لتحسين الوضع في “غزة”.. تفاهمات معلنة بين “حماس” و”دحلان”

- ‎فيعربي ودولي

أحمدي البنهاوي
ما تزال أوساط سياسية فلسطينية وعربية ترى أن صفقة "حماس- دحلان" مفاجأة مدوية جاءت بغتة دون مقدمات، وتركت صداها على الساحة الفلسطينية بشكل عام، وفي الأوساط الحزبية والفصائلية بشكل خاص، فضلا عن تأثيرها في أوساط ثورات الربيع العربي؛ كون محمد دحلان أحد الأدمغة التي ما زالت تعمل لصالح الثورة المضادة التي يقودها محمد بن زايد والكيان الصهيوني في العالم العربي، إضافة إلى تأثيرها الأكبر على مصر.

وتستغل أطراف الوضع المأساوي في غزة لتزيد الطين بلة، فيروّجون الآن صورة لقائد المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية ومحمد دحلان، وفيها يبدو أبوالعبد أكثر فرحا باللقاء، فيما أرجع كثيرون الصورة إلى وقت قديم يعود إلى وقت اتفاق مكة، حيث تم بعهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي يعود إلى فبراير 2007.

حقيقة الصفقة

إلا أن قيادات حركة حماس لها وصف آخر لـ"الصفقة" وهو التفاهمات، فالقيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، وفي أثناء الهجمة الصهيونية على المسجد الأقصى، نفى أن تكون حركة حماس جمدت اتصالاتها مع النائب محمد دحلان، وشددّ على التزام حركته بالتفاهمات مع مصر والنائب دحلان في القاهرة، مؤكدا أن تلك التفاهمات تصب في معالجة الجانب الإنساني فيما يتعلق بتفعيل لجنة التكافل الاجتماعي وآليات تطبيق المصالحة المجتمعية، وحل أزمة الكهرباء، وفتح المعبر، والأزمات الأخرى التي يعانيها قطاع غزة.

وأكد في الوقت ذاته أن التفاهمات مع الجانب المصري والتفاهمات الفلسطينية الفلسطينية في القاهرة ليست بديلا عن تحقيق المصالحة مع الرئيس الفلسطيني وحركة فتح بكل أجنحتها، لافتا إلى أن سبب تعثر المصالحة هو إصرار عباس على عدم الالتزام بالاتفاقات الموقعة والتفرد بالقرار السياسي.

وقال غازي حمد: إن الخروج من الخلافات المرهقة، سواء بين أبو مازن دحلان أو بين دحلان وحماس أو بين أبو مازن وحماس، أصبح ضرورة ملحة، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني هو من يدفع ثمن هذه الخلافات المستنزفة للقدرات والوقت.

واعتبر أنها تفاهمات في الإطار الوطني الذي يهدف إلى جمع الصف الفلسطيني، خاصة بعدما حدث في المسجد الأقصى ومدينة القدس، وهو ما يتطلب سرعة إنهاء الانقسام، والتوافق على رؤية واستراتيجية وطنية تمثل المجموع الوطني.

حذر حمساوي

فيما يرى محللون أنه برغم موافقة حماس على بث كلمة مباشرة عبر "الفيديوكونفرانس" في المجلس التشريعي الفلسطيني بحضور قادة حماس، الذين طالما عذّبهم دحلان ورجاله، من أكبر نواب المجلس إلى أصغرهم، إلا أنها متحفظة في علاقاتها مع محمد دحلان.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مؤمن بسيسو، أن حركة حماس تبدو شديدة الحذر في علاقاتها مع دحلان؛ لأنها تعي تماما توجهات الرجل السياسية، وعمله كأداة ضمن منظومة أمنية وإقليمية تتربص بها وبمشروعها المقاوم.

وبحسب بسيسو، فإنه رغم ما تعانيه حماس من صعوبات واضحة في تسويق تفاهماتها مع دحلان داخل مساحة لا يستهان بها في أوساط القاعدة الداخلية للحركة، فإن ذلك لن يمنعها من المضي نحو تنفيذ تفاهماتها المبرمة معه في القاهرة مؤخرا.

وعود دحلان

ويَعِد محمد دحلان، غزة ببناء محطة طاقة بقيمة 100 مليون دولار للقطاع، الذي يعاني نقصا شديدا في الطاقة، وتوجيه دولارات الخليج إلى فقراء غزة، وتوفير منفذ منتظم لسفر المواطنين، البالغ عددهم 1.9 مليون موطن.

بالمقابل، وربما يكون مقصودا، ضيَّق عباس مؤخرا الخناق على القطاع، عن طريق تخفيض رواتب عشرات الآلاف من سكان غزة المدرجين على كشوف الرواتب للسلطة الفلسطينية، وإقناع إسرائيل بخفض كمية الكهرباء التي توفرها للقطاع. ويبدو أن هدف عباس هو الإطاحة بحكم حماس من القطاع، لكن لم تظهر بوادر تُذكر على احتمال حدوث ذلك، وتبذل القوى الإقليمية جهودا لإيجاد حل للخلافات الداخلية.

استعداد وطني

وفي 29 ديسمبر 2014، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن المصالحة الوطنية تمر بمنعطف خطير، محملًا رئيس السلطة محمود عباس المسئولية الكاملة عن تعثر المصالحة.

فأوضح هنية أن المصالحة لا يمكن أن تبنى إلا على مبدأ الشراكة، وليس على مبدأ الإقصاء في الساحة الداخلية.

وفيما يتعلق بالتقارب مع دحلان, قال هينة إن العلاقة التي تجمع حركته مع القيادي محمد دحلان، هي "علاقة أبناء شعب"، متابعًا "نرحب بكل من يريد أن يخفف المعاناة عن الفلسطينيين بغزة دون أي شرط".