف عمليات ضخ المساعدات، في ظل الأزمات باهظة الكلفة لمحاولات السعودية السيطرة على أزمات المنطقة، وفي مقدمتها وقف التقدم الإيراني بعدد من المحاور”.

وفي الإعلام المستقل، نشر موقع عربي 21 تقريرا بعنو ان (“حروب التيه”.. تحقيق ميداني للجزيرة من قلب سيناء (شاهد) يتناول فيه “الفيلم التسجيلي” سيناء حروب التيه” الذي بثته قناة الجزيرة ، وتناولت فيه التحقيق عن الحرب الدائرة في شبه جزيرة سيناء المصرية بين الجيش ومسلحين ضمن برنامج “المسافة صفر” المختص بالتحقيقات الاستقصائية والميدانية. ويرصد التحقيق المكون من جزءين عن قرب مناطق المواجهات والاشتباكات بين الجيش المصري وتنظيم الدولة.

كما يوثق الاستراتيجيات العسكرية التي يتبعها الجيش والتنظيم في حربهما المفتوحة منذ العام 2013″.ويتطرق الفيلم إلى حقيقة الدعاية التي يروجها المتحدث العسكري عن طبيعة الضحايا الذين يقتلون في سيناء ويوثق بشهادات عسكريين سجلوا مع الجزيرة وقوع أعداد كبيرة من المدنيين ضحايا للعمليات العسكرية وعمليات الاعتقال العشوائي والتصفيات الجسدية والإعدامات الميدانية لمدنيين.

ويتعلق بهذا الأمر، مشاركة قوات بحرية أمريكية لأول مرة في مناورات “استجابة النسر” بالمشاركة مع قوات مصرية وإماراتية، حيث يتم التدريب على تكتيكات القتال وإدارة العمليات المشتركة ضد التهديدات، وتنفيذ أعمال قتال نهارًا وليلاً لتأمين منطقة البحر الأحمر . والأمر يتعلق بتغيير عقيدة الجيش المصري من المناورات التقليدية التي كانت تستهدف التدريب على الحروب النظامية التقليدية إلى تدريبات تتعلق بمواجهة الإرهاب، ما يعني تحولات كبرى في عقيدة الجيش من اعتبار “إسرائيل” العدو الأول الذي يتعين الاستعداد له، إلى المسلحين في سيناء وغيرها باعتبار ما يسمى بالإرهاب “هو العدو الأول”.

تبعثر صفقة القرن

نشرت صحيفة العربي الجديد تقريرا بعنوان (تبعثر أوراق “صفقة القرن”: السيسي ينأى بنفسه وبن سلمان مُبعد( اعتبرت فيه وصف السيسي “صفقة القرن” بأنها إعلامية وليست “سياسية” رغم أنه هو نفسه من صك هذا المصطلح تراجعا عن دعمه للصفقة، ويقول التقرير (ليس صدفة أن يتزامن حديث السيسي الشفهي لأول مرة بهذه الطريقة المبتعدة بمسافة ملحوظة عن الموقف الأميركي، مع ثلاثة أحداث رئيسية لها صلة بهذا الموضوع؛ الأول ما كشفته وكالة “رويترز” من معلومات تبدو من مصادر سعودية نافذة، بأن الرياض طمأنت حلفاءها العرب بأنها لن توافق على أي خطة للسلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق العودة للاجئين، أي أنها عادت للتمسك بمبادرة السلام العربية التي أطلقت منذ 16 عاماً، إلى جانب أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز استحوذ على ملف القضية وأبعد عنها ولي عهده نجله الأمير محمد، المعروف بتأييده المطلق للصفقة وتمويلها.

أما الحدث الثاني، فهو زيارة مدير المخابرات المصرية عباس كامل إلى واشنطن ولقاؤه بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وعدد من مسؤولي مكتب ترامب، وما تزامن مع الزيارة من تسريب إعلامي حول اتجاه الإدارة الأميركية لصرف 195 مليون دولار من المعونة السنوية لمصر والمجمّدة منذ 11 شهراً، بحجة ملاحظة واشنطن تطوراً في تعامل الحكومة المصرية مع ملف حقوق الإنسان، على الرغم من عدم حل أي مشاكل من التي أثارتها الولايات المتحدة سابقاً، كقضية التمويل الأجنبي للمنظمات الحقوقية، وتخفيض عدد السجناء، واستمرار قمع الإعلام والنشطاء.

