كوميديا تحقيقات الانقلاب.. مختطف طائرة “مصر للطيران” عضو خطير بجماعة الإخوان!

- ‎فيتقارير

يدهشك نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي في كل فضيحة يقوم برعايتها، بالأفضح، من خلال إعلان النتائج أو التحقيقات، فبالرغم من أن المصريين نسوا بعد عامين تقريبا قصة مختطف طائرة “مصر للطيران” والفضيحة التي حدثت برعاية وفشل الانقلاب في إمكانية مختل عقليا من اختطاف طائة واحتجاز طاقمها، لمجرد التهديد بتفجير وهمي لم يكن معه أي من أسبابه.

إلا أن نظام الانقلاب لم يمرر الفرصة بعد أكثر من عامين دون ان يضيف عليها “توابل بوليود” على غرار الأأفلام الهندي، بعد أن أعلن النائب العام لائحة اتهام مختطف الطائرة، ومن بينها كالعادة الترويج لأفكار ومعتقدات جماعة الإخوان المسلمين، والاتهام بالدعوة لاستخدام العنف والإرهاب.

وكان قد تبين من خلال الصور المتداولة على مواقع التواصل بعد تحرير الطائرة من مختطفها في قبرص، وإعلان التحقيقيات هناك، أن المختطف مختل عقليا إلا أن النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أمر بإحالة المتهم سيف الدين مصطفى محمد إمام للمحاكمة الجنائية، فى الواقعة التى اشتهرت إعلاميًا بـ”اختطاف طائرة مصر للطيران”، لاتهامه بالاستيلاء بالتهديد والترويع على وسيلة من وسائل النقل الجوى، وتعطيله سيرها عمدًا وخطفه واحتجازه وحبسه لركابها وأفراد طاقمها تحقيقًا لغرض إرهابى، فضلًا عن ترويجه لأفكار ومعتقدات جماعة الإخوان واستخدام العنف.

حزام ناسف

وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، من خلال الزعم باعترافات المتهم وفحص كاميرات المراقبة بمطار برج العرب الدولى والإطلاع على المضبوطات، قيام المتهم بالاستيلاء على طائرة شركة مصر للطيران – رحلة رقم 181 – التى أقلعت بتاريخ 29 مارس 2016 فى الساعة السادسة والنصف صباحًا من مطار برج العرب بمحافظة الإسكندرية إلى ميناء القاهرة الجوى، وعلى متنها 72 شخصًا بينهم طفل، بعد تهديده لقائدها بتفجيرها عبر سترة يرتديها أسفل ملابسه أعدها على غرار شكل الأحزمة الناسفة من أدوات غير مجرم حيازتها على متن الطائرات، كما أعد قصاصتين ورقتين ضمنهما عبارات تهديدية موجهة لأفراد طاقم الطائرة وقائها؛ مفادها ارتدائه لحزام ناسف وإقدامه على تفجير الطائرة حال عدم تنفيذ مطالبه بتغيير وجهة الطائرة إلى مطار لارنكا بدولة قبرص، والإفراج عن سجينات قضايا إرهابية، قاصدًا من ذلك الإضرار بقطاع السياحة بالبلاد، وإضعاف هيبة الدولة، وإحداث أضرار اقتصادية بالبلاد وإسقاط نظام الحكم بها.

إلا أن المفاجأة التي فجرها نائب عام الانقلاب، الزعم باعتراف المتهم بسابقة سفره لدولة السودان فى غضون عام 2015، وسعيه للقاء قيادات جماعة الإخوان الهاربة لعرض مشاركته في تنفيذ أعمال عدائية تحقيقًا لأغراض الجماعة داخل البلاد، بحد زعم النيابة العامة.

مختطف مختل

وفي 29 مارس من عام 2016، فوجئ قائد طائرة مصر للطيران رقم 181 المتجهة من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى القاهرة، بعد دقائق من إقلاعها، بأحد الركاب يدعي ارتداءه حزاما ناسفا ويطلب تحويل وجهة الطائرة إلى اليونان، لتبدأ رحلة مثيرة بالاختطاف، وتوجهها بالفعل إلى قبرص بدلا من القاهرة.

وتحت تهديد المتهم سيف الدين مصطفى، الذي كان يوهم الركاب بأنه يرتدي حزاما ناسفا – تبين أنه “مزيف” -، هبطت الطائرة في قبرص، وتمكنت السلطات القبرصية من إخراج الركاب والطاقم بأمان، وألقت القبض على الخاطف لتبدأ فصول جديدة من القصة حين ادعى الخاطف المقبوض عليه أنه هدد بتفجير الطائرة باستخدام حزام ناسف حتى يتمكن من رؤية زوجته التي توجد في اليونان منذ أكثر من 20 عاما، ولا يستطيع المغادرة إليها ورؤية أطفاله، فقرر اختطاف الطائرة.

استمرت السلطات القضائية القبرصية في احتجاز المتهم لديها حتى أغسطس الماضي، وقررت المحكمة العليا هناك تسليمه لمصر للتحقيق معه، وبالفعل توجه وفد أمني مصري إلى قبرص بالتنسيق مع الإنتربول الدولي لتسلم المتهم وعاد به للقاهرة ليأمر المستشار نبيل صادق النائب العام باستجوابه واستكمال التحقيق معه في النيابة العامة بالإسكندرية، والتي قررت حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد اتهامه بأنه عضو من جماعة الإخوان المسلمين.

شخص مضطرب

رغم أن الخارجية القبرصية ووكالة الانباء الرسمية المصرية أكدتا أن مختطف الطائرة يدعى سيف الدين مصطفى، ويعمل أستاذا لمادة التاريخ بالقاهرة، “مضطرب نفسياً”.

وقال المسؤول بالخارجية القبرصية، ألكساندروس زينون، للصحفيين أن “ما أوضحناه هو أن الأمر لا علاقة له بالإرهاب. يبدو أنه شخص مضطرب، وفي حالة نفسية مضطربة، ويتم التعامل مع الأمر على هذا الأساس.”

وقالت الإذاعة القبرصية الرسمية إن الخاطف طلب مترجماً، وأنه ألقى رسالة وطلب تسليمها لطليقته القبرصية.

وفي حين أشارت مصادر قبرصية إلى أن الخاطف طلب اللجوء، أفادت وسائل إعلام قبرصية أن طليقته تعيش في قبرص، وأن دوافع شخصية تقف وراء عملية الخطف.