عرب وارسو.. هل تنجح مساعيهم في تصفية القضية الفلسطينية؟

- ‎فيعربي ودولي

مفتاح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس المحتلة، والمعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، أصبح الآن في يد السفيه السيسي، والهدف الرئيس من تنفيذ صفقة القرن هو إعادة تموضع الفلسطينيين بالتدريج بحيث يُقيمون في سيناء، وذلك من خلال تهجير أهلها من المصريين، وتمويل مشاريع البنية التحتية لاستقبال الفلسطينيين.

وبحسب خبراء ومراقبين، سيكون بإمكان إسرائيل، بعد تنفيذ الصفقة، الاعتماد على السفيه السيسي، حتى يقوم نيابة عنها بتسكين وتهدئة واسترضاء الفلسطينيين في غزة، بينما تقوم إسرائيل بموجب هذه الخطة بطرد وتسريح العمال الفلسطينيين، كما سيكون بإمكانها إغلاق معبر رفح الحدودي بين غزة وسيناء، وسيكون بإمكانها وقف تشغيل مولدات الكهرباء ومحطات تحلية المياه، وحرمان غزة تماما من الطاقة والمياه العذبة.

ستبقى القضية

وبهذه الطريقة ستبقى غزة تحت رحمة الاحتلال الصهيوني دون أن يتحمل أي مسئولية؛ لأن السفيه السيسي هو الذي سيقوم بمهمة سجان غزة الجديد، تماما مثل عباس وسلطته الفلسطينية الذين حملوا عبء القيام بدور السجان للفلسطينيين في الضفة الغربية.

وعلى ضوء ما يقوم به “عرب وارسو” الصهاينة، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مشاركتهم في المؤتمر إلى جانب قادة الاحتلال الإسرائيلي، وعبرت حماس في بيان لها عن رفضها لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة أنها ستبقى القضية المركزية للعرب والمسلمين وأحرار العالم.

ودعت إلى إبقاء بوصلة العداء تجاه إسرائيل، ورفضت حرفها نحو أطراف أخرى، مؤكدة أن القدس ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين، وأن حق العودة حق ثابت لا يمتلك أي كائن من كان شطبه أو التنازل عنه، ورأت في بيانها أن استقرار المنطقة وتحقيق السلام لا يتأتى إلا بالتخلص من الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مطالبة الدول والبرلمانات بمقاطعة الاحتلال وعزله ومحاصرته شعبيًا ورسميًا ونزع الشرعية عنه، وتجريم كل محاولات التطبيع معه.

40

دعم المقاومة

كما دعت حماس الشعوب العربية والإسلامية إلى تبني استراتيجية دعم المقاومة بكل الوسائل لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن المقاومة بأشكالها كافة كفيلة بإحباط المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية، وعلى رأسها صفقة القرن، وشهد مؤتمر وارسو الذي عقد على مدار يومين متتاليين، الأربعاء في بولندا، لقاءات جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليين، مع عدد من الوزراء والمسئولين العرب.

وأطلق نشطاء فلسطينيون وعرب من مختلف أنحاء العالم على مواقع التواصل، هاشتاج #التطبيع_خيانة، ردا على مشاركة قادة من الدول العربية بجانب رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مؤتمر وارسو للشرق الأوسط، وشارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، يحيى السنوار، بالحملة الدولية، قائلا: “يتوهم المحتلون إذا اعتقدوا أن هرولة المطبعين ستنقذهم من مصيرهم المحتوم وزوالهم القريب”.

أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني للقسام، قال: “إن التطبيع مع العدو الصهيوني طعنة في ظهر مقاومة شعبنا المتمسك بأرضه، والذي يدافع منذ عشرات السنين عن عروبة وإسلامية فلسطين، وهو خيانة لدماء الآلاف من شهداء شعبنا وأمتنا، وسيلعن التاريخ كل من حاول إعطاء شرعية زائفة لكيان مغتصب دخيل”.