لماذا تحمس المصريون لدعم الليرة التركية وتجاهلوا السيسي

- ‎فيأخبار

تحدث مراقبون عن تدهور الليرة التركية أمام الدولار ولماذا تحمس مصريون في الداخل والخارج إلى دعمها، ولم يحظى الجنيه المصري العائم فوق حطام اقتصاد منهار بذات الحماس، وتأتي الإجابة بسيطة جداً بأن دعم الليرة هو دعم لاقتصاد نظام يقوم على العدالة والحرية والكرامة، يقوده الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان.

أما دعم الجنيه فهو دعم لحكومة انقلاب، وليس دعماً لجيوب للمصريين، ويمثل انخفاض الليرة التركية نحو 20% ضربة موجعة لأردوغان، وجهها له الحلف الخليجي الأمريكي الصهيوني، فيما يستخف إعلام العسكر بالمصريين بالزعم أن انخفاض الجنيه 300% في يوم واحد إصلاح اقتصادي للسفيه السيسي!

ويرى سياسيون ونشطاء أن دعم انقلاب السفيه السيسي لا يفيد المصريين بشئ بل على العكس يطيل بقاء العسكر في الحكم، بينما تركيا تستضيف نحو 4 مليون نازح سوري رفضت دول النفط العربية استقبالهم، وفوق ذلك فهى ملاذ آمن للمصريين الرافضين لانقلاب السفيه السيسي، وأغلبهم مطلوبين في قضايا ملفقة وربما يواجه بعضهم الإعدام.

دعم الحرية

يقول الناشط السياسي محمد مرتضى:” لما قيمة الجنيه المصري انخفضت 300 % قلتم إصلاح اقتصادي .. ولما الليرة التركية انخفضت 20% عاملين فرح على تركيا وكأنها تدمرت اقتصاديا”، ويرد الناشط أبو فارس محمد:” لمن يسأل: لماذا تتباكون على الليرة التركية وتتجاهلون الجنيه المصري ؟، الجواب: لأنّ دعم الليرة التركية هو دعمٌ لـ ٨٠ مليون تركي مُسلم وملايين اللاجئين السوريين الذين يعتاشون من خيرات تركيا أما دعم الجنيه المصري فهو دعمٌ للسيسي والعسكر الذي يحميه فقط”.

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد إلهامي:” من نافلة القول أيضا أن هذه ليست معركة تركيا، بل هي معركة الأمة الإسلامية كلها.. وأنها أيضا من المعارك التي تقسم الناس إلى فسطاطين: مع الأمة أو ضدها.. والمشهد واضح منذ ثورات الربيع العربي، الطرف الذي مع الأمة واضح، والطرف الذي ضدها واضح”.

وتعرضت الليرة التركية لتراجع حاد ومفاجئ، أمام العملات الصعبة وخاصة أمام الدولار، مما جعل كثيرًا من المواطنين الأتراك، والمقيمين، والمحبين لتركيا، يشعرون بالقلق والخوف،والخشية على مستقبل تركيا، ومستقبلهم الذي ارتبط بهذه البلاد، التي تعاني من خلافات مع دول كثيرة وخاصة أمريكا.

ويرجع خبراء هذا التراجع بسبب مواقف تركيا الإنسانية، وربما نموها الاقتصادي، وصعود نجمها السياسي الإقليمي في هذه المنطقة، هذا الصعود الذي لا تقبله وتحاربه الدول الكبرى، وفي مقدمتها الدول الحليفة لتركيا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترجح أم يكون حلفاءها ضعاف محتاجين وتابعين لها.

إدارة الأزمة

هذا القلق والخوف على تركيا واقتصادها، جعل كثيرًا من المحبين والمتعاطفين – ومنهم مصريون- يبدؤون بحملات دعم لليرة التركية على صفحات التواصل الاجتماعي، مركزين ومشددين على نظرية المؤامرة والحرب ضد تركيا، فهل تخدم هذه الحملات العربية العاطفية الشعبية هذه الخطوة من استعادة الثقة وتعزيزها، أم هي عبء عليها وتزيد حالة القلق عند الجميع وخاصة عند المستثمرين، وتعطي صورة عكسية، وكأن تركيا على حافة الهاوية، وتجعل المستثمر يهرب ويبتعد عنها؟

اقتصاد تركيا اليوم ضمن أعظم وأقوى عشرين اقتصاد بالعالم، ومثل هذه الأزمات لن تؤثر كثيراُ على الاقتصاد التركي من ناحية، كما أن هذه الحملات مهما عظمت لن يكون تأثيرها كبيراً بجانب حجم القوة الاقتصادية للمواطن والمغترب التركي التي يجب تحفيزها للاستثمار من خلال تسهيل شروط الاقتصاد وتقليل الضرائب وليس من خلال مناشدات تشبه استغاثات من يخشى الغرق والإفلاس، علاوة على أن قيمة القوة الاقتصادية لدى شريحة كبيرة من المقيمين العرب بتركيا لا تؤهلها للقيام بمثل هذه الحملات وهي تعاني من صعوبة الحصول على لقمة العيش.

ويرى بعض المراقبين أن الحملات العربية ببعض أنماطها الفاقعة، قد تسبب ردة فعل عند الكثيرين من الأتراك الذين يعارضون العدالة والتنمية، وحتى بعض الذين لا يعادونه بدوافع العواطف القومية مما قد يزيد من حساسية مواقف هذه الشريحة ضد التواجد العربي (وخصوصا المصري والسوري) وتصلب مواقفها ضد العدالة والتنمية.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، بعد تهديدات من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض “عقوبات كبرى” على تركيا، إذا لم تطلق سراح القس الأمريكي آندرو برانسون، وقررت السلطات التركية اعتقال القس الأمريكي، ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعد سجنه 21 شهراً بتهمة دعم جماعة “فتح الله كولن”، التي تتهمها أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 15 يوليو عام 2016.