عصر العجب العجاب!

- ‎فيمقالات

في إحدى خطبه الأخيرة قال السيسي اصبروا معي قليلا وسترون العجب العجاب! وأقول تعليقا على هذا الكلام نحن في عصر العجب العجاب بالفعل، وإليك التفاصيل:

* بعد ثورة 2011 كان عندنا امل أن تنتقل مصر إلى عصر جديد قوامه الحكم المدني والتنافس الحر بين الأحزاب السياسية لخدمة الوطن ، وتقتصر مهمة الجيش الأساسية على حراسة بلادنا والتصدي للإرهاب! لكن العجب العجاب أن قواتنا المسلحة الآن لها الهيمنة الكاملة على مقادير الأمور ، وتراها في كل مكان ، بينما تراجعت بشدة وتلاشت فكرة الحكم المدني ، فالمجتمع المدني الآن في أضعف حالته وعليه مليون قيد.

* وبعد ثورتنا ظن الشعب اننا قادرون على بناء دولة القانون ، لكن هيهات ومن العجب العجاب ومصر حاليا في عهد السيسي من أسوأ الدول في انتهاكات حقوق الإنسان ، والدماء سالت أنهارا في بلادي خلال حكمه والسجون مليئة بآلاف من سجناء الرأي الذين يفتقدون إلى أبسط حقوقهم.

* وبعد ثورة عام 2011 كان هناك امل أن يعود قضاء مصر كما كان أيام زمان شامخا مستقلا، ومن العجب العجاب أن قضاءنا حاليا في أسوأ أوضاعه، واستطاع رئيس الجمهورية الهيمنة عليه، وله حق تعيين قياداته.

* رفعت ثورة يناير شعار: عيش. حرية. كرامة إنسانية ، ومن العجب العجاب أنه لم يتحقق منها شيئ ، فكرامة المواطن مسحوقة وأمن الدولة لها الكلمة الأولى في البلد! وارتفعت الأسعار ارتفاعا فاحشا، وأصبحت الحياة صعبة جدا على المواطن العادي.

* وبعد ثورتنا كان الأمل كبيرا في عصر ذهبي جديد للإعلام والصحافة تتمتع فيها بكامل الحرية، ومن العجب العجاب أن هذا المجال بالذات في أسوأ أوضاعه، وهناك رقابة على الصحف، وجهاز المخابرات اشترى العديد من الفضائيات والصحف، واختفى الرأي الآخر وأصبحت السيادة للصوت الواحد فقط.

* وبعد الثورة توقعنا تغييرا في سياسة مصر الخارجية ، ومن العجب العجاب أن هذا التغيير كان إلى الأسوأ! وعلاقتنا حاليا مع العدو الصهيوني وثيقة وهناك تعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين، فلم تعد إسرائيل هي العدو، بل إيران هي الخصم الأول لحكام المنطقة العربية الذين ترعاهم أمريكا ، والخلط أصبح كبيرا بين الإرهاب وكل ما يمت للتيار الإسلامي بصلة.. نحن بالفعل في عصر العجب العجاب.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها