ماذا فعل ألتراس الأهلي وتسبب في رعب السيسي؟

- ‎فيتقارير

دشن رواد السوشيال ميديا هاشتاج بعنوان “صوت الجمهور”، جاء في المركز السابع ضمن التريندات الأكثر تداولاً في مصر، وسادت حالة من الجدل بعد فضيحة الهتاف ضد الانقلاب التي شهدتها مباراة الأهلي ومونانا الجابوني، أمس الثلاثاء، في ذهاب دوري أبطال إفريقيا ضمن مواجهات دور الـ 32 والتي فاز بها الأحمر 4 / 0.

وعاد هتاف “حرية.. حرية” لمدرجات استاد القاهرة، وفاجأت جماهير النادي الأهلي شرطة الانقلاب، أثناء مباراة الفريق مع مونانا الجابوني في بطولة أبطال أفريقيا، بأغنية الألتراس التي ظهرت في 2011 عقب ثورة يناير، وأحداث مذبحة استاد بورسعيد في فبراير 2012، وأدى هذا الهتاف إلى اشتباكات بين ميلشيات الداخلية والجماهير، وحطم المشجعين سيارات شرطة الانقلاب.

وأرجعت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير للكاتب جيمس مونتيج، أن مجموعات تشجيع الأندية الرياضية المعروفة باسم الألتراس كانت أحد أضلاع المثلث الذي كسر جهاز الداخلية الذي كان رأس حربة دولة المخلوع مبارك الأمنية “الوحشية” في يناير 2011، وذلك بجانب الضلعين الآخرين: النشطاء وجماعة الإخوان المسلمين.

وأضافت الشبكة أن جماعات الألتراس، التي تتبع فريقها بنوع من القداسة، ترفض الديكتاتورية ويتمتع أفرادها بالتفكير الحر وليس لديها وقت للاهتمام بالاتجاه السائد في الإعلام الذي يصورهم على أنهم مدمنين للعنف.

نقطة سوداء

وأصدر مجلس إدارة النادي الأهلي بيانًا استنكر فيه هتافات جماهير النادي ضد شرطة الانقلاب، وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل:” بيان إدارة النادي الأهلي في كلمتين: نعتذر عن تصرفات غير مسئولة من بعض الجماهير وخاصة هتافها حرية حرية ونجدد هتافنا المعتمد بيادة بيادة!”.

من جانبه قال الناشط أمين محمد:” تلاقي هتاف الألتراس حرية النهاردة مخلي عباس مش قاعد على بعضه”، وقال ناشط آخر:” الخطيب مش فاضي وراه تعريض حاليا أما يخلص هيظبط النادي”.

وقالت هناء محمود:” الكابتن محمود الخطيب أعلن تأييده للسيسي ده موسم التعريض لبلحة وهنشوف أجمل تعريض فى الكون عشان خاطر بلحة”.

ويقول الناشط ناصر عثمان:” بيترعبوا من الألتراس عشان عارفين انه كان القوة الضاربة لثورة يناير..هتافهم للحرية امبارح أثبت أن احتمالات الثورة قائمة وممكن الشرارة تنطلق في أي لحظة مهما كان حجم قبضة النظام القمعية.. ولو مش هيحصل ثورة على الأقل الرسالة وصلت للسيسي انه شباب مصر رافض حكمه وبيكرهه”.

ويقول نور عبد الله:” مش عارف ليه كرهت محمود الخطيب بعد الفيلم الترويجى الرزل اللى عملته ليه dmc قناة المخابرات وبعد فوزه سياسته بقت واضحه تعريص فى تعريض..اتوقع ان افتقاد روح الصدق والحق فى النادى هتأدى اللى تراجع الاهلى مهما كان الدعم من الدولة أو من الخارج”.

الحرية جاية

وغرد حساب “هكمل حلمي” كلمات الأغنية: “‏هتافات جماهير الأهلي.. يا حكومة بكرة هتعرفي بإيدين الشعب هتنضفي.. والآية الليلة مقلوبة.. قالوا الشغب في دمنا.. وازاي بنطلب حقنا.. يا نظام غبي افهم بقى مطلبي.. حرية”.

وذكر شهود عيان أن بعض الجماهير رددت هتافات تطالب “بالحرية” عقب المباراة، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات مع قوات الأمن التي كانت تأمن المباراة، فيما أُلقى القبض على العشرات من أعضاء رابطة ألتراس أهلاوي المحظورة بموجب حكم قضائي سابق، وجرى اقتيادهم إلى النيابة العامة للتحقيق في الواقعة.

ويتبع التراس الأهلي التشجيع على الطراز الأوروبي برفع لافتات وغناء أغان للاعب المعتزل محمد أبو تريكة الذي يعد أعظم لاعب في تاريخ الكرة المصرية في نظر الألتراس، إلا أن هذه الجماعة تحولت في نظر السلطات إلى “أمر خطير”.

يقول أحد مؤسسي ألتراس أهلاوي إن “الأمر ليس مجرد دعم الفريق.. نحن نحارب النظام والدولة بأكملها .. لقد كنا نحارب الشرطة والحكومة .. نحارب من أجل حقوقنا.. لقد كان هذا شيئا جديدا ..قليلا من البذور التي زرعت بعد أربع سنوات”.

الألتراس في الصدارة

وعند قيام ثورة يناير، كان الألتراس في مقدمة الصفوف، وكانت الجماعة الوحيدة من بين القوى المشاركة في الثورة التي كانت لديها الخبرة في مواجهة جهاز الشرطة، لافتة إلى أن الفروق بين أندية الأهلي والزمالك وغيرها ذابت بين جماعات ألتراس تلك الفرق التي توحدت في ميدان التحرير، وخلال الأيام التالية للثورة، كان ينظر للألتراس بنوع من التوقير باعتبار أنهم حماة الثورة، لكن ما إن استعادت سلطات الانقلاب قوتها شيئا فشيئا، تبدل الحال.

ودللت “سي إن إن” على ذلك بواقعة مذبحة ألتراس النادي الأهلي في ستاد بور سعيد في الأول من فبراير 2012، حيث قتل 72 من مشجعي الأهلي، وقالت سلطات الانقلاب إنه شغب جماهيري لا أكثر ولا أقل، لكن سرعان ما تبين أن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة.

ودعما للانقلاب أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في مايو عام 2015، حكما بحظر روابط مشجعي الفرق الرياضية المصرية المعروفة “بالألتراس” باعتبارها مخالفة للقانون، وبموجب هذا الحكم أصبح جرما رفع اللافتات الضخمة الخاصة بروابط الألتراس، أو ترديد هتافاتهم، أو أداء أي من الأنشطة التي اعتادوا ممارستها خلال المباريات.