كيف يوزع السيسي خدماته بين الصهاينة وإيران؟

- ‎فيتقارير

الصواريخ المتبادلة بين الصهاينة والفرس هي صراع بين مشروعين على الهيمنة على الأوطان العربية؛ فإيران تسيطر مباشرة على أربع عواصم عربية وإسرائيل التهمت فلسطين وتسيطر تماما على القدس وبشكل غير مباشر تهيمن على عدد من العواصم بعد أن ضمنت الحكم فيها لصهاينة العرب وعلى رأس هؤلاء السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

يقول أحد المراقبين:” لو رأيت بأم عيني الصواريخ الإيرانية تدك تل أبيب، والصواريخ الإسرائيلية تدك طهران، لما اقتنعت أن هناك عداءً بين إسرائيل وإيران”، وعلى هذا الأساس اتفق السفيه السيسي مع قادة دول الخليج، خلال اللقاءات المكثفة التي جرت في الفترة الماضية، على سياسة تتضمن تسويات للأزمات الإقليمية مستقبلاً، في مقابل تنازلات عربية جديدة من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

هذا المسار تدعمه بشكلٍ أساسي عودة عسكر كامب ديفيد كوسيط فيما تسمى بـ«عملية السلام»، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترامب، كذلك يُعدّ هذا التوافق خطوة تعزز من سياسات الرئيس دونالد ترامب، الرامية إلى إنشاء تحالف جديد في الشرق الأوسط، يرفع راية عداء العرب لإيران وليس إسرائيل!

وأكد محللون سياسيون أن قائد الانقلاب السفيه السيسي، سيستجيب لدعوة الولايات المتحدة لتشكيل تحالف عسكري عربي بمشاركة “إسرائيل” لمكافحة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد كشفت، الأربعاء الماضي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من مصر استضافة تحالف عسكري عربي على غرار حلف الناتو.

وقالت الصحيفة إن هذا التحالف سيضم السعودية والإمارات والأردن ودولا أخرى في المستقبل، مؤكدة أن تصنيف إدارة ترامب لجماعة الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية” تم طرحه كحافز للسفيه السيسي للانضمام إلى التحالف المقترح.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستقدم دعما عسكريا واستخباريا للتحالف، الذي قد يشمل أيضا تبادل معلومات استخباراتية مع “إسرائيل”، لافتة إلى أن “الولايات المتحدة وإسرائيل لن تكونا ضمن معاهدة الدفاع المشترك”، ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسئولين عرب قولهم إن “الإدارة الأمريكية أخبرتهم بأن الدور الإسرائيلي في التحالف سيقتصر على مشاركة معلومات استخبارية، وليس التدريب أو الدفع بقوات على الأرض”.

وخلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في واشنطن، بين ترامب، ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال هذا الأخير إنه “للمرة الأولى في حياتي وفي حياة إسرائيل؛ لم تعد الدول العربية في المنطقة ترى إسرائيل كعدو، بل كحليف”، مضيفا أن “هذا التغيير في منطقتنا يخلق فرصة لتعزيز الأمن والتقدم بالسلام”.

وأشار نتنياهو إلى أن “هناك فرصة كبيرة للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط عبر نهج إقليمي مختلف؛ يقوم على إشراك شركاء إسرائيل العرب الجدد”، فيما تواصلت التقديرات الإسرائيلية التي تتنبأ بتهاوي نظام الانقلاب في مصر برئاسة السفيه السيسي، بفعل مظاهر الفساد “السلطوي” والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه.

وقال جاي إليستر، المعلق السياسي في موقع “واللا” الإخباري، إن السيسي بات “مستعدا لفعل كل شيء من أجل إنقاذ حكمه الفاسد ولو بثمن تحمل تبعات تغيير تحالفاته الإقليمية وتوجهه لإيران وروسيا بدل السعودية”.

وأوضح إليستر أن حكم السفيه السيسي “تحول إلى ثقب أسود تختفي فيه عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها الدول الخليجية، وتحديدا السعودية”، مشيرا إلى أن صناع القرار في الرياض يشعرون باليأس من عوائد الاستثمار في دعم السفيه السيسي.

وقد خلص إليستر إلى أن حاجة السيسي للدعم دفعه للتوجه لكل من إيران وروسيا، مشيرا إلى أن سماح السيسي باستقبال علي مملوك مدير الجهاز الأمني في نظام الأسد مؤخرا يمثل “بادرة حسن نية” تجاه كل من موسكو وطهران، واعتبر إليستر أن توجه السيسي لروسيا جاء أيضا استخلاصا للعبر من موقف واشنطن من نظام مبارك، حيث إنها تخلت عنه ودفعت نحو عزله.