“علماء المسلمين” ينعى ملك قبيلة الماساي الإفريقية

- ‎فيعربي ودولي

قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن خبر وفاة محمد ميبوكوري أمبركيري، ملك قبائل الماساي والسكوما في تنزانيا وكينيا فاجعة أليمة يتقبلها الاتحاد بقلوب راضية بقضاء الله وقدره.

وأكد بيان للاتحاد، على موقعه، أن الفقيد كان يعمل على نشر الدعوة في إفريقيا ولا سيما بين قبائله وأنه قد زار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قبل سنوات في 2014 مع وفد من قبائل الماساي والسكوما بمقر الاتحاد الرئيسي في الدوحة؛ حيث استمرت الزيارة 4 أيام، وخلال زيارته والوفد المرافق له قاموا بزيارة لمقر الاتحاد، وزيارة مكتب العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، بالإضافة إلى هيئات ومؤسسات دعوية وخيرية بقطر.

وأوضح الاتحاد أن ملك قبائل الماساي شارك في الندوة التي ٱقيمت في مقر الاتحاد والتي حملت عنوان (الإسلام في إفريقيا.. واقع وتحديات- قبائل الماساي نموذجا)، باعتباره رئيسا أو ملك قبائل الماسي “ميبو كوري” والتي ينتمي إليها أكثر من 7 ملايين مواطن.

وأشارت إلى مشاركة آخرين من القارة المسلمة وهم: غلام حافظ أبوبكر مقدم، عمدة إقليم شينيانجا التنزاني، ورئيس قبيلة السكوما والتي ينتمي إليها 5.5 مليون مواطن، وإبراهيم ميلوبو كلي كراسي، وهو داعية إسلامي بارز في إفريقيا، والذي تحول من المسيحية إلى الإسلام إذ كان شماسآ في كنائس إفريقيا، والدكتور إبراهيم بوشه – الأستاذ الجامعي في جامعة إفريقيا العالمية، وأن إطار الندوة التي شارك فيها الفقيد الراحل ضمن ما يوليه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من اهتمام بإفريقيا وواقع الإسلام والتحديات التي تواجه الدعاة والمهتدين الجدد على حد سواء.

وترحم بيان الاتحاد على الراحل ودعا الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه أعالي الجنان ويلهم أهله وذويه الصبر وحسن العزاء.

شعوب القرون الوسطى

ويعتبر شعب الماساي مجموعة عرقية نيلية شبه رحّل يتمركزون في كينيا وشمال تنزانيا ومن أقدم القبائل الإفريقية تشبثا بالحياة.

ومن غرائب الماساي شرب دم البقر، ويعتبر غذاء رئيسيا لهم ويتم عن طريق إطلاق سهم على عرق الوريد في رقبة البقرة ويجمع في وعاء مصنوع من الخشب ويخلط مع الحليب.

ولا يزال الشعب يعيش بالطريقة نفسها تقريبا التي عاشها أسلافه قبل قرون، ولا يبالي الماساي بالوقت، فهم يعتمدون في حياتهم على شروق الشمس وغروبها والتغيُّر الدائم للفصول، ولا يعرفون شيئا عن حياتنا التي نعيشها.

وتشمل مهارات الماساي مقدرتهم على البقاء أحياء في البيئة القاسية والطبيعة الوعرة للأخدود العظيم، وبخطوات واسعة، يقطعون مسافات كبيرة بحثا عن مراعٍ خضراء ومصادر مياه لقطعانهم، وهم يعتنون جيدا بقطعانهم فيما يرعونها بين قطعان ظباء النُّوّ، حمير الزَّرد، الزرافات، وغيرها من الحيوانات البرية التي تشاركهم موطنهم.

ويعتقد الماساي أن كل الأبقار على الأرض هي ملك لهم. وينشأ هذا الاعتقاد من الأسطورة التي تقول إنه في البداية كان لله ثلاثة أبناء أعطى كلًّا منهم هدية. نال الابن الأول سهما من أجل الصيد، الثاني مِجرفة من أجل الزراعة، والثالث عصا من أجل رَعْي الأبقار. ويُقال إن هذا الابن الأخير صار أب أمة الماساي. ومع أن القبائل الأخرى تملك أبقارا، يعتقد الماساي أن هذه الحيوانات هي من حيث الأساس ملك لهم.

في هذا المجتمع، يحدِّد حجم قطيع الرجل وعدد أولاده مركزه وأهميته. وفي الواقع، إن الرجل الذي يملك أقل من ٥٠ رأسا من الأبقار يُعتبر فقيرا. والرجل في مجتمع الماساي يأمل أخيرا بمساعدة زوجاته التي تتجاوز العشر غالبا وأولاده الكثيرين، أن يملك قطيعا كبيرا يصل إلى ألف حيوان.