ماذا بعد اعتقال قيادات عسكرية موالية لـ”عنان”؟

- ‎فيأخبار
FILE PHOTO - Egypt's Chief of Staff of the Armed Forces Sami Anan during a meeting in Cairo, Egypt March 29, 2011. REUTERS/Khaled Desouki/Pool/File Photo

قالت مصادر لموقع “الخليج الجديد” إن سلطات الانقلاب اعتقلت خلال اليومين الماضيين 23 قيادة عسكرية في الجيش من الموالين للفريق المعتقل حاليا بالسجن الحربي سامي عنان.

وكشف مصدر عسكري للموقع الخليجي عن اعتقال 23 قيادة عسكرية في الجيش المصري، على خلفية إعلانه ترشح سامي عنان لهزلية الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مارس المقبل.

وكشف المصدر أن جهاز المخابرات الحربية أشرف على عملية الاعتقال في اليوم ذاته الذي تم فيه اعتقال عنان وتحويله للنيابة العسكرية بتهمة التزوير والتحريض ضد القوات المسلحة، حسب “الخليج الجديد”.

وتشير الأخبار المتداولة إلى أن القيادات العسكرية المعتقلة تضم ضباطا من رتب رفيعة، بينهم 3 من قيادات المنطقة العسكرية الشمالية، وتم إيداع الضباط المعتقلين في أحد مقار الاحتجاز التابعة للجهاز، وإخضاعهم لتحقيقات بشأن دعمهم لحملة عنان الانتخابية.

يذكر أن “السجن الحربي” هو ذاته المكان المسجون فيه 21 ضابطا في القوات المسلحة كان صدرت بحقهم أحكام، تراوحت بين السجن 10 و25 سنة، بعد توجيه اتهامات لهم بالتخطيط لانقلاب عسكري في عام 2015.

وأنه تم نقل عنان إلى زنزانة انفرادية في السجن الذي تم تشييده حديثا على أحدث النظم الأمريكية في السجون، وتم نقله له منذ اليوم الأول لاعتقاله، نظرا إلى وقوع مقر المحكمة العسكرية داخل نطاق السجن في مقر الفرقة الثانية، ما يسهل معه نقله إلى المحاكمة.

ضغوط للاعتذار

فيما أكدت مصادر عسكرية تعرض رئيس أركان الجيش الأسبق الفريق سامي عنان لضغوط معنوية ونفسية كبيرة خلال الأيام الماضية لإجباره على تقديم بيان اعتذار.

وكشفت المصادر تفاصيل التحقيق مع عنان الذي استبعدته الهيئة الوطنية للانتخابات من المسرحية الانتخابية المقبلة، بعد توجيه اتهامات له بمخالفة القوانين العسكرية.

وقالت إنه خضع منذ إلقاء الشرطة العسكرية القبض عليه أثناء ذهابه إلى مكتبه في أعقاب البيان الصادر عن القوات المسلحة، لأربع جلسات تحقيق في النيابة العسكرية، حيث يوجد في السجن الحربي بالهايكستب (أحد المجمعات العسكرية)، في مقر الفرقة الثانية، حسب “العربي الجديد”.

وأكدت تعرض عنان لضغوط معنوية ونفسية كبيرة لإجباره على تقديم بيان اعتذار على طريقة الفريق أحمد شفيق، الذي أعلن تراجعه، في وقت سابق، عن الترشح للانتخابات الرئاسية، مشددة على تمسك عنان، حتى الآن، بموقفه الرافض للإجراءات التي تتخذ ضده.

لصالح السيسي

بدوره، قال المتحدث باسم رئيس الأركان المصري الأسبق سامي عنان إن حملة الفريق سامي عنان توقفت بمجرد اعتقاله وإن نظام قائد الانقلاب، يدير المشهد الانتخابي بكل تفاصيله لصالحه.

ودلل الأكاديمي حازم حسني، نائب سامي عنان؛ لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي، عبر حسابه الشخصي على “تويتر”، بما وصفه “البرهان” على صحة وجهة نظره.

وأضاف: “الطريقة التي تم بها إدخال م.م.م. (رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى) السباق الانتخابى، وحراسة الشرطة والجيش المكثفة لشخصه، والمعاملة الإعلامية الودودة له على عكس ما كان يجرى لآخرين، فيها البرهان -بعد طول إنكار- على تحكم نظام السيسى في تفصيل المشهد الانتخابى لصالحه، هذا إذا كان هناك شك في ذلك”.

ضوء أخضر

وكشفت مصادر سياسية قريبة من دوائر صناعة القرار المصري أن عبدالفتاح السيسي، حصل على ضوء أخضر أمريكي بشأن الإجراءات التصعيدية ضد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الفريق سامي عنان، بعدما زار وزير الخارجية الأمريكي المنطقة منتصف يناير.

وكشف د.سمير سامي عنان عبر “تويتر” عن لقاء بنس السري بالمشير طنطاوي، وتساءل عما دار فيه بخصوص والده، الأمر الذي استدعى اتصال المشير طنطاوي بوالده لإثنائه عن خوض “الانتخابات” أمام السيسي.

ورأى الصحفي البريطاني ديفيد هيرست أن “عنان وشفيق، كلاهما، أخرجا الانقسام داخل الجيش المصري من الخلف إلى الواجهة ومن الظل إلى النور”.

وقال “هيرست” تحت عنوان “بعد حملة السيسي للتخلص من منافسيه.. هل يأمن الضباط مكره؟”: “لا يوجد الآن سوى السيسي بما لديه من نفوذ المخابرات الحربية وبما خلفه من قائمة طويلة ومتنامية من ضحاياه، بما في ذلك بعض كبار المتنفذين من ضباط الجيش السابقين”.

وفي مؤتمر حكاية وطن، قبل نحو أسبوعين، هدد السيسي بإفشال أي محاولة للوصول إلى سدة الحكم، قائلا: “اللي هيقرب من الفاسدين من الكرسي ده يحذر مني”، وهو ما اعتبر رسالة تهديد لـ”عنان” ورفاقه، باتت حقيقة على أرض الواقع.

الفريق المعتقل

ولم تبد الأمم المتحدة أكثر من الإعراب عن قلقها إزاء التقارير الصادرة حول اعتقال سامي عنان، داعية إلى ضمان مشاركة الجميع في “انتخابات الرئاسة”.

ورجحت مصادر أن يتم الإفراج عن عنان لاحقا، ربما بعد الانتهاء من مسرحية الانتخابات، مع تعزيز السيطرة على جهاز المخابرات العامة، الذي يتردد أنه كان داعما قويا لـ”عنان”، ما عجل بالإطاحة برئيسه اللواء خالد فوزي، وتعيين مدير مكتب قائد الانقلاب عباس كامل، قائما بأعمال رئيس الجهاز.

وكان موقع «ميدل إيست آي» كشف في وقت سابق، أن اجتماعا عقد في القاهرة، لبحث المرشح لخلافة السيسي، شارك فيه عدد من كبار ضباط الجيش، منهم بالإضافة إلى عنان، سلفه في منصب رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق الفريق مجدي حتاتة، وكذلك أسامة عسكر، القائد السابق للجيش الثالث الميداني.

ومن جانبه أكد الإعلامي محمد ناصر نبأ اعتقال الضباط على خلفية إعلانه الترشح في مسرحية الانتخابات الرئاسية.