فوضى الصراع داخل الكنيسة.. اتهام رهبان بالزنا وتواضروس يتخلص من تلامذة شنودة

- ‎فيتقارير

 

لا تزال الفوضى تضرب أركان الكنيسة الأرثوذوكسية على خلفية مقتل  الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير أبو مقار ، داخل الدير في يوم  الأحد 28 يوليو الماضي حيث شرع البابا تواضروس في التخلص من تلامذة البابا شنودة الثالث من المناصب الكبرى داخل الكنيسة والأديرة، فيما نشر أحد الرهبان الموالين لتيار القمص متى المسكين مقطع فيديو يتهم فيه البابا شنودة بخلق الفوضى داخل الدير والقضاء على معنى الرهبانية الصادقة متهما الرهبان الذين رسمهم البابا الراحل بارتكاب مخالفات صارخة فهم يبيتون خارج الدير عن أقاربهم وربما عند غير أقاربهم ويقوم بأفعال مسيئة عف عن ذكرها في اتهامات صريحة بالزنا لهؤلاء.

وكشفت مصادر كنيسة مطلعة على قرارات لجنة الرهبنة وشئون الأديرة بالمجمع المقدس التابع للكنيسة الأرثوذوكسية المصرية،  أن  قرار بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس مؤخرا  بنقل 6 من رهبان دير أبومقار كلهم تم رسمهم في عام 2010 على يد البابا الراحل شنودة الثالث، لن يكون الأخيرة، بل ستتبعه قرارات أخرى من أجل ضبط الرهبنة في الأديرة كافة.

المصادر الكنسية  بحسب صحيفتي الوطن والشروق ، قالت إن  الراهبين المتهمين بقتل القمص إبيفانيوس أواخر شهر يوليو الماضي وهما أشعياء المقاري ويعقوب المقاري كانا ضمن هذه الدفعة من الرهبان المرسومين من جانب البابا شنودة؛ الأمر الذي يمكن تفسيره بأن البابا تواضروس قد زاد من وتيرة التخلص من القيادات الكنيسة الموالية للبابا الراحل في إطار الصراع بين مدرستي القمص متى المسكين والبابا الراحل شنودة الثالث.

وبحسب هذه المصادر فإن الرهبان المنقولين لم يلتزموا بنذور الرهبنة منذ نياحة الأب متى المسكين، ولم يكونوا ملتزمين بالرهبنة، ولذا نُقلوا إلى الدير، وقال المصدر: «مش قادرين عليهم ولا يطيعون الأمر».

ودفعة 2010، هى: «فيلوباتير، وأفرايم، وشاروبيم، ومارتيروس، وأشعياء، وزوسيما، وأنجيلوس، ومقار، وفلتاؤس، وبسطوروس»، إلى ذلك اتهم القس يوئيل المقارى البابا شنودة بحدوث التسيب الذى وقع فى الدير عقب تدخله فيه بعد وفاة الأب متى المسكين، وهو ما أحدث الفوضى، حسب تسجيل صوتى من الدير.

وكان البابا بدأ منذ مايو الماضي،  قد أعلن عن خطة كبرى داخل الكنيسة لهيكلتها إداريا، تم خلالها تغيير وتجديد بعض مسئولي المناصب الإدارية داخل الكنيسة، لضخ دماء جديدة، وشملت الخطة سكرتارية المجمع المقدس ومقرري لجان المجمع الرئيسية واللجنة العامة للمجمع، ووكلاء المطرانيات بالكنيسة القبطية، والمجالس الإقليمية والمحلية للأحوال الشخصية.

وأشار البابا إلى أن تلك الحركة من أجل تنظيم شئون الكنيسة وهو الهدف الذي أعلن عن تبنيه منذ وصوله للكرسي البابوي في 2012، وأنه إلى الآن لم يحقق منه سوى 5% فقط،  وأن تلك الحركة تتم بسلاسة وروح المحبة. وهي التصريحات التي فسرها رقباء بأنها تستهدف القضاء على نفوذ القيادات الكنيسة الموالية لتيار البابا شنودة وتمكين الموالين لتيار القمص متى المسكين المتهم بالهرطقة ومخالفة التعاليم من جانب تيار شنودة.

الكنيسة تتستر

وذكر الباحث فى الشأن القبطى كريم كمال بحسب صحيفة «الشروق»، أن قرارات النقل تهدف لتصحيح مسار الدير، وهى تُكذب شائعات نقل كل دفعة 2010 للحفاظ على هوية الدير، مضيفا: «نطالب بعدم الالتفات لما يُروج حول انقسام فى الكنيسة، فهناك من يريد ضرب الكنيسة ووحدتها، فالكنيسة القبطية كنيسة واحدة بفكر واحد وإيمان واحد» وهو ما يخالف الحقيقة ويمكن لأي شخص البحث على مواقع البحث الإلكترونية حول الخلافات اللاهوتية بين متى المسكين والبابا شنودة حيث اتهم الأخير الأول بالهرطقة ونشر تعاليم تخالف معتقدات  الكنيسة وكل ذلك مسجل حتى بالصوت والصورة والكتب المنشورة.

انحرافات الرهبان
وكشف القس يوئيل المقاري ،أحد رهبان دير أبو مقار، في مقطع فيديو تناولته صحيفة الوطن يوم الأحد 26 أغسطس الجاري، عن وجود تجاوزات عديدة داخل الدير، منها: امتلاك الرهبان لسيارات، وسعيهم لجمع الأموال، وخروجهم من الدير للمبيت لدى أقاربهم أو غير أقاربهم، وقال «يوئيل» فى تسجيل صوتى تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل صفحات قبطية، ومنهم كمال زاخر مؤسس التيار العلمانى القبطى، بأنه جمعته جلسة ليلة مقتل الأنبا إبيفانيوس، داخل الدير مع لجنة من أساقفة الكنيسة، وكشف لهم تلك التجاوزات.
وقال «يوئيل» إن هناك من لم يحتمل حياة الرهبنة فى دير أبومقار، فذهبوا لدير الأنبا بيشوى، مؤكداً أن الأول شهد ما وصفها بـ«الحياة الرهبانية الصادقة» التى عاشوها مع الأب متى المسكين، مؤسس الدير: «هناك نحو 30 راهباً تركوا الدير، لكن أكثر من 80 آخرين تمسكوا بالحياة فيه».
وأضاف: «يوم مقتل الأنبا إبيفانيوس، كُلفت بمقابلة بعض الآباء الأساقفة، وفى لقاء مساء ذلك اليوم، كان هناك بعض الأساقفة موجودين وقلت لهم إن الانفلات الذى حدث فى الدير جاء بعد دخول البابا شنودة، وهو ما تسبب فيما حدث»، متابعاً أنه لم تكن هناك خلافات عقائدية، لكن كان هناك رهبان يريدون سيادة الفوضى تحت ادعاء الحرية، وأحدهم قال أمامى: «انتم فاكرين الدير هيبقى ليكم انتم، انتم كبرتم فى السن وهتروحوا واحد ورا واحد، والدير هيبقى لينا إحنا».

اتهامات بالزنا لرهبان بالدير
وتساءل «يوئيل»: «ماذا يقصد هذا الراهب، هل الدير سيكون لاهوتياً أم فوضوياً، أم سيفقد الرهبنة الصادقة»؟، لافتاً إلى أن عدداً من الرهبان كانوا يفكرون بهذه الطريقة، وينتظرون فرصة الانفلات الروحى والانفلات الربانى وهذا ما حققه لهم البابا شنودة، عندما قال أموراً كثيرة من ضمنها: «ماتسمعوش كلام الشيوخ الكبار». مشيراً إلى أن ما يسميه البعض حرية، هو فى الأصل «خطية»، وأن هذه الحرية التى حققها البابا الراحل تسببت فيما وصل إليه حال الدير، لافتاً إلى أنه فى السابق لم تكن هناك ملكية خاصة لراهب، لكن اليوم، الرهبان يمتلكون سيارات، وهذا خروج عن «القمقم»، وهناك رهبان امتنعوا عن العمل، وآخرون استباحوا لأنفسهم المبيت عند أهلهم، وربما غير أهلهم، وربما حصلت حاجات أخرى «سيئة» أعتذر عن قولها. في اتهامات صريحة للرهبان الموالين للبابا شنودة بالزنا.
وقال «يوئيل» فى الرسالة المنسوبة له: «يتبقى السؤال المحير، ماذا فعل الأنبا إبيفانيوس وهو يرى كل هذه الأمور»؟، وأضاف أن الأنبا الراحل كان حزيناً جداً، ولم يكن يعرف ما الذى يتوجب عليه فعله فى هذه التركة، وكان يتساءل: ماذا أفعل، وهل سأمنعهم؟، متابعاً أنه كان رقيقاً جداً وطيباً، ولم نر مثله، لكن نحن لا نستحقه.
ويعلق المفكر القبطى كمال زاخر، مؤسس التيار العلمانى القبطى، على التصريحات بقوله إن هذه شهادة لواحد من الكبار فى الدير، لأنه من الرهبان القدامى، وأضاف بحسب صحيفة «الوطن»، أن ما جاء فى هذه الشهادة هو قدر من المكاشفة لم نعتد عليه كمصريين.
وتابع: «هذه المعلومات تكشف أن مقتل الأنبا إبيفانيوس، نتائجه تجاوزت الحدث والجريمة، ورفع الغطاء عن واقع يفسر لماذا البابا واللجنة المجمعية يبحثون هذا الأمر بشكل جدى»، مشيراً إلى أن الرهبنة هى العمود الفقرى للكنيسة، لأنها المسئولة عن حفظ العقيدة، وضبط مسيرة الكنيسة، ومفرخة كبار قيادات الكنيسة.
وأكد أن كلام «يوئيل»، يعطينا قدراً من الشرح والتفسير لماذا كانت هذه القرارات، لافتاً إلى أن الكلام عن قرارات أخرى فى الطريق ينبئ بالكثير، والقرار الأخير فى يد البابا تواضروس.