لماذا تفوق إعلام الثورة؟

- ‎فيسوشيال

وبحسب الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون، في مقاله اليوم بعنوان «المفاجأة هي فيمن تفاجأ بالتسريبات!»، اليوم الأربعاء 10 يناير 2018م، يعزو أسباب تراجع الإعلام الموالي للعسكر وتفوق الجزيرة والفضائيات التي تبث من تركيا، إلى «الإملاءات الإعلامية» مؤكدا أنها «حالة مفروغ منها في الظروف الحالية ، وبعض من يتصدرون المشهد الإعلامي وهم عديمو الكفاءة تقريبا لم يحصلوا على “طلتهم” على الشاشة إلا بموجب معايير متصلة بمدى الطاعة والإخلاص والتفاني في خدمة تلك الإملاءات، ومن اعترض انطرد ، كما أن هؤلاء جميعا تقريبا لا يعتبرون ذلك مسألة مشينة ، أو خادشة للسمعة، فأغلبهم لم يكن له سمعة إعلامية من قبل أصلا ، ويعتبرون ذلك فرعا من فروع الوطنية ، والولاء للوطن».

ويضيف سلطان: «كما أن جميع الصحف بلا استثناء مراقبة الآن ، وتعمل وفق سقف محدد ، ولا تستطيع أن تتجاوزه ، رغم أن هذا محظور بنص الدستور نفسه ، لكن لأن الدستور كتب بنوايا طيبة فليس من الضروري الالتزام به دائما ، ويمكن وقف طباعة أي صحيفة ، أيا كانت ، لمراجعة بعض المواد واستبدالها بمواد أخرى». ويؤكد أن هذه “الإملاءات الأمنية” هي ما تسبب في ضعف الصحافة المصرية الآن وهزالها المهني ، وانصراف القارئ عنها وتدهور المبيعات وتراجع مذهل في كميات الطبع ، لافتا إلى أن وبعض الصحف ذات الأسماء الكبيرة سيندهش الناس إذا عرفوا كم تطبع من نسخ!.

ويؤكد الكاتب أن «القنوات الفضائية نفسها تلاشى تأثيرها الكبير الذي تفجر مع ثورة يناير ، وبدأت برامجها تميل إلى العمل في “المأمون” مثل البرامج ذات الطابع الفني والضيوف “اللايت” والقضايا الإثارية كالمتعلقة بالحوادث والجن والعفاريت وما شابه ، فانحسرت نسب المشاهدة بشكل واضح ، وعاد ملايين المصريين من جديد لمتابعة قناة الجزيرة القطرية ، بعد أن كانوا قد انصرفوا عنها كثيرا عقب ثورة يناير، لأن القنوات المصرية كان قد كسرت المحظور ورفعت السقف ويجد المواطن فيها كل قضاياه الحية والصريحة وكل ما ينور بصيرته السياسية، كما نجحت قنوات الإخوان والمعارضة الموجودة في تركيا في جذب ملايين المصريين لمتابعتها للسبب نفسه, وهو الفراغ الذي سببه غياب وهزال الإعلام الداخلي».

ويختم سلطان متحسرا: «الإعلام المصري هو الخاسر الأكبر في المعترك السياسي الذي أعقب 30 يونيه بدون شك، كما أن مصر نفسها، بقوتها الناعمة وحضورها التاريخي في المنطقة وسبقها في هذا المجال، خسرت الكثير من مكانتها وريادتها».