قمة الظهران ورسالة ترامب إلى سوريا والعرب!

- ‎فيتقارير

جاءت ضربات ترامب لسوريا قبيل ساعات من القمة العربية الـ 29 التي تعقد في مدينة الظهران بالسعودية، معبرة وذات دلالات سياسية ورسائل للقادة العرب.

وهو ما يؤكد أن كل الدول في منطقة الشرق الأوسط بقت تحت الحماية الأجنبية بشكل أو بآخر عدا كيان العدو الصهيوني، وباتت دول مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا وربما الصين، تعلن بشكل فاضح أن بلاد العرب بشعوبها وخيراتها تحت وصايتها، وأصبح قصف العرب لسبب أو لآخر هواية غربية مثل التنس وكرة القدم، وربما تفوق متعتها تلك الألعاب الرياضية، وقبل انعقاد قمة احتارت السعودية في إيجاد مكان آمن لها لا تصل إليه صواريخ إيران التي يطلقها الحوثيون من اليمن، قصفت واشنطن ومعها فرنسا وبريطانيا ما قيل أنها قواعد عسكرية تابعة لنظام بشار الأسد، فهل كانت تلك رسالة أرادت واشنطن إرسالها قبل يوم من انعقاد قمة “البطيخ”، كما وصفها ناشطون؟

وتستضيف السعودية القمة العربية 29 التي تنعقد اليوم الأحد في وقت ازداد فيه المشهد تعقيدا سواء في سوريا بعد الضربة الأمريكية ردّا على مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام في دوما، أو في اليمن التي تشهد أكبر كارثة إنسانية، فضلا عما يجري في القدس المحتلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن موقف السعودية تجاه نظام بشار الأسد قد تغير ما بين الضربتين الأمريكيتين ، فبعد سبع سنوات من تكرار تصريحات السعوديين بضرورة رحيل الأسد قال ولي العهد محمد بن سلمان قبل أسبوع إن الأسد “لن يرحل في الوقت الحالي”، معتبرا أن الأهم بالنسبة لبلاده هو تقليص نفوذ إيران.

ويقول المحلل في معهد الدراسات الدولية كريم بيطار إن “القوى الإقليمية التي كانت مصممة على إسقاط الأسد -خصوصا السعودية وتركيا- قبلت الآن ببقائه”، مضيفا أن الإيرانيين يدركون بدورهم أنه سيتوجب عليهم التفاوض حول حدود نفوذهم في سوريا.

القمع الدولي

ويبدو أن بقاء الأسد بات موقفا دوليا يجمع عليه الأعداء والأصدقاء معا، فحتى الحلف الأمريكي الفرنسي البريطاني الذي شن هجماته اليوم كان حريصا على توضيح ذلك، حيث قالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بوضوح “هدفنا ليس إسقاط النظام”.

ويغيب وفد النظام عن قمة غد تنفيذا لقرار استبعاده المتخذ قبل سبع سنوات لمعاقبته على قمعه المظاهرات، لكن هذه القمة قد تشهد بداية ذوبان الجليد، فالأسد باق كما يصرح البعض، والتعاطف معه بعد ضربة اليوم يتزايد، وجيوب فصائل المعارضة الأخيرة تكاد تختفي من الخريطة.

حصار قطر

يقول الناشط محمد عباس:” نحن سوف نصنع جامعة الشعوب العربية لان الجامعة العربية أصبحت مسخرة هي وقادتها وفي تاريخها لم يكن لها وجود إنها لحماية المافيا الاستخباراتية العربية ومجرمي الحرب إضافة لهدر أموال الشعب وتصفية المعارضين أنها صورة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة الفارغة والسخيفة”.

وتنعقد القمة العربية بعد ساعات من ضربات وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لنظام بشار الأسد المتحالف مع إيران وروسيا ردًّا على مجزرة هجوم كيميائي في مدينة دوما، وقدمت السعودية “دعمها الكامل” للضربات التي تمّ شنها السبت، معتبرة أنها تشكل “ردا على جرائم” دمشق.

وقطر التي أكدت مشاركتها في القمة رغم الحصار الخليجي ضدها والذي تقوده الرياض، ذهبت في اتجاه الموقف السعودي متحدثة عن عمل غربي “ضد أهداف عسكرية محددة يستخدمها النظام السوري في هجماته الكيميائية”، ورغم موقفها المتقارب حيال سوريا، فان العلاقات مقطوعة بين السعودية وقطر منذ الخامس من يونيو الماضي على خلفية اتهام الرياض للدوحة بدعم منظمات “إرهابية” في المنطقة، الأمر الذي تنفيه قطر.

لكن هذه الأزمة غير مدرجة على جدول أعمال القمة، بحسب ما قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، ومن الملفت أنه وبعد سنوات من المطالبة بتنحي الأسد، بدّلت السعودية من موقفها وبدت على لسان ولي العهد مقتنعة بأن سفاح سوريا باقٍ فوق دماء الأبرياء.