“الثعابين مازالت تطاردنا، حد ينجدنا، العيال بتموت مننا”.. بتلك الكلمات صرخ أهالى قرية “منية السعيد”، التابعة لمحافظة البحيرة، والتي شهدت مؤخرًا انتشار الثعابين، وهجمات متكررة منها أسفرت حتى الآن عن وفاة شاب وعدد من الإصابات.
ولم تنجح حملة وزارة صحة الانقلاب في مكافحة تلك الثعابين بعد أن امتنعت الأخيرة عن أكل البيض المسمم الذي وضعته الحملة!
وفجَر الأهالى مفاجأة، أن البيض الذى انتشر عبر الطرق الزراعية والأماكن المهجورة لم تأكل منه الثعابين شيئا، كما قال علي عبده: “الثعابين ماكلتش البيض المسموم ولا قربت منه، ومن ساعة الحملة ما حطته ماشفناش أثر لثعبان واحد مات من السم”.
فى حين قال محمد عبدالموجود: “فيه ناس قالت البيض مش هينفع النوع ده من التعابين مابياكلهوش، عاوزين حمام أو فراخ يعملولها فخ يجذبوها بيه وبعد كده يصطادوها”.
وتابع: “لحد امتى هيسيبونا للتعابين تقرصنا وتخلص علينا؟ مايجيبوا صيادين متخصصين أفضل بدل قصة البيض اللي واضح إنها مش نافعة ومالهاش تأثير”.
وأضاف: الفلاحون لن ينزلوا إلى الأرض، والأطفال مُنعوا من اللعب، وسيارات الإسعاف تنتشر في الشوارع، نحن محبوسون فى انتظار لدغة الثعبان.
5 آلاف بيضة
كانت مديريات الطب البيطري والصحة والزراعة، وأساتذة من كلية الزراعة جامعة دمنهور، قد اتفقا على شراء 5 ألاف بيضة وحقنها بالسم لقتل الثعابين ،بعد تعرض أهالي القرية للضرر من انتشار الثعابين أثناء عملهم بالأراضي الزراعية ما يعرض حياتهم للخطر.
وكشف الدكتور محمد فهيم، المدير التنفيذي لمعمل المناخ بوزارة الزراعة، إن سبب انتشار الثعابين، يرجع إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة ، وتزداد تلك الهجمات مع الاستمر في ارتفاع الحرارة، خاصة خلال شهري يوليو وأغسطس.
وأضاف، فى تصريحات صحفية، أنه حذر من تلك الهجمات منذ أسبوعين، عبر نشرة المركز، موضحًا أن البيانات والدراسات التي قدمها المركز والعديد من المؤسسات الدولية أثبتت أن صيف 2018 من أشد مواسم الصيف حرارة منذ 160 عامًا، وهو ما أكدته أيضا مؤسسة “ناسا” الأمريكية.
وأوضح أن الثعابين والأفاعي من ذوات الدم البارد، ترتفع درجة حرارتها في النهار، بالتالي تحتاج بشكل متواصل للمياه وتبحث دائما عن الرطوبة وتجد الأماكن الزراعية والرطبة ومواقع الصرف الصحي ملاذا لها من أجل ترطيب جسدها من الحر الشديد.
ولفت إلى صعوبة أن تتغذى الثعابين على البيض المسموم، بل يكاد يكون مستحيلًا، وأن الحل الأفضل الاستعانة بصائدي ثعابين متخصصين، مشيرًا إلى أن المصل في أحيان كثيرة يكون أكثر خطورة من اللدغة ذاتها، وتنتج عنه حساسية قاتلة لذلك لا يعطى مباشرة وقبلها يخضع الشخص الملدوغ للملاحظة فإن ظهرت عليه أعراض عصبية مثل تشنجات، فإن هذا يؤكد خطورة حالة المصاب.
الفلاحون السبب!
وفي السياق، اتهم الدكتور حسني عباسي، مدير مديرية الطب البيطري بالبحيرة، الفلاحين بالتسبب في ظهور الثعابين، مدعيا أن إهمالهم نظافة أرضهم والقنوات المائية وتركهم للبوص والأحراش تنمو بها وفر ملاذًا ومخبأ ملائمًا للزواحف لتعيش وتتكاثر بها.
فيما أكد الدكتور يوسف العبد، خبير الطب البيطري، إن ما يحدث في البحيرة يكشف مدى الخلل البيئي الذي تتعرض له تلك المحافظة، لافتًا إلى أن الحديث عن تسميم البيض مقترح غريب.
السوشيال: يا خسارة البيض
فى المقابل، شهدت ساحات التواصل الاجتماعى، سخرية من قرار استخدام “البيض المسمم”. حيث قالت إيمى سوان: هي التعابين بتكشف البيض المسموم يعني ولا ايه؟
وأضاف إبراهيم يوسف: يعني الثعبان اللي هو مصدر السموم هيأثر علي حياته بيضه مسمومة؟ لا يا عم الحاج وفر لنفسك سعر السم والثعبان هيسملك البيض كله.
أما حسن محمد فغرد قائلا: الحكومة الهبلة رزق، كرتونة البيض بـ40 جنيه مش كده يعني، بكرة البيضة فى الدفاتر تبقى بـ100 جنيه!