ضمن صفقة مع الانقلاب.. داخلية الانقلاب تسلّم زوجة مسلمة وأطفالها للكنيسة

- ‎فيتقارير

وصل مستوى الدعم والتأييد المتبادل بين الإنقلاب والكنيسة في إطار صفقة لتسليم زوجة القيادي السلفي عمر رفاعي سرور –الذي قتلته مليشيات حفتر العام الماضي – وأطفاله الثلاثة، نظير أن الكنيسة خادمة لتوجهات النظام على طول الخط وبدوره يضمن حمايتها من جهة والتغاضي عن إمبراطوريتها الاقتصادية الضخمة من جهة ثانية.

وتساءلت حركة “‏نساء ضد الانقلاب‏” على صفحتها على “الفيسبوك” عن أماكن إخفاء الأسرة فقالت: “أين هم وأين يسكنون ومتى سيظهرون !!..كلها تساؤلات يرفض النظام الانقلابي الإجابة عنها ، ويخفون مكان احتجاز ” أسرة عمر رفاعي ” السيدة مريم رضوان وأطفالها الثلاثة المختطفين منذ 8 أكتوبر 2018″.

فتسليم سلطات الإنقلاب آل رفاعي سرور إلى الكنيسة بعد وفاته إلى الكنيسة بحجة أن الزوجة كانت نصرانية قبل إسلامها دون موافقة أهلها؛ قضية خطيرة تجتمع فيها الأبعاد السياسية والحقوقية والأمنية والإعلامية والمجتمعية بحسب الحقوقي أحمد فريد مولانا.

 

وكشف نشطاء أنه تم تسليم الأسرة عنوة للكنيسة، وهي ليست المرة الأولى التي تقدم فيها سلطات الإنقلاب على تسليم أسرة إسلامي مصري، رغم أنها أسلمت بإرادتها وتزوجته لسنوات عديدة وأنجبت منه ٣ أطفال، وسافرت إلى ليبيا دون أن تبدل دينها أو ترغب بالعودة إلى أسرتها النصرانية، وظلت على ذلك إلى أن تم توقيفها في ليبيا على يد مليشيات حفتر بعد مقتل زوجها بفترة ثم جرى تسليمها وفق ما أعلنته قوات حفتر مع أطفالها إلى السلطات المصرية التي تنكر وجودها.

علماء المسلمين

وأصدر 28 عالما من “علماء جبهة علماء الأزهر” وأغلبهم مطاردون خارج البلاد، بيانا بشأن اختفاء الأرملة مريم رضوان زوجة عمر رفاعي سرور وأطفاله، وقال البيان إنه من المؤكد أن السلطات المصرية تسلمت السيدة مريم وأطفالها الثلاثة: فاطمة (4 أعوام) وعائشة (عامان ونصف) وعبد الرحمن (6 أشهر).

وأشار البيان إلى تخوف العلماء من أن يكون جرى تسليم السيدة مريم وأطفالها إلى الكنيسة، موضحة أن ذلك “تصرف معتاد من السلطات المصرية منذ أيام المخلوع حسني مبارك وقد تكرر مع وفاء قسطنطين، وكاميليا شحاتة، ومارى عبد الله زكي، وتريزا ابراهيم، ومريان مكرم، وعبير ناجح إبراهيم، وأخريات لم يُعرف حتى الآن شيءٌ عن مصيرهن.

وأضافت أن احتمال تسليم الأسرة للكنيسة يقويه؛ انقطاع أخبار السيدة وأطفالها من بعد وصولهم إلى مصر ومر على ذلك أربعة أشهر! وهي مدة طويلة للغاية لا يتصور معها بقاء سيدة وأطفالها الصغار قيد التحقيق كل هذه الفترة، مع معرفتنا بأن وسائل انتزاع المعلومات بالتعذيب وإساءة المعاملة لا يكاد يصمد لها أحد.

باطل شرعًا

ولفت بيان الجبهة إلى أن احتجاز السيدة وأطفالها الثلاثة باطل وحرام بموازين الشرع والدين، وهو جريمة كاملة بموازين القانون المصري والقوانين والأعراف الدولية و الإنسانية، ويجب الإفراج عنها فورا.

واعتبر أنه مع فرض تسليم الأخت للكنيسة فهو تسليم مسلمة لمن يؤذيها ويفتنها في دينها، وإعانة على تنصير أربعة من المسلمين المستضعفين، بالإضافة إلى الصد عن سبيل الله بإخافة من يريد الدخول في الإسلام من هذا المصير.

وأفتى العلماء بإنه إن حدث تسليمها إلى الكنيسة، فهو ردة عن الإسلام، وخروج عن شرائعه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه..” الحديث.

وأشار البيان إلى أن حكم العلماء السلف ك”النووي” و”ابن حجر” هو كفر من فعل أقل من هذا، كقولهم بكفر من أَخَّر إسلام الكافر ولو لحظة..

وكرر العلماء أن “كل من ساهم في خذلان من اختار الإسلام دينا، أو دلَّ عليه عدوه، أو أسلمه إلى الكنيسة فهو مرتد عن الملة، ساع في استئصالها”. ولا تكاد كتب الفقهاء تتناول مسألة كهذه المسألة لأنها لا تُتَصَوَّر، وغاية ما ناقشوه أن يكون المسلمون في استضعاف وفُرِضَت عليهم شروط صلح منها تسليم بعض المسلمين، وجمهور العلماء على رفض هذا ومنعه، وأجمعوا على منع هذا في النساء.

بيان العلماء

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=557741724702673&id=100014005503150

البخاري وحربي

ويعتبر إسلاميون أن الكنيسة تسعى للانتقام من الشيخ رفاعي سرور وجهود صهره “خالد حربي” زوج “أسماء رفاعي”، في مكافحة التنصير، ومعهما الشيخ حسام البخاري، حيث كان يؤدي “البخاري” و”حربي” دورا كبيرا في واحدة من القضايا المحورية في سياق مواجهة سلطوية الكنسية في مصر، بحسب نشطاء.

وكان لإضراب خالد حربي القيادي السلفي المسجون في طرة، عن الطعام اعتراضًا على اختفاء أرملة المهندس عمر رفاعي سرور وأطفالها، بعد القبض عليهم في ليبيا، دورا في كشف الجريمة.

ويعتبر المهندس خالد حربي مؤسس المركز الإسلامي لمقاومة التنصير، أحد الثوار الذين يعانون في المعتقل ويعقبون لمواقفهم الجريئة، ففي يناير 2018، منعت إدارة سجن طره، زيارته، لثورته على أمين شرطة كان يهين معتقل مريض نفسي ويستهزئ به، في القوت الذي يعامل بقسوة كما أعلن ضابط له في نيابة أمن الدولة: (انت متوصي عليك من فوق) وذلك في إطار استرضاء النظام للكنيسة المصرية بكسر معنويات خالد حربي وحسام ابو البخارى بصفة خاصة لدورهم في قضية كاميليا شحاتة وتأسيس ائتلاف دعم المسلمين الجدد ومقاومة التنصير في مصر بصفة عامة.

وحكمت نيابة الإنقلاب على حسام أبو البخاري في ٩ سبتمبر ٢٠١٨، ولاحظت ولاء رفاعي سرور شقيقة “عمر” الذي قتله حفتر وسلم زوجته وأطفاله لمصر، فرحة وشماتة المواقع النصرانية بالحكم عليه بعدما أوجعهم قبل الأسر ونال منهم بنشاطه فى مقاومة التنصير وفضح مؤامراته.

أنشطة تنصيرية

وكان صحفيون شهودا على انتصار عمليات التنصير والسماح لها من قبل سلطات الإنقلاب يقول الصحفي محمد أبو الوفا في منشور له في ١٥ سبتمبر ٢٠١٧ من أن “التنصير علانية فى ميدان الإسعاف!!” .. كنت أسير بجوار الكنيسة الإنجيلية أو كنيسة سان جوزيف، التى يفتح بابها فى مواجهة مدخل محطة مترو جمال عبدالناصر، بميدان الإسعاف. وإذا بأحد الشباب ينادى على: أستاذ.. أستاذ . فسألته” حضرتك تقصدنى؟. فقال: نعم.

عرفنى بنفسه وقال انه من فريق “الحب”.. وكان يحمل “كيسًا أسود” وأخبرني أن تلك هديتي وكانت المفاجأة..(الهدية) عبارة.. نسخة من الإنجيل (العهد الجديد ) وبروشور بعنوان : ( من هو النبي الذي تنبأ عنه المسيح أنه سيأتي بعده؟). فضلا عن اسطوانة بعنوان ( حياة سيدنا المسيح عيسى). قمت بأخذ ما سماه بالهدية بغرض التوثيق للواقعة لا أكثر طبعا.

تصفحت البروشور (الكارثة) ومما جاء فيه: “… يؤكد سيدنا المسيح فى الانجيل أن كتب التوراة وصحف الانبياء.. كانت قد تنبأت عن مجيئه هو.. وليس عن مجئ شخص أو نبي آخر.. فالسيد المسيح هو أخر من أرسله الله رحمة للعالمين… وهو الذي كانت تنتظره كل البشر… لذلك أدعوك وأشجعك أن تتبع السيد المسيح من كل قلبك.. لانه هو الوحيد الذي فيه الانقاذ من ذنوبك ومعاصيك ومن نفسك الأمارة بالسوء.. ولذلك سارع باقتناء الانجيل فوراً حتى تستطيع أن تتبع المسيح وتعيش الحياة التى صنعها لك”.

تعليق “أبو الوفا” كان مقارنة بين نقيضي التعامل من النظام فيقول: “تخيل لو أن أحد شباب أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وقف على مقربة من نفس المكان وقام بتوزيع أذكار الصباح والمساء فقط.. ترى ماذا سيحدث له؟ مؤكد لن ينام ليلته فى بيته !!”.

وتعليقا على تعاون كنسي مع برنامج محو الأمية لتحريج كوادر مدربة، يعلق القاضي السابق أيمن الورداني قائلا: “النظام الفاجر يدعو إلى التنصير ويوقع بروتوكولا مع الكنيسة لمحو أمية البسطاء من المسلمين داخل الكنيسة وهى وسيلة تنصير خبيثة بالتعاون مع نظام الخائن فمعلوم أن محو الأمية شرط لازم للحصول على رخص القيادة والتقدم للعديد من الوظائف وتنفيذا لهذا البروتوكول سيطلب من المتقدم لإستخراج رخصة قيادة أو التقدم إلى وظيفة من الأميين البسطاء أن يتوجهوا للكنيسة لمحو أميتهم وحضور الدروس بها وتقديم شهادة من الكنيسة تفيد محو أميتهم بها #الكنيسة_تلعب_بالنار”.

أما المعلم عبد المنعم سلام السيسي فلفته نفس المحتوى فقال “أيام مبارك كنا ننتقد الإخوان، لإنشائهم الجمعيات الخيرية، والمدارس، والمستشفيات لأنهم بهذا يساعدون النظام على البقاء . وكان ردهم إننا نقوم بهذا في مواجهة الكنيسة، التي تدير التنصير، بإنشاء المدارس الفائقة، التي تجذب ابناء المسلمين، والمستوصفات الطبية المجانية فتجذب الفقراء ولم يكن هذا المبرر مقنعا لي حينها لكن اليوم وأنا أرى الكنيسة، تبدأ في نشر مستوصفات طبية، في كل مكان، ووصل الأمر لإقامة موائد رمضان، بينما الإخوان في السجون، ومطاردين أجدني مضطرا للإعتذار للإخوان عن قصر نظرنا الذي عاملنا به عمق رؤيتهم”.