كلٌ يبكي على ليلاه.. ماذا استفاد الغلابة من أموال آل الشيخ لتفزع دولة الانقلاب؟

- ‎فيتقارير

انقلاب يهز أركان دولة الانقلاب، تصريحات هنا ودوافع هناك، وبيانات إدانة هنا واستجداء هناك، لوقف انسحاب تركي آل الشيخ من الاستثمار الرياضي في مصر، لمجرد أن هتافات وجهتها جماهير النادي الأهلي لـ”آل الشيخ”، خلال مباراة الأهلي وحوريا الغيني في بطولة دوري أبطال إفريقيا، الأمر الذي أغضب تركي آل الشيخ، وقرر معه الانقلاب في دولة الانقلاب.

وبمجرد انسحاب آل الشيخ، بدأ نظام الانقلاب في حالة من العويل، خرج معها مرتضى منصور، رئيس النادي الزمالك، بتسجيل مصور وجه فيه سبابه المعتاد لمحمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، ولأعضاء مجلس إدارته، واتهمهم بالتآمر مع جماعة الإخوان المسلمين لتدمير الرياضة المصرية وطرد المستثمرين الأجانب.

ثم عملت ماكينة إعلام الانقلاب على تصعيد الموقف، والحديث عن المخاطر التي تهدد مستقبل الدولة المصرية حال انسحب آل الشيخ من الاستثمار الرياضي، حتى إنه أشعر المصريين بأنهم لن يجدوا ما يأكلونه حال أصر آل الشيخ على الانسحاب، وقاموا بحملات استجداء لرجوع الكفيل وشواله قبل أن يلتهم الجوع أمعاء المصريين.

عقوبات سعودية

وأصدرت شركة “صلة” الرياضية بيانا رسميا لإعلان إيقاف نشاطها في جمهورية مصر العربية بالكامل؛ اعتراضًا على “ما بدر من جمهور النادي الأهلي تجاه رموز الرياضة العربية ورجالاتها”، في إشارة إلى تركي آل الشيخ.

وأوضحت الشركة- في بيانها المنشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك- أنها ترفض بصورة قطعية ما حدث من إساءات موجهة وتجاوزات متعمدة لا يقبلها العقل والمنطق، واعترضت الشركة على عدم اتخاذ إدارة النادي الأهلي أي موقف حازم من التجاوزات التي صدرت من الجماهير. وقبل إعلان “صلة”، أعلنت شركة “سبورتا” للملابس الرياضية عن إلغاء التعاقد مع النادي الأهلي.

‎وقال خبراء التسويق الرياضي في نظام الانقلاب، إن شركة صلة اتخذت قرارها بإيقاف وتجميد كافة استثماراتها في النادي الأهلي والرياضة المصرية والبالغة 2.280.000.000 مليار جنيه مصري، مؤكدة أنها ترفض كل ما يخل بالقيم والمبادئ ويشوه الأخلاق الرياضية.

ونشرت صحيفة “الرياضية السعودية”، تقريرا يفيد بقيام شركة “سبورتا” للملابس بإنهاء علاقتها بالنادي الأهلي، وقامت بالاعتذار لتركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية.

وشركة “سبورتا” نجحت في الحصول على حقوق قميص النادي لمدة 3 سنوات، بعقد بدأ من أغسطس 2017، بعد أن دخلت السوق المصرية عن طريق النادي الأهلي أيضا في 2014.

ووفقا لما جاء بالصحيفة السعودية، فإن “سبورتا” قدمت اعتذارها لما بدر من جماهير النادي الأهلي تجاه رمز من رموز الحركة الرياضية السعودية، وأعربت عن دهشتها من صمت مجلس إدارة القلعة الحمراء برئاسة محمود الخطيب، وعدم صدور أي رد فعل تجاه الإساءات التي حدثت.

وكتب آل الشيخ عبر حسابه على تويتر: “هجوم غريب من كل جهة وكل يوم حكاية، ليه الصداع”؟.

جدوى الفيلم المصنوع

وكان آل الشيخ قد اتخذ قرارا غير مسبوق باستحواذه على أحد الأندية المحلية في مصر، وأنشأ قناة “بيراميدز” واستقدم إليها إعلامي الانقلاب مدحت شلبي وآخرين، وقام بدفع 260 مليون جنيه لجيب محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، واتهمه بعدها أنه أنفقها لحسابه الشخصي، واتهمه بالسرقة، كما أنفق 35 مليون دولار للتعاقد مع لاعبين جدد بنادي بيراميدز، كما دعم الزمالك بما يزيد على مائة مليون جنيه لشراء عدد من اللاعبين.

وتعاقد النادي مع أربعة لاعبين برازيليين بقيمة إجمالية تصل لنحو 20 مليون دولار، كما تعاقد مع 18 لاعبا من أبرز اللاعبين المحليين في مصر، فضلا عن التعاقد مع المدير الفني البرازيلي ألبيرتو فالينتيم، الذي كان يتولى تدريب نادي بوتافوغو البرازيلي.

ما علاقة الغلابة بفلوس تركي؟

قرر آل الشيخ فجأة الانسحاب من الاستثمار الرياضي في مصر، بعد أيام قليلة من تعرضه لهتافات مسيئة من جمهور النادي الأهلي المصري خلال مباراته الأخيرة ضد حوريا الغيني في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا.

واشتكى المستثمر السعودي أكثر من مرة من أداء الحكام في الدوري المصري وطالب بالاستعانة بحكام أجانب وإلا سينسحب من المسابقة، قائلا: “بيراميدز يا حكام أجانب يا انسحاب”.

وأضاف: “لا يزال التحكيم في غيبوبة، إذا كان المقصود إبعاد بيراميدز بطرق غير الملعب، ده يؤثر على اسم وقوة الدوري المصري”.

وتباينت الآراء حول إعلان آل الشيخ، بين مرحب بنهاية “تدخل المال الخليجي” في الرياضة في مصر، ومشيد “بإسهاماته وإثرائه للمنافسة”.

بكاء على الانسحاب

وقال جمال عبد الحميد، لاعب منتخب مصر والزمالك السابق: “نحن في مصر في سنة أولى استثمار، وتركي آل الشيخ ضخ مبالغ مالية كبيرة كانت ستعود بالنفع على سوق الرياضة وتخلق منافسة حقيقية، بدلا من اقتصار المنافسة على الأهلى والزمالك”.

وأضاف لبي بي سي: “آل الشيخ كان سيعمل على تطوير الملاعب والبنية التحتية في مجال الرياضة، ومن المؤكد أن انسحابه سيؤثر بالسلب على الاستثمار الرياضي في الفترة المقبلة، ولن يفكر أي مستثمر في تكرار هذه التجربة مرة أخرى بعد ما حدث”.

وتساءل: “كيف يتعرض آل الشيخ لكل هذا الهجوم وهو يضخ هذه الاستثمارات الضخمة التي كانت ستعمل على النهوض بالرياضة؟ لقد أنفق آل الشيخ نحو 500 مليون جنيه مصري، وقدم دعما كبيرا لأندية الزمالك والسكة الحديد والاتحاد السكندري، ودفع للنادي الأهلي 260 مليون جنيه”.

وقال راجح ممدوح، وهو ناقد رياضي مصري، عن تجربة آل الشيخ في مصر: “هذه تجربة سلبية للغاية، ولم يكن بها أي استثمار من الأساس. كنا نأمل في وجود استثمار حقيقي يعود بالنفع على كرة القدم، لكن ما حدث كان مجرد إنفاق أموال طائلة على مجموعة من الإعلاميين المتلونين وشراء لاعبين بقيمة مالية تتجاوز قيمتهم الحقيقية كثيرا”.

وأضاف في تصريحات لـ “بي بي سي”: “أعتقد أن قرار الانسحاب كان جيدا؛ لأن استمراره كان من الممكن أن يؤثر مع الوقت على العلاقات المصرية السعودية، خاصة وأنه كان يتدخل في كل شيء في كرة القدم في مصر، وحتى في البطولة العربية بصفته رئيسا للاتحاد العربي لكرة القدم.