صحيفة صهيونية: الطوفان في مصر قادم وقد يغرق نظام السيسي بالكامل   

- ‎فيأخبار

نصحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، المنقلب عبد الفتاح السيسي باستخدام القمع والقبضة الحديدية؛ من أجل عدم عودة المتظاهرين لميدان التحرير.

وقالت: “من أجل استمرار الاستثمارات الأجنبية والفوز بثقة الشركات الدولية، فإن السيسي ملزم باستخدام اليد الحديدية لمنع عودة احتجاجات ميدان التحرير التي تعود إلى عام 2011”.

وحذرته من أن “التاريخ أثبت أنه كلما أغلقت الأنظمة القنوات السلمية للتعبير عن الرأي في وجه الجماهير، والتي تمثل تفريغًا للغضب المكتوم والغليان الشعبي، فإن من شأن هذه الأنظمة أن تجد نفسها أمام طوفان جماهيري يصعب إيقافه”.

واعتبرت الصحيفة العبرية أن الطوفان قادم وقد يغرق نظامه بالكامل، فتحت عنوان “الحرب المصرية.. السيسي ضد الإنترنت”، قالت إن “السيسي حظر التظاهر في مصر من أجل إعادة ما قالت الصحيفة عنه (الاستقرار)، إلى جانب ذلك أغلق الصحف وشرع قوانين تتعلق بالشبكة العنكبوتية الإلكترونية، ما يمثل خطرًا على الأخير ونظامه الحاكم”.

“لجم” التواصل

ونبهت الصحيفة إلى أنه “منذ اختير للرئاسة لأول مرة في عام 2014، عمل السيسي بحرص شديد على لجم وقمع الانتقادات ضد الحكومة، خاصة التي تنتشر على صفحات الإنترنت أو الصحف المطبوعة التي لا تخضع لإشراف النظام؛ وذلك خوفًا من أن تؤدي مناطحة المعارضة للحكومة في الشبكات الاجتماعية إلى خلق غضب وغليان اجتماعيين يُعيدان الملايين من المتظاهرين للشوارع”.

وأضافت: “اعتقلت السلطات المصرية شخصيات معروفة بسبب ما كتبته على الفضاء الإلكتروني والشبكة العنكبوتية، وسجنت آخرين لفترات متواصلة بعد نشرهم محتويات تنتقد النظام الحاكم، وفي المقابل حدث تصعيد شديد في عمليات الرقابة المفروضة على مواقع الإنترنت، فبينما تم حجب موقعين فقط في عام 2015، أصبح عدد المواقع المحجوبة الآن أكثر من 500؛ من بينهم مواقع لوسائل إعلام مستقلة ومنظمات حقوقية”.

المذبوح نموذجًا

وعن بعض نماذج القبضة الحديدية قالت “يديعوت”: “من بين عشرات الحالات التي اعتقل فيها مواطنون بسبب المحتوى الذي ينشرونه على الشبكات الاجتماعية نجد مثالاً حالة منى المذبوح، السائحة اللبنانية البالغة من العمر 24 عامًا، والتي نشرت على حسابها الإلكتروني الخاصة فيلما من 10 دقائق تحدثت فيه عن تعرضها للتحرش الجنسي بمصر، وأن المصريين يستحقون ما يفعله السيسي بهم”.

وأضافت: “بعد 3 أيام من نشرها الفيديو، وعلى الرغم من اعتذارها، ألقى القبض على المذبوح في المطار وهي تستعد لمغادرة الأراضي المصرية، وحوكمت بتهمة نشر الشائعات والمساس بالعقيدة، وعوقبت بالسجن 8 أعوام وغرامة مالية، لكنها عادت إلى بلادها قبل حوالي شهر”.

ونبهت الصحيفة العبرية إلى أن “مستخدمي الشبكات الاجتماعية سيكونون معرضين للدعاوى القضائية سواء بسبب الافتراء أو على خلفية دينية، وتجدر الإشارة إلى أن غالبية وسائل الإعلام البارزة في مصر هي مؤيدة للنظام، ومن الصعب أن تجد بها تصريحات تنتقد السيسي، في وقت يتم فيه إغلاق الصحف المستقلة بأوامر وتعليمات حكومية، ومنذ عام 2014 تم حظر المظاهرات في الدولة المصرية”.

وأشارت إلى أن ذلك يأتي في إطار “الجهود لإسكات أي انتقاد”؛ لذا وقع السيسي مؤخرًا على قانون يتعلق بالإنترنت، ويسمح للسلطات بإغلاق أي موقع من شأنه المساس بأمن الدولة أو اقتصادها، هذه الخطوات أثارت أصداء سلبية كثيرة، لكن نظام السيسي يصر على أنها ضرورية للحفاظ على استقرار الوطن”.

وأبانت أن “قانون الإنترنت الجديد يتيح للسلطات المصرية معاقبة وتغريم وسائل الإعلام مثل قنوات التلفزيون والصحف إذا نشروا “الأخبار الكاذبة”، علاوة على ذلك فإن الحسابات الإلكترونية التي تحتوي على أكثر من 5 آلاف متابع على تويتر أو فيسبوك سيتم معاملتها مثل القنوات والصحف ووسائل الإعلام الأخرى”.

رسائل السيسي

ومن خلال “منتدى شباب العالم” أرسل السيسي رسائل إيجابية لدولة الاحتلال، وأشارت دراسة صادرة عن “مركز أبحاث الأمن القومي” العبري، التي أعدها الباحث أوفير فنتور، المتخصص في الشأن المصري، إلى أن المنتدى أوصى بتعزيز العلاقة مع إسرائيل، على اعتبار أن هذا يعد أحد المتطلبات المهمة لمساعدة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية والثقافية، وتمثلت هذه الرسائل في حرص السيسي شخصيا، خلال مداخلاته في المنتدى، على التركيز على ضرورة أن تسهم أية تسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين في ضمان أمن “إسرائيل” وليس أمن الفلسطينيين فقط.

وشاركت “يديعوت أحرونوت” المركز العبري رأيه في أن خطاب السيسي بالمنتدى الدولي بأن أحداث 2011 التي سميت بـ(الربيع العربي) هي محاولة فاشلة وغير مرغوبة لخلق التغيير في مصر، وكانت نتائجها تهديد الدولة تهديدًا وجوديًا.

وأشارت إلى أن “هذه ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها السيسي إلى تلك الأحداث، ففي السنوات الأربع الأخيرة بذل الرجل كل الجهود لإعادة الاستقرار للدولة واسترجاع الدور المركزي الذي كان لها بالمنطقة في فترة مبارك.

مؤتمر الخيانة

ولفتت الدراسة العبرية إلى أن السيسي اتجه للإشادة بدور الرئيس المصري الراحل أنور السادات في تحقيق السلام مع “إسرائيل”، وتجنيب مصر خوض المزيد من الحروب، وعندما تعرض المنتدى للتسامح الديني، أشاروا إلى أن اليهودية منغرسة في أعماق الهوية الثقافية المصرية، وأشار معد الدراسة إلى أن السيسي شخصيا لم يستبعد أن تسمح مصر بتدشين كنيس يهودي.

كما أظهر فيلم “نقطة التقاء” الذي عُرض أمام المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمنتدى رموزا يهودية، وضمنها حروف باللغة العبرية، وصورة الكنيس اليهودي في القاهرة الذي يطلق عليه إيفن عزرا، حيث ظهرت عليه نجمة داود وشعلة.

وتطرقت المجلة الرسمية التي تعبّر عن المنتدى، إلى الفن بوصفه جسرا بين الثقافات، ذكرت أن النبي داود قد عزف على قيثارة مصرية، وأن الموسيقى العبرية القديمة تأثرت بشكل كبير بالألحان المصرية، ومن ضمن الإشارات الإيجابية أيضاً أنه في اليوم التالي لاختتام المنتدى، قدّم سفير مصر الجديد في تل أبيب، خالد عزمي، أوراق اعتماده للرئيس الصهيوني روفي ريفلين.