أما الحدث الثالث فهو بدء زيارة وفد من حركة “حماس” للقاهرة أمس الإثنين، في جولة جديدة من المباحثات المشتركة، والتي تضمّنت اتصالات هاتفية بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وعباس كامل منذ أيام في واشنطن، حول التعاطي مع مقترحات مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وما ناقشه كامل مع المسؤولين الأميركيين حول سبل تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، وموقف الحركة والسلطة الفلسطينية من مقترحات “صفقة القرن”.

لكن في ذات السياق فإن موقع عربي “21” يشير إلى إصرار السيسي على القيام بدوره في حماية أمن الصهاينة وذلك في تقرير بعنوان (السيسي يطمئن الإسرائيليين: أي حل لن يكون على حساب أمنكم(. حيث طمأن رئيس نظام الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي الإسرائيليين بأن أي حل سياسي للقضية الفلسطينية لن يكون على حساب “أمنهم واستقرارهم”. وخلال حديثه في مؤتمر الشباب في القاهرة الأحد، دعا السيسي الرأي العام الإسرائيلي إلى اغتنام ما سماها “فرصة عظيمة للسلام متاحة في الوقت الراهن”، مخاطبا الإسرائيليين بالقول: “هذا الحل لن يكون خصما من أمنك أو من استقرارك”.

فضيحة خطف الجنود

نشر موقع “عربي بوست” تقريرا بعنوان (لم تكن مفقودة بل كانت مخطوفة.. بالصور تفاصيل تحرير دورية مصرية من مسلحِين ليبيِّين عن طريق الجيش السوداني) ويشير التقرير إلى إعلان الجيش المصري، الإثنين 30 يوليو/تموز 2018، عودة دورية عسكرية مفقودة إلى القاهرة، بالتعاون مع السلطات السودانية. جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الجيش تامر الرفاعي، نشره على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك. ولم يوضح أي تفاصيل عن الحادث، غير أنه في وقت سابق من الإثنين 30 يوليو/تموز 2018، أفاد المركز السوداني للخدمات الصحافية (مقرب من الحكومة السودانية) بأن «جهاز الأمن والمخابرات السوداني قام في عملية نوعية بالساعات الأولى من صباح اليوم (الإثنين) بتحرير قوة عسكرية مصرية».

وأشار المركز إلى أن القوة «تم اختطافها من قِبل مجموعة ليبية متفلتة على الحدود السودانية-المصرية-الليبية، قبل أن تُنقل بواسطة الخاطفين إلى داخل الجنوب الليبي». ونقل المركز عن مصدر أمني قوله: «القوة المصرية مكونة من ضابط و4 جنود». كما أن مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات السوداني، اللواء محمد حامد تبيدي، قال في وقت سابق من الإثنين أيضاً: «تم تحرير مجموعة مصرية كان قد تم اختطافها على الحدود المصرية-الليبية بواسطة مجموعة ليبية متفلتة اقتادتها للجنوب».

ملف الإخوان

تقوم سياسة النظام العسكري في التعامل مع الإخوان على حملات التشويه الممنهجة فملاحقة العناصر واستنزاف قدرات الجمعة وثالثا الأحكام الانتقامية ورابعا مصادرة الأموال وتهب الثروات، ويستهدف النظام بذلك تحجيم قدرات الجماعة باعتبارها الفصيل الشعبي الأكثر قدرة على تهديد النظام سياسيا ودفعها نحو الانزواء والتسليم بشرعية النظام الذي تأسس عبر انقلاب دموي على المؤسسات المنتخبة التي فازت بها الجماعة بعد ثورة 25 يناير. إزاء هذا جاءت الأخبار والمواد المنشورة عن الجماعة في سياق التغطية الخبرية لجلسات المحاكمة ، فقد تم تأجيل محاكمة الدكتور محمد علي بشر و303 آخرين في قضية حركة “حسم”، وكذلك تأجيل ما تسمى بقضية “العمليات المتقدمة” ل6 أغسطس.

من جانبها نشرت الشروق حيثيات محكمة النقض حول إدراج متهمي “مقتل الصحفية ميادة أشرف” على قوائم الإرهاب ووصفت قرار الإدرج بأنه (صدر فى عبارات مبهمة وغامضة ولم يحدد الأسباب والحجج).

توابع قرار الإعدام

ولا تزال أصداء قرار محكمة جنايات القاهرة بإحالة أوراق 75 من قيادات الجماعة وثورة 25 يناير للمفتي تلقي بظلالها على التناول الإعلامي حيث نشرت صحيفة العربي الجديد تحليلا بعنوان (“إعدامات رابعة”: النظام المصري يجدد عقيدة الدم مع معارضيه) واعتبرت الصحيفة هذا القرار رسالة سياسية شديدة اللهجة من النظام المصري للدوائر التي تروّج للمصالحة والتقارب بين جماعة الإخوان المسلمين، أو تيارات منها، مع نظام السيسي، وطيّ صفحة الماضي، وكذلك لبعض السياسيين الذين يروّجون لصور متخيلة تستقي تفاؤلها من إقدام النظام على ممارسة ضغوط على أفراد الجماعة المحبوسين، للتوقيع على وثائق تعترف بشرعية السيسي مقابل التخلي عن النشاط السياسي.

قرار المحكمة صدر في ظل تمسّك السيسي بالتصعيد والتنكيل للضغط على سجناء “الإخوان” للاعتراف به مقابل حصولهم على حقوقهم العادية، كالإفراج الشرطي بعد قضاء ثلثي المدة أو نصفها، أو الإفراج الصحي عن الحالات المتردية منهم، وهو ما يعبر عن تمسّك السيسي بالرفض المطلق للتعامل مع التيار الإسلامي بصفة عامة و”الإخوان” بصفة خاصة، استمراراً لمسيرة إراقة الدماء في فض اعتصامي رابعة والنهضة، ثم تقديم المصابين والناجين، الذين غادروا الموقع بوعود الخروج الآمن، إلى محاكمات تفتقر لأبسط مقومات العدالة، ثم إعلان “الإخوان” جماعة إرهابية، ثم وضع السلطة التنفيذية، بمساعدة السلطة القضائية، يديها على أموال وعقارات الجماعة والقادرين من أعضائها وأنصارها. وبحسب التحليل يؤكد هذا التسلسل، وصولاً بقرار التمهيد الأخير لإعدام 75 شخصاً من المعتصمين، رغبة السيسي وقيادة الجيش من خلفه في القضاء على تيار الإسلام السياسي.

من جانبه كتب وائل قنديل مقالا بعنوان (حكم رابعة: إعدام المعنى) اعتبر فيه أنه كما كانت جريمة رابعة منتهى التوحش والهمجية، كذلك تأتي الأحكام ضد من بقوا أحياء، والهدف الأول في الحالتين هو القضاء على فكرة الرفض والمعارضة، بحيث لا يبقى على أرض مصر من يفكر في التظاهر والاحتشاد.. والثورة، أو بتعبير الراحل أحمد سيف الإسلام “القضاء على عصر الجماهير بوصفها قوة للتغيير”.

توابع تقرير “نيورك تايمز”

جاء مقال الكاتب معن البياري في العربي الجديد بعنوان (أوباما وانقلاب السيسي.. مجدّداً) يؤكد فيه أن تشكيلاتٌ مدنيةٌ في الولايات المتحدة وأوروبا، ناشطةٌ في موضوعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، لم ينطل عليها حضور محمد البرادعي وشيخ الأزهر وبابا الأقباط إعلان السيسي، ببدلته العسكرية، خريطته تلك، فرأت المشهد انقلابا عسكريا وحسب. أما الإدارة الأميركية والرئاسات في أوروبا، في تلك الغضون، فآثرت شيئا من الصمت، من دون ترحيبٍ ظاهرٍ بما جرى، مع إذاعة كلامٍ طفيفٍ، وتقليديٍّ ركيك، عن وجوب احترام الخيار الديمقراطي.

الرئيس باراك أوباما، (بشخصه فقط) لم يكن متحمّسا لإزاحة الجيش المصري الرئيس محمد مرسي، وكان أميلَ إلى معالجة التأزّم الحادث في القاهرة بكيفيةٍ أخرى، فيما كان جنرالات الجيش الأميركي، ومنهم وزير الدفاع الحالي، جيمس ماتيس، يحبّذون إزاحة مرسي، ولو بتدخل من العسكر، إذا اقتضى الحال، وقد يعود تحبيذهم هذا إلى اتصالاتٍ بهم أجراها قادةٌ في الجيش المصري، تذمّروا فيها من مرسي (من وجوده رئيسا فحسب؟).

ليس وحدَه وضعُ المصالح فوق كل اعتبار عند صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة (وكذا الغرب الديمقراطي) هو ما ينكشف مجدّدا في موقف إدارة أوباما بشأن الانقلاب في مصر، كما استعرض كيركباتريك قنوات صياغة هذا القرار ومساراتها، وإنما أيضا أن هذا الرئيس (أوباما)، والذي بدا سمْتُه، في وقائع غير قليلة، أقربَ إلى ناشطٍ ثقافي منه إلى رئيس أقوى دولة، وبين يديه صلاحياتٌ كبرى، لم يكن في وسعه أن يؤثّر كثيرا في أداء المؤسسة الحاكمة، حيث كانت لديه حساسية أخلاقية وثقافية جعلته يتخذ هذا الموقف “الصمت ثم القبول” بما جرى في مصر ؛ لذلك كسروا في الرياض وأبوظبي والقاهرة جرارا كثيرةً لمّا غادر الرئاسة، بل ولم تسع الدنيا أفراحهم، لمّا احتلّ البيت الأبيض نقيضٌ مضادٌّ تماما لأوباما، اسمه دونالد ترامب، وصنع التاريخ بحسب “الأهرام” القاهرية، لمّا هزم هيلاري كلينتون التي اعتبرها طبّالون معلومون في مصر “إخونجيةً”.

المصالحة المزعومة:

نشرت اليوم السابع تقريرين رفضا لما تسمى بالمصالحة ، حيث كتبت (قيادى منشق عن الإخوان يحدد 9 شروط للمصالحة مع الجماعة.. تعرف عليها )، وجاء التقرير الثاني بعنو ان (لا مصالحة مع الإرهابية.. نواب: تصريحات الرئيس تؤكد احترامه لإرادة الشعب وثوابت الدولة.. النائب أسامة أبو المجد: لا تصالح مع من تلطخت يداه بالدماء..وعضو “دفاع البرلمان”: لن ننسى جرائمهم ومحاولتهم تدمير الوطن(، ونشرت الدستور تقريرا بعنو ان (خدعة لفظ المصالحة عند الحديث عن صفقة مع الأخوان(. وتكتسب تقارير اليوم السابع أهمية خاصة باعتبارها تابعة بشكل مباشر للمخابرات العامة التي يديرها اللواء عباس كامل. وهي التقارير التي تتسق مع تصريحات الجنرال في مؤتمر الشباب وتعكس استمرار سياسات الصدام والقمع ما يؤكد أن شرعية الجنرال تقوم على هذه التوجهات بناء على وصاية خليجية وإسرائيلية على نظام 30 يونيو .

أحوال المعتقلين

نشر موقع “24” تقريرا بعنوان (مصادر لـ24: عزل قيادات الجماعة الإسلامية داخل السجون عن الإخوان والدواعش(، التقرير يزعم أن عناصر الجماعة الإسلامية داخل سجن العقرب بالقاهرة، قد تم فصلهم في عنابر خاصة داخل سجن استقبال طرة ، وسجن العقرب، بعيداً عن أعضاء جماعة الإخوان والعناصر الموالية لتنظيم داعش. وتعزو هذه المصادر المجهولة ، عملية فصل عناصر الجماعة الإسلامية عن غيرهم بعد عدد من الإجراءات تمت بين الأجهزة الأمنية، وبين قيادات الجماعة الإسلامية، في مقدمتها قضية المراجعات الفكرية، التي تم الالتزام ببنودها، والتراجع عن دعم معسكر الإخوان سياسيا.

ويربط التقرير هذا الإجراء بما تسمى بإقرارات التوبة التي توزع حاليا على المعتقلين في السجون. وفقا لمزاعم التقرير التي لم يتح لنا التأكد من صحتها. ويربط التقرير بين هذه التوجهات من جانب الجماعة الإسلامية وتبرئة عناصرها في كل القضايا المتهمين فيها خلال الفترة الماضية.