قمار وخمور.. هل تحولت مكة إلى كازينو في مونت كارلو؟

- ‎فيعربي ودولي

في مفاجأة من العيار الثقيل كشف المغرد الشهير “مجتهد” عن قرارات صادمة، سيتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال أسابيع ضمن برنامجه التغريبي للمملكة ورؤيته التحررية المزعومة، وقال إن ولي العهد السعودي بصدد تنفيذ المرحلة التالية من برنامجه التغريبي ويتوقع أن تنفذ خلال أسابيع.

وقال “مجتهد” في تغريدة له عبر حسابه بتويتر رصدتها (الحرية والعدالة)، أن هذه المرحلة تتضمن السماح ببيع واستهلاك الخمور على مراحل تبدأ بالفنادق الراقية وتنتهي بالمطاعم، وتابع موضحا:” السماح بإنشاء نوادي ليلية بنفس مفهوم ما يطلق عليه بالإنجليزية night club والسماح بالكازينوهات بما تشتمل عليه من قمار”.

لقد ظلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعقود طويلة، حصن أمان من التغريب وسلخ الهوية الدينية، لكن مقتضيات السياسة على ما يبدو، وطاعة ولي الأمر كما يقال في الأدبيات الفقهية التعيسة، غيرت مسار كل ذلك فجأة، ليصبح الحرام حلالا، والممنوع متاحا ومباحا، والمنكر معروفا، تمهيدا وبلا أدنى شك، ليكون الأخ عدوا، والمسلم كافرا زنديقا، والعدو صديقا قريبا، وانتهاك حدود الله وحرماته ثقافة و ترفيها.

أين الأمر بالمعروف؟

وتشهد السعودية مؤخراً نشاطًا فنيًا مكثفًا عبر استقدام مطربين ومطربات من خارج المملكة، بعد أن أنشأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “هيئة الترفيه”، وقلص من صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العام الماضي، ورفع القيود عن إقامة الحفلات.

السعودية فيما يبدو قد إنفتحت على الغناء والرقص، وكأن هذا ما ينقص الشعب السعودي لينفتح على العالم، وليصبح في مقدمة الدول الصناعية والمتطورة في العالم؛ فبعد تحديد الضوابط الشرعية لتصبح الحفلات التي كانت محرمة في السابق حلال الآن ومنها منع التمايل والرقص خلال الحفل الراقص، والاكتفاء بالحضور جالسين وكأنك في حلقات ذكر!

واختارت هيئة الترفيه الذي استبدل بها ابن سليمان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير اسمها أو بدله ليبقي اسم هيئة، باعتبار أن الشعب اعتاد على اسم هيئة، اختارت مدينة جدة التي لا تبعد عن مدينة مكة، مدينة الحرم إلا بضع أميال فقط ليبدأ التطور من نفس المكان الذي انطلقت منه رسالة الإسلام، ومن المكان الذي يحج إليه الملايين كل عام.

حيث استضافت السعودية خلال الأسابيع الماضية حفل المطرب تامر حسني وتبعه حفل محمد حماقي، وتعاقدت هيئة الترفيه في المملكة مع المطرب محمد نور لإحياء حفل أول له في المملكة، وتشهد السعودية مؤخراً نشاطًا فنيًا مكثفًا عبر استقدام مطربين ومطربات من خارج المملكة، بعد أن أنشأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “هيئة الترفيه”، وقلص من صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العام الماضي، ورفع القيود عن إقامة الحفلات.

رؤية الشر!

و”الرقص على الملأ” و”أحضان في الشارع” و”الرقص في مجموعات مختلطة” أمور مستهجنة وغير مألوفة في السعودية وقد تزج بفاعليها في السجن أو تعرضهم للجلد، لكن المملكة تشهد اليوم تغيرات سريعة على المستوى المجتمعي، يقودها شباب يستغلون سياسة ابن سلمان ورؤيته الجديدة لكسر قيود ومعتقدات يعدها أغلب الشعب السعودي خطوطا حمراء.

وأرجع ناشطون ظهور هذه المشاهد بالمملكة بصورة مفاجئة وانتشارها الواسع بشكل غريب، إلى غياب الرقابة وتقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرى هؤلاء الناشطون أيضا أن توسيع صلاحيات ونشاطات هيئة الترفيه “أسهم في تحويل السعودية إلى مرتع للتجاوزات والانفلات الأخلاقي”، حسب رأيهم.

وعندما وقف رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في حفل إطلاق خطة المملكة العربية السعودية، “رؤية ٢٠٣٠”، في أبريل في العام ٢٠١٦، وتحدّث عن تفعيل دور الصناديق الحكومية في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، لم يتوقع أكثر المتفائلين أن تصبح معركة “الترفيه” أمّ المعارك في المملكة.

إذ ظهرت التجاذبات بين تيّار محافظ يحظى بدعم المؤسسة الدينية وغالبية أصوات العائلة المالكة، وتيار آخر ليبرالي يعمل منذ سنتين على فرض سياسة انفتاح تستند إلى إصلاحات في كافة القطاعات الحكومية، وليس الكلام عن الترفيه في بيئة، تخلو من دور السينما ومسارح الأوبرا والنشاطات الترفيهية المختلطة وتسودها أنماط ثقافية واجتماعية محافظة منذ عقود، بالأمر السهل.

ذلك أنّ الإصلاح المنشود لن يقتصر على الاقتصاد وضرب بنى الفساد، إنّما سيمسّ بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام. ولانتزاع الدين المؤسساتي، الذي يأتي بمثابة رادع أخلاقي يمنع إقامة الحفلات وفتح المسارح ودور السينما، وقع كبير في زيادة الشرخ بين المتناحرين من التيارين اللذين يختلفان في نظرتهما لواقع البلاد ومستقبلها.

لم تتوانَ هيئة الترفيه، التي أنشئت ضمن خطة الإصلاح و”رؤية ٢٠٣٠”، عن الذهاب بعيدا في فرض مشاريع ثقافية، مثل إقامة حفل للموسيقار عمر خيرت، ومهرجان “كوميك كون” في مدينة جدة، وصولاً إلى تنظيم حفلات لعشرات الفنانين العرب والعالميين آخرهم الموسيقار “ياني”، الذي أحيا أول حفل له في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، تبعها ثلاث حفلات بين جدة والرياض.