في ذكراها الـ7.. هل انتهت ثورة يناير أم أن هناك جولات أخرى؟

- ‎فيتقارير

في مثل هذا الشهر وقبل 7 سنوات خرج آلاف المصريين للشوارع والميادين مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وفي 18 يومًا فقط أسقطوا حكمًا استمر 30 عامًا، ساعتها كنت تلحظ بريق الأمل يشع في عيون كل الواقفين في ميدان التحرير رمز الثورة المصرية، يحدوهم الأمل في مستقبل أفضل لهم ولأولادهم.

وبعد نجاح ثورتهم العظيمة تصور المصريون أن طريقهم نحو بناء حياة اقتصادية ومعيشية وسياسية أفضل قد بدأ، وأن مرحلة الاستفادة من ثروات بلادهم قد حلت، وأن الفساد المالي المستشري في كل ركن من أركان مؤسسات البلاد في طريقه للاختفاء، وأن ثروات مصر المنهوبة في الخارج ستكفي لتغطية احتياجات الموازنة العامة لسنوات في حال عودتها.

وتهل اليوم الذكرى السابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، والتي نجح فيها الشعب المصري في أن يطيح بثلاثين عامًا من حكم المخلوع محمد حسني مبارك، ليسطر الشباب بدمائهم الذكية صفحات من النور والحرية، بعد عقود طويلة من العبودية والذل وغياب أدنى مقومات الحياة الآدمية.

وبينما يترقب المصريون ذكرى الثورة بعد أيام يرى مراقبون أن ما حدث في 30 يونيو 2013 ليس أكثر من خسارة جولة في المعركة، لأسباب معروفة، ودروس تم الاستفادة منها، ولا زالت الثورة مستمرة، والسؤال الآن هل انتهت ثورة يناير أم أنها خسرت جولة فقط من جولات المعركة الطويلة؟

الثورة لن تموت

من جانبه يقول الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أنه لا يمكن الحكم على أي ثورة خلال فترة قصيرة تعقبها، بل إن الأمر يتطلب فترة زمنية طويلة نسبيًا، لتقديم حكم نهائي عليها، كما هو الحال في الثورة الفرنسية، فالوضع في مصر الآن يختلف عن المثل العليا التي رفعتها ثورة يناير، ومن ثم فإن هذا الواقع ينبغي ألا يمتلك الحكم على فشل هذه الثورة.

“السيد” أشار إلى أن هناك 3 قوى شاركت في الثورة، أولها، القوة الشبابية التي كان لها زمام المبادرة، ولولاها ما كان يمكن أن يحدث ما حدث، القوة الثانية، هي الإخوان المسلمين، لا سيما فئة الشباب منهم، القوة الثالثة، هي القوات المسلحة، والتي تدخلت لوقف سيناريو التوريث وليس الإيمان بقضية الديمقراطية، ملفتًا أن لكل من هذه القوى أهدافه الخاصة إلا أن القوى الشبابية كانت الأكثر طموحا وسعيا لتغيير ملامح مصر بصورة كلية، لكن مع الأسف كانت أول القوى التي تم تهميشها تماما، وجرى عليها القمع.

أستاذ العلوم السياسة لفت إلى أن عناصر قوة ثورة 25 يناير هي أيضًا عناصر إخفاقها، والتي تمثلت في عدم وجود قيادة وتنظيم، حيث غياب القيادة جعل هناك حالة من عدم النزاع عليها، وهي ذاتها التي أدت لفقدان خط واضح تسير عليه، لافتًا إلى أن الثورة نجحت في بداياتها الأولى لأنها نظرت إلى الواقع وحاولت أن تقفز عليه، وهو ما يمكن استرداده مرة أخرى، في ظل توفر مقومات الثورة من جديد، مختتمًا بأن يناير رسمت جدول أعمال لما يمكن أن يكون عليه الوطن مستقبلا: عيش – حرية – عدالة اجتماعية، ومن ثم فلن تموت.

الأمل والتفاؤل

الكاتب والشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي في مقال له بجريدة “الجارديان” البريطانية، كتب يقول: اليوم، يرى الكثيرون عبارتي “الأمل” و”التفاؤل” ككلمات سفيهة، ولكن مع ذلك، يوجد سببان يشجعان على الأمل، الأول أن الأسباب “المادية” لنشوب ثورة 25 يناير 2011.

مضيفًا: “الفساد والاستبداد والفقر، لا تزال موجودة، بل إنها تتمثل اليوم بشكلها الأقبح، والوضع خطير للغاية بحيث لا يمكن له أن يستمر، والثورة لا تزال ممكنة لأن كل شيء عداها متعذر”.

وتابع: “السبب الثاني أن ملايين المصريات والمصريين الذين شهدوا تلك اللحظة المجيدة، وعاشوا ألمها وفرحها، واكتشفوا إمكاناتهم، لا يمكنهم أن يضيعوا حالة الثقة بالنفس والشجاعة التي اكتسبوها بسهولة، وحقيقة أنهم استطاعوا القيام بالثورة لأول مرة، تطرح أكبر دليل على أنهم قادرون على القيام بها مرة أخرى”.

بعد 7 سنوات استيقظ المصريون على كابوس مزعج، فقد توغل الفساد، وشهدت الأسواق ارتفاعات قياسية في الأسعار لا ترحم ملايين الفقراء، واختفت الطبقة المتوسطة أو كادت أن تختفي، وتفاقمت مشكلة الديون الخارجية والداخلية، وانهارت قيمة العملة المحلية، وتآكلت المدخرات المحلية، وهربت الاستثمارات المحلية قبل الأجنبية، وتراجعت موارد البلاد من النقد الأجنبي خاصة من قطاعات رئيسية كالسياحة والصادرات.

لقد استيقظ الجميع على واقع مر لا يعرفون متى سيختفي أو على الأقل تصحيحه، وهل التغيير يتطلب ثورة جديدة بيضاء جديدة تشبه ثورة 25 يناير العظيمة، أم أنها بحاجة لثورة جياع لا تبقي ولا تذر؟