عيد الأضحى.. كيف سرق السيسي الفرحة من المصريين؟

- ‎فيتقارير

يتزامن عيد الأضحى المبارك مع قرب دخول المدارس والجامعات في مصر، ويأتي في ظل ارتفاع أسعار جميع السلع والمنتجات ومنها اللحوم، في ظل إغلاق وتأميم الجمعيات الأهلية والإسلامية، التي كانت توفر اللحوم مع فرحة وبهجة العيد بلا ثمن أو بمبلغ رمزي.

وبينما يسعى المصريون لتوفير متطلبات العيد الذي يحل، الثلاثاء، من ملابس ولحوم و”عيدية”، تقول فوزية أم عاصم، من مدينة بدر بالقاهرة: “لدي 4 أبناء كل منهم يحتاج ملابس العيد إلى جانب ما لا يقل عن 100 جنيه عيدية لكل منهم، ونحو 500 جنيه للحوم، وكل عام أذهب إلى العتبة والموسكي كي أفاجأ بأن ما اشتريته العام الماضي كان ببلاش”.

الفشة والكرشة

وأكدت أنها “هذا العام ذهبت بمبلغ 3000 جنيه هي نصف راتب زوجى، بالإضافة إلى راتبي كمديرة حضانة تابعة للشئون الاجتماعية، ولم أعد إلا بنقود المواصلات، ولم أشترِ لنفسي ولا زوجي قصقوصة”. وترى عايدة، أم محمد، بائعة جبن بشبرا القاهرة، أن حلول العيد مع دخول المدارس والدروس الخصوصية يرهق أي أسرة مهما كان دخلها.

مُبينة أنها تقوم بعمل جمعية كل عام بـ5000 جنيه كي تشتري لأبنائها الصغار وأحفادها متطلبات المدارس، موضحة أن هذا العام والعام الماضي اجتمع العيد مع المدارس ولم يكن أمامها إلا أن تقترض من أحد أقاربها كي تحل الأزمة، مؤكدة أنها هذا العام لا تجد حلا.

وقالت: “ما كنت أشتريه من ملابس بمائة جنيه أصبح بخمسمائة، وما كنت أشتريه كأضحية للعيد من خروف بــ500 و600 جنيه، لم أعد أقدر على ثمنه الآن بـ2500 جنيه”، موضحة أنها مع زيادة سعر اللحوم تتجه لشراء “5 كيلو” بنحو 750 جنيها، ونعوض الباقي بشراء الفشة والكرشة والطحال والأرجل.

وفي نفس السياق، أكد نائب شعبة الجزارين بالغرف التجارية هيثم عبد الباسط، تراجع مبيعات اللحوم بنحو 60 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، بسبب حالة التضخم بجميع السلع، وحلول عيد الأضحى مع الاستعداد للعام الدراسي، موضحا أن الأسعار من 140 لـ150 جنيها.

وفي وقت سابق، باغت السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي المصريين بقرار مفاجئ وصادم، في ثاني أيام عيد الفطر الماضي، حوّل عيدهم إلى مأتم، حيث أعلنت حكومة الانقلاب عن رفع أسعار الوقود في البلاد بنسب تصل إلى 66% في بعض المنتجات، ودعا بعض النشطاء إلى تنفيذ عصيان مدني، مشيرين إلى أنه هو الحل الوحيد المتبقي الآن.

غلاء وكساد

مئات من الخراف والماعز والبقر، تحتضنها حظائر منطقة المذبح بحي السيدة زينب، وسط القاهرة، وسط إقبال ضعيف من المشترين، في مشهد يتكرر لعامه الثاني على التوالي؛ نظرًا لتزامن عيد الأضحى مع بدء العام الدراسي الجديد الذي يبدأ بالمدارس الحكومية، وقبلها بأيام بالمدارس الخاصة.

طفل لا يتعدى عمره عشر سنوات، يطعم الأغنام والماشية بعلف من الذرة الشامية والبرسيم والتبن، الذي يستخرج من نبات القمح الذي تم حظر زراعته، وعلى نواصي المذبح يقف جمع من الرجال تميّزهم ملابسهم دون غيرهم، وهم يسنون سكاكينهم، أملا في بيع واحدة من الخراف أو الماعز أو البقر، لكن ما من مشترٍ.

عصام السنان (45 عامًا)، بائع أدوات ذبح بحي السيدة زينب، يرتسم كساد السوق على وجهه، وبضيق يتحدث قائلا: إن “العيد الحالي ليس عيدًا، الأسعار في كل شيء زادت النصف وأكثر”، ويرى البائع أن حاله يعبر عن الكثير من الجزارين في مصر، موضحًا أن “الاستعداد للعيد في سوق الأضحية يبدأ من خلاله، وبما أن السوق لديه بلا حركة، فحركة البيع والشراء هي الأخرى في انتظار مشهد أكثر ركودًا”.