كارثة.. ترامب سيعلن توطين اللاجئين الفلسطينيين بالشتات تمهيدًا لصفقة القرن مطلع 2019

- ‎فيعربي ودولي

تواصلت الضغوط الأمريكية والصهيونية على دول المنطقة العربية التي عانت من الصراعات والأزمات المتلاحقة؛ لتحقيق أهدافها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.

ورغم عاصفة الانتقادات الفلسطينية والعربية والدولية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد إعلانه القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وقطعه التمويل المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، يتجه ترامب إلى إعلان خطوته الجديدة، والتي ستكون مفاجأة مدوّية لن تقل عن سابقاتها.

وكشفت مصادر بحركة “فتح”، عن أن ترامب أبلغ دولا عربية بأنه سيُعلن، مطلع العام المقبل (2019)، الخطوة الجديدة التي تتعلّق بملف اللاجئين الفلسطينيين الموجودين داخل دول عربية؛ من بينها “الأردن وسوريا ولبنان”.

وأكّدت المصادر أن المفاجأة المدوّية التي سيعلنها ترامب وستخلق ردود فعل غاضبة، تتمثّل في الاتفاق مع الدول المضيفة على توطين اللاجئين الفلسطينيين الموجودين على أراضيها، وأن هذا القرار سيكون نافذا خلال مطلع العام المقبل على أبعد تقدير.

وتمهيدا لتلك الخطوة الكارثية، سيتوجه وفد رفيع المستوى من الإدارة الأمريكية، برئاسة جاريد كوشنر، صهر ترامب، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إلى الدول العربية المعنيّة لمناقشة هذه الخطوة بصورة جدّية، ووضع آليات التنفيذ على الأرض، بعد حصر أعداد اللاجئين وكيفية تغطية النفقات المالية واللوازم اللوجستية التي تحتاجها الدول المستضيفة للإشراف على ملف “توطين اللاجئين”.

كانت أوساط عربية قد أبلغت قيادة السلطة الفلسطينية، بعد ساعات قليلة من إعلان إدارة ترامب وقف التمويل المالي عن وكالة الغوث، الجمعة 31 أغسطس الماضي، أن الخطوة الثالثة من قبل إدارة ترامب لـ”صفقة القرن”، هي توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة لهم.

وأشارت إلى أن إدارة ترامب ستعتمد في إقناعها للدول العربية بخطوتها الجديدة لـ”توطين اللاجئين” على أراضيها على تقديم تسهيلات اقتصادية ومالية كبيرة ومغرية من أجل عدم معارضة المخطط الأمريكي الجديد، الذي يحظى برعاية ورضا كبيرين من الجانب الإسرائيلي.

بعض الدول العربية، بحسب المصادر، ستستجيب لهذا المخطط، في حين ستكون الدولة الوحيدة التي تعارضه هي الأردن، التي أعلنت موقفها الرسمي بتمسّكها بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هُجّروا منها قبل 70 عاما، ورفضت أي مخطّطات للتوطين. ويبلغ تعداد اللاجئين الفلسطينيين نحو 5 ملايين لاجئ في الشتات.

ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، اتخذ عددا من القرارات لتصفية القضية الفلسطينية؛ كان أولها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ووقف تمويل بلاده لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، وهو الآن يجهّز لإعلان خطوته الثالثة المتمثلة في توطين ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

ودَرَجَ خلال الفترة الماضية على تداول مصطلح “صفقة القرن”، الذي يُعتبر صهر ترامب، كوشنر، عرّابَها، وهي خطة جديدة للرئيس الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن الغموض ما زال يُحيط بملامح هذه الخطة بالكامل.

والأشد خطورة ما يجري على أراضي الضفة الغربية بتنسيق أمريكي صهيوني، من تغوّل الاحتلال في بسط سيطرته على الضفة الغربية عبر مشروع الضمّ القادم، والذي بدأت بوادر الحديث عنه في الأوساط السياسية الإسرائيلية، بمعنى أن الاحتلال يحضر لنكبة جديدة للفلسطينيين يقضي فيها على ما تبقّى من وجودهم.