في فضيحة تهدد عروش الحكام العرب ومطابخهم السياسية التي يفوح منها العفن، كشف موقع أمريكي عن علاقة وزير الدولة لشؤون الخارجية السعودية، عادل الجبير، بالموساد الإسرائيلي، والتي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وهى الفضيحة التي تعيد للأذهان اعترافات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، بأنها مارست الفاحشة مارست الجنس مع رؤساء ووزراء عرب مقابل تجنيدهم كجواسيس أو حتى مقابل تنازلات تخدم إسرائيل.
ومن الأسماء التي جاءت على لسان ليفني صائب عريقات رئيس لجنة التفاوض الفلسطينية مع إسرائيل، وياسر عبد ربه، وربما أيضاً أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الحالي، ووزير خارجية المخلوع مبارك قبل ثورة 25 يناير، وفي مفاجأة من العيار الثقيل، وبحسب موقع “أوديسي” الذي قام بتحقيق استقصائي، خلص إلى أن علاقة الجبير بالموساد الإسرائيلي تسبق انضمامه إلى السلك الدبلوماسي السعودي، وترقيه في عدد من المناصب وصولا إلى وزير في الحكومة السعودية.
ونسبت صحفية عملت في التحقيق معلوماتها إلى مسئول سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، بعد مقابلته وكشفه لها عن معلومات وصفتها بـ”الصادمة”، ومصدر الصحفية هو “فيليب جيرالدي”، ضابط الاستخبارات السابق، الذي قالت عنه إنه كان مفيدا بشكل خاص في الكشف عن “كيفية قيام الموساد بأول اتصال له مع عادل الجبير”.
ووصفت الصحفية المعلومات التي حصلت عليها بـ”المذهلة” والتي جعلتها تشعر بأنها “محظوظة وفخورة” في آن معا، بسبب توصلها إلى “تحقيق سبق صحفي في أكثر القضايا إثارة للجدل على مر السنوات العشر المنصرمة”، وأشارت إلى أن جيرالدي كشف عن أن “وكالة المخابرات الأمريكية بدأت بمراقبة الجبير بدءا من عام 1990، عندما أصبح المتحدث الرسمي باسم السفارة السعودية في واشنطن. بعد سنوات قليلة حامت الشبهات حول سعي الموساد إلى تجنيد الجبير”، وفق ما نقلته عنه.
بداية الخيط
وأضافت الصحفية أن جيرالدي قال: “إن مزيدا من التحقيقات قادت للتوصل إلى أول الخيط. عندما كان الجبير طالبا يدرس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة شمال تكساس تقّرب إلى كاي آن ماثيوز الطالبة السابقة في العلوم السياسة والعلاقات الدولية عام 1981”.
وأوضح أن “ماثيوز التي كانت على علاقة وثيقة مع تجار ألماس إسرائيليين بارزين في الولايات المتحدة، قدّمت الجبير إلى رجال أعمال وشخصيات يهودية بارزة. ومن خلال استجواب ودي مع FBI كشفت ماثيوز في أغسطس من العام 1998 أن أول لقاء بين عادل الجبير والموساد الإسرائيلي تم في أكتوبر عام 1995”.
وأضاف أنه “على خلفية تورط الجبير في علاقة عاطفية عميقة مع ماثيوز ومجموعة من الديون الثقيلة مع عدد من رجال الأعمال اليهود في أمريكا، تقول صديقته السابقة إنه لم يكن هناك خيار أمام الجبير سوى التعاون مع الموساد”، وقال: “بعدما تم هذا الأمر طلب الموساد من ماثيوز أن تنسحب من علاقتها مع الجبير”.
وأكدت صاحبة المقال “وجود أدلة تشير إلى أن نشاطات وتحركات عادل الجبير داخل السفارة السعودية كانت تدار بشكل كامل من خلال عميل في الموساد”، ولفتت إلى أن عددا من الكتاب المرموقين يساعدونها حاليا في إجراء المزيد من التحقيقات المعمقة، والكشف عن مزيد من المعلومات المتعلقة بالعلاقات السرية التي تربط الجبير بالموساد، التي سيتم نشرها في أقرب وقت ممكن، وفق قولها.
معلومات خطيرة
وبعد توضيحها أن هذا النوع من المعلومات يتطلب السفر والتردد باستمرار بين الرياض وتل أبيب، أوضحت أن جمع البيانات الميدانية قد يكون أمرا خطيرا، وأنها بدأت فعلا تشعر بتهديدات أمنية خطيرة. إلا أنها أكدت التزام فريق العمل بإنجاز هذا التحقيق وعدم التخلي عن القضية.
وأوضحت الصحفية باكلي أن السبب الذي دفعها إلى بدء التحقيق الاستقصائي هو “تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، التي وبخت فيها الموساد الإسرائيلي على عدم تحركه إزاء إقالة الجبير من الحكومة السابقة”.
وقالت إنه “بعد هذا التصريح بات الأمر يشكّل هوسا بالنسبة لي، ما دفعني إلى استهلاك جلّ وقتي حول هذه القضية، خلال الأشهر الماضية”، وتحدثت عن أن التحقيق الاستقصائي الكبير الذي تقوم به تشعر بسببه بتهديدات أمنية خطيرة، وختمت الصحفية بطلب من زملائها وقرائها في الولايات المتحدة و”إسرائيل” والبلدان العربية، ممن يملكون معلومات إضافية حول هذه القضية تزويدها بها عبر بريدها الإلكتروني.
وتوعدت بأن مزيدا من المعلومات التي أدلى بها جيرالدي حول تدرّج عادل الجبير في مناصبه من متحدث باسم السفارة إلى سفير إلى وزير للخارجية سيتم نشرها في كتاب بعد اكتمال التحقيقات، وبالعودة إلى اعترافات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة “ليفني”، بعدما أباح أحد أكبر وأشهر الحاخامات في إسرائيل ممارسة الجنس للنساء الإسرائيليات مع الأعداء مقابل الحصول على معلومات، مستنداً – بزعمه- إلى أن الشريعة اليهودية تسمح للنساء اليهوديات بممارسة الجنس مع العدو من أجل الحصول على معلومات مهمة.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية عن الحاخام آري شفات، قوله أن :”الديانة اليهودية تسمح بممارسة الجنس مع “إرهابيين” من أجل الحصول على معلومات تقود لاعتقالهم”، بعد أن أعلنت إسرائيل استخدام المرأة في الجيش الإسرائيلي كسلاح رسمي ووسيلة دعائية للمشروع الصهيوني، وتعتبر ليفني أحد أشهر القيادات الإسرائيلية التي استخدمت الجنس في الحصول على المعلومات وتجنيد وزراء ورؤساء وملوك عرب.