ماذا يدور بين محمد بن سلمان والعسكر؟

- ‎فيتقارير

أن تكون ابنًا لأمير من أمراء آل سعود، فأنت لديك فرصة لتعيش طفولة مُرفهة مليئة بالإثارة، تعتاد معها القدرة على تحقيق المغامرات بما أوتيت عائلتك من ثروة ونفوذ، فكيف إن كنت كمحمد بن سلمان، حيث اندفع إلى كرسي العرش بسرعة خاطفة سنة 2017، وهو الذي لم يجتز بعد الـ32 من عمره.

وبعيدًا عن لقطات الكاميرات والابتسامات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، يتساءل مراقبون عما يدور بين جنرالات الانقلاب وأهم الرعاة في الخليج خلاف توقيع الاتفاقيات وبروتوكولات الرز.

علاقة “بن سلمان” بالسفيه السيسي أثارت موجة من الاحتجاجات العامة والطعون القضائية في 2016، بعدما قرَّرت سلطات الانقلاب التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للسعودية، وأسس الانقلاب بذلك مفهوما جديدا للعلاقة، محوره التنازل عن السيادة المصرية.

والأمر الأكثر مفاجأة أنه عشية زيارة الأمير، رفضت “المحكمة الدستورية العليا” كافة الطعون القضائية المُعلَّقة بشأن تسليم الجزيرتين، ويرى مراقبون أن السعودية تنظر إلى السفيه السيسي باعتباره خادمها في منع تكرار ثورات الربيع العربي 2011، التي أطاحت بالعديد من الرجال الأقوياء في المنطقة وهزَّت مَلَكيات الخليج.

السيسي ملهم!

وبعدما وصف “بن سلمان”، السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بـ”القائد الملهم”، قال إتش إيه هيلر، المتخصص في الشئون المصرية بالمجلس الأطلسي والمعهد الملكي للخدمات المتحدة: “بإمكاننا توقع أنَّ الزيارة بأكملها ستكون متعلقة بدعم السعوديين للسيسي”.

وقال ابن سلمان، خلال لقائه إعلام الانقلاب: “السيسي نموذج ملهم للآخرين، وهو قائد يؤمن بقضيته إلى أبعد مدى”، وأوضح أنه كان فاقدا للأمل في عودة العسكر للسلطة، وقال “كنت أدعو ألا تنهار البلاد، وما رأيته اليوم أكد لي أن الله استجاب لدعائي”!.

وتعززت علاقات جنرالات العسكر والسعودية، بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013، بقيادة وزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي، وقام السفيه السيسي بكسر البروتوكول عند لقائه ابن سلمان بمطار القاهرة، باستقبال الأمير السعودي أمام سلم الطائرة، ليذكر ذلك الموقف بمخالفة السفيه السيسي للأعراف الدبلوماسية عندما استقبل الملك عبد الله بن عبد العزيز في 2014، بصعوده للطائرة السعودية للاجتماع بالعاهل السعودي الراحل.

وعلى طريقة إعلان كيان العدو الصهيوني من طرف واحد عن صفقة بيع الغاز مع العسكر الشهر الماضي؛ أعلنت السعودية عن منح جنرالات الانقلاب لها ألف كيلومتر من جنوب سيناء، بينما غابت التصريحات الرسمية حول الأمر.

إهانة السفيه

وكشف مقطع فيديو استقبال السفيه السيسي لابن سلمان عن احتقار السعوديين لحليفهم، واعتباره أحد المستخدمين لديهم والعاملين لأجل مصالح عائلة آل سعود، والتقطت الكاميرات دفع القطان للسفيه السيسي في كتفه ثم صدره لإبعاده عن طريقه، وتقديم المستقبلين السعوديين للأمير، فيما بدا السفيه السيسي متوترا وحائرا ويسير وحده مشبكا أصابعه وواضعهما على صدره.

وعملت الرياض منذ بدء حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر على تقويض نظامهم، حيث دعمت معارضي الرئيس محمد مرسي، حيث أشارت تقارير دبلوماسية مستقاة من مصادر روسية، إلى دور كبