قمة التطبيع والمطبعين!!

- ‎فيمقالات

لم أجد وصفا لمهزلة الظهران، والتي سموها قمة، سوى أنها قمة التطبيع والمطبعين، فمنذ قمة أنشاص التي عقدت بمصر سنة 1946، وحتى قمت بيروت 2002،والتي أقرت ما يعرف بالمبادرة العربية، الأرض مقابل السلام، والتي طرحت فكرة انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذًا لقراري مجلس الأمن (242 و338)، والقبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.

وعلى الرغم من أن القصد من هذه القمة كان نقل التطبيع من كونه مصريا أردنيا ليصبح عربيا صهيونيا،فإن قمة الظهران ،جاءت لتنقل التطبيع إلى التحالف الإستراتيجى مع دولة الكيان الصهيونى، ومن العلاقات السرية إلى العلاقات العلنية على كافة المستويات، ومن التفاوض على الأرض مقايل السلام إلى تسلسم الأرض والشعوب والمقدرات للصهاينة مقابل البقاء على الكراسى البالية!!

والطريف أن كل بنودمبادرة السلام العربية، تم التنازل عنها في الإتفاقيات والزيارات السرية بين محمد بن سلمان ولى العهد السعودى والصهاينة من أجل صفقة القرن!!

والتي تبلورت في النقاط التالية:

1 – يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هوخيارها الإستراتيجي.

2 – وعليها القيام بالأتى:

أ – الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

ب- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

ج- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

3- عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:

أ – اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.

4- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

ولكن في ظل الهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني لم يبق إلا بند التطبيع فقط ، والذى تطور إلى تحالف استراتيجى!!

والعجيب أنه تم تسمية قمة الظهران بقمة القدس، مع أنها لم ماقدمت شيئا يذكرللقدس، وكان الأولى والأجدر أن يطلق عليها قمة طهران، لأنه لا فرق كبير بين الظهران وطهران، إلا أن الظهران معرفة بأل،بل أن السعودية، التي احتضنت القمة، تمارس شتى أنواع الضغوط على سلطة أوسلو، للقبول بصفقة القرن، والتي تعني التخلي عن القدس وطي ملفها بشكل نهائي، ونقل عاصمة الدولة الفلسطينية إلى قرية أبو ديس!!

وخلال هذه القمة، روج المطبعون صراحة للتطبيع مع الصهاينة دون حياء أوخجل ،فقد دعا الصحفي الكويتي ورئيس تحرير صحيفة “السياسة” الكويتية أحمد الجار الله ، لتطبيع الدول العربية مع دولة الكيان الصهيوني، زاعما بأن السلام في صالح العرب أكثر من كونه في صالح الكيان.

قائلاً:أصبح واضح لدول عربية عديده أن خطر إيران أكبر من خطر إسرائيل، وعلي إسرائيل أن تدرك أن السلام مع العرب أفضل لها من محاربتهم، والمثل العربي يقول الكثرة تغلب الشجاعة.

وماذا ينتظر من هذه الزعامات الورقية أكثر من ذلك؟،فقد عجزوا عن حماية أنفسهم من صواريخ الحوثى، فنقلوا قمتهم من الرياض إلى الظهران في المنطقة الشرقية ، حتى لاتكون القمة في مرمى الصواريخ الحوثية،كما كشفت عن ذلك وكالة أسوشيتد برس: بأن تغيير مكان انعقاد القمة من العاصمة الرياض إلى مدينة الظهران على الساحل الشرقي للمملكة يأتي تفاديا لتهديدات صواريخ الحوثيين، التي استهدفت أكثر من مرة العاصمة الرياض وعددا من المواقع الحيوية السعودية.

ولله در مظفر النواب الذى وصف القمم العربية بقوله:

قمم..قمم ..
معزه على غنم
جلالة الكبش
على سمو نعجة
على حمار بالقدم
وتبدأ الجلسة
لاولن ولم
وتننهي فدا خصاكم سيدي
والدفع كم ؟!
ويفشخ البغل على الحضور حافريه
لا . نعم
وينزل المولود
نصف عورة ونصف فم
مبارك .. مبارك
وبالرفاة والبنين
أبرقوا لهيئة الأمم
أم قمم
كمب على كمب
أبا كمباتكم
على أبيكم
جائفين
تغلق الأنوف منكم الرمم
وعنزة … مصابة برعشة
في وسط القاعة بالت نفسها
فأعجب الحضور ..
صفقوا .. وحلقوا…
بالت لهم ثانية
وأستعر الهتاف…
كيف بالت هكذا ..!!!
وحدقوا .. وحللوا…
وأجلواومحصوا ومصمصوا
وشخت الذمم
وأهبلتكم أمهاتكم
هذا دم أم ليس دم ؟؟!
يا قمة الأزياء
سوّدت وجوهكم
من قمة
حفلة عري فظة
ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه فما ظلم
قمم … قمم .. قمم…
معزى على غنم
مضرطة لها نغم
تنعقد القمة لا تنعقد القمة
أي تفو على أول من فيها
إلى آخر من فيها
من الملوك .. والشيوخ .. والخدم.

وانتهت القمة ، التي عقد أساساً للتغطية على غرق السعودية في المستنقع اليمنى، وحصار قطر، والإعداد لصفقة القرن!!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها