لو كان السيسي قائدًا لفرنسا!

- ‎فيمقالات

استوقفني في أجهزة الإعلام المصرية تعليقات حول الاحتجاجات العنيفة التي وقعت في فرنسا، ورأيتها تدخل في دنيا العجائب!

قال أحدهم إن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتطرفة قامت بتحويل الاحتجاجات السلمية إلى أعمال عنف!

وقال الآخر إن فرنسا تحتاج إلى رئيس مثل السيسي حتى تنجح في اجتياز أزمتها!

والقول الأول يكفي للرد عليه بكلمتين: الفنون جنون!

أما الثاني فهذا ما أتوقف عنده، مؤكدا أنه لو كان السيسي قائدًا لفرنسا لرأينا اختلافا جذريا في علاج الأزمة هناك.

والرئيس الفرنسي ماكرون اتخذ عدة خطوات حتى يهدأ السخط الذي انتشر.. والسيسي كان سيتخذ عكسها!!

وأول ما فعله الرئيس الفرنسي أنه ألغى جميع الزيادات في الضرائب وأسعار الوقود ولم يكتف بتأجيل تطبيقها كما صرح رئيس الوزراء! وأعلن تقديره للأسباب التي دفعت إلى الخروج للتظاهر، ولم يتهم المتظاهرين بأنهم يريدون تدمير فرنسا أو أن وراءهم أجندة خارجية!! وأعلن عن نيته إجراء مشاورات واسعة مع الأحزاب للبحث عن كيفية تخطي هذه الأزمة الاقتصادية برغم أن “ماكرون” متخصص في الاقتصاد ويشهد الجميع ببراعته في هذا المجال.

وصدق أو لا تصدق لم يسقط قتيل واحد في الاحتجاجات الفرنسية برغم عنفها، وكان سلاح الشرطة في مواجهة المحتجين خراطيم المياه والعصا الكهربائية والقنابل المسيلة للدموع.

وإذا جئنا إلى السيسي نجد أن تفكيره مختلف تمامًا عن الرئيس الفرنسي، وكل التظاهرات التي وقعت ببلادي في عهده قابلها بإطلاق الرصاص والضرب في المليان!

المؤكد أنه لم يكن ليتراجع أمام ضغط الاحتجاجات بل سيقابلها بمنتهى الحسم ولو اضطر الأمر إلى إنزال الجيش في الشوارع، وكان سيصب جام غضبه على المتظاهرين! ويؤكد أن الإخوان من ورائهم ولديهم أجندة خارجية هدفها تدمير مصر! ويعطينا درسًا في أهمية التضحية وتحمل المصاعب الخارجية من أجل بناء بلدنا!!

وبالطبع يرى نفسه غير محتاج للتشاور مع الأحزاب السياسية ، فهو يراها مجرد ديكور وليست لها أي فاعلية ولم يجتمع بقاداتها الا نادرا، وأنه صرح مؤخرا بأنه لا حاجة لدراسات جدوى المشروعات التي يجري إقامتها حاليا!!

والفارق بين “ماكرون والسيسي” أن الأول رئيس مدني، بينما الثاني قائد عسكري، وكل منهم يتصرف بالطريقة التي تربى عليها.. أليس كذلك؟!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها