كواليس زيارة السيسي الخامسة للسودان لحساب كفلائه بالإمارات والسعودية

- ‎فيتقارير

بدأ قائد الاقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، الخميس، زيارته غير المقررة سابقا، إلى العاصمة السودانية الخرطوم في زيارة هي الخامسة له.. وكشف مسؤولون سودانيون وخبراء عن الملفات التي يعتزم السيسي مناقشتها في السودان، وسط توقعات بأن يركز على ملفي أزمة جنوب السودان، وكذلك عقد اتفاقيات اقتصادية جديدة.

السفير السوداني لدى القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، قال إن “زيارة السيسي ستتناول بعض الملفات الاقتصادية العاجلة خاصة ملف الربط الكهربائي بين البلدين، إلى جانب توقيع اتفاقات جديدة في ملفات الزراعة والري والتجارة”. بجانب بعض الملفات الإقليمية ودور كل طرف في إنجاح المصالحة الفلسطينية وإنهاء الأزمتين اليمنية والسورية، بحسبتصريحات السفير السوداني بالقاهرة.

بجانب سد النهضة الإثيوبي وأزمة المياه التي تشترك فيها مصر والسودان، في ضوء الفيضان الذي بدأ في السودان مؤخرا..
كما يستهدف السيسي وقف الأزمة المشتعلة، والتي يلوّح بها إعلام البلدين من حين إلى آخر، وكذلك حسم مسألة إيواء السودان لبعض الإخوان المصريين..
وشهدت العلاقات بين البلدين مشاحنات، قبل أن تعيد السودان سفيرها إلى القاهرة أخيرًا بعد استدعائه في يناير الماضي للتشاور، بعدما اتخذ البلدان إجراءات سلبية على العلاقات المشتركة، تنوّعت بين إعلان مصر التوجه بشكوى لمجلس الأمن ضد السودان، وبناء 100 منزل بحلايب، وإنشاء سد لتخزين مياه السيول، وميناء للصيد في شلاتين، قبل أن يرد السودان بالتلويح بتقديم شكوى للأمم المتحدة، وإقامة علاقات جديدة مع تركيا.

كواليس خامس زيارة
وتسعى مصر لحل أزمة سد النهضة، المثارة منذ 7 سنوات مع إثيوبيا والسودان، المتوافقتين على فائدة السد لكليهما، فيما تتخوف القاهرة على حصتها التاريخية (55 مليار متر مكعب) و90 بالمئة من دخلها المائي، وخاضت مع أديس أبابا والخرطوم 18 جولة من المفاوضات الفنية على مدار نحو 4 سنوات؛ بهدف إيجاد حل فني يقلل مخاوفها.

ويسبق الزيارة حالة من التهدئة بين القاهرة والخرطوم بالقضايا الخلافية، كأزمة مثلث (حلايب وشلاتين)، التي تطالب بهما السودان، ووقف الاتهامات المتبادلة بدعم مصر للمتمردين بالسودان، وإيواء الخرطوم لأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، وما صحب تلك الأزمات من تلاسن سياسي وإعلامي أثر على توافق البلدين بأزمة المياه.

وبالفعل منعت مصر، بداية الشهر الجاري، رئيس حزب الأمة السوداني المعارض، الصادق المهدي، من دخول أراضيها بعد عودته من ألمانيا، وذلك قبل أن تسلم السودان عددا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين بالخرطوم، في موقف أغضب مصريين وسودانيين، واعتبره محللون مقدمة للتوافق بين النظامين.

كما تأتي زيارة السيسي للخرطوم أيضا بعد زيارة البشير للقاهرة بأربعة أشهر، في 19 مارس الماضي، فيما من المقرر أن يزور السيسي الخرطوم في أكتوبر المقبل، وهو ما يثير التساؤلات حول دلالات توقيت الزيارة الحالية، التي تأتي قبل الزيارة المعلنة مسبقا بثلاثة أشهر، وحول ما قد يجري خلف الكواليس ويتم إعداده بملف المياه.

لصالح الإمارات والسعودية
وحول خلفيات زيارة السيسي للخرطوم ودلالات توقيتها الآن، قال الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية، الدكتور السيد أبوالخير، في تصريحات صحفية، إن “زيارة السيسي للسودان تأتي في إطار محاولات بذلت كثيرا لإبعاد السودان عن (محور قطر)، بعدما حدث تقارب بينهما، وتقريبها من (محور السعودية الإمارات)”، مضيفا أن “السيسي ذاهب للخرطوم بناء على طلب الرياض وأبوظبي؛ في محاولة لتوسيع دائرة الحصار على الدوحة وتفعيله”.

كما أن الزيارة فضلا عما سبق لن تخلو من “محاولات مصر ضم السودان إليها، وإلى تأييد موقفها حول أزمة (سد النهضة)، والتهدئة بملف (حلايب وشلاتين)، حيث تضغط السودان لضمهما إليها، مثل ضم السعودية لجزيرتي (تيران وصنافير) المصريتين”.

وحول دلالات التبكير بالزيارة عن الموعد المعلن مسبقا بثلاثة أشهر، وما يجري خلف الكواليس بين السيسي والبشير، ومدى ارتباطه بملف المياه والحدود، أكد أحد المحللين السياسيين السودانيين المقيمين في مصر، أن “الأمر يتعلق بملف المياه والتنسيق في جزئية الحصص المائية”.

كما تبرز أهمية ملف التواجد التركي في جزيرة سواكن السودانية باتفاقية موقعة في ديسمبر 2017، ومشروع القواعد الروسية التي طلبتها الخرطوم من موسكو في نوفمبر 2017، إلى جانب ملف أمن البحر الأحمر، خاصة بعد تحركات الإمارات، ومحاولاتها السيطرة على موانئ هامة في جيبوتي، وطردها من الصومال….
وحول مستقبل الوضع الاقليمي الخانق لمصر، والذي تسبب فيه السيسي، رأى خبراء أن دائرة الأزمات تحوط بالسيسي من كل جهة، بفعل سياساته الفاشلة، والتي سمحت بالتمدد الاماراتي والسعودي في امن البحر الاحمر، وكذلك تأزيم وضع مصر المائي بعد التوقيع لإثيوبيا بالمجان على التنازل عن حصة مصر التاريخية بمياه النيل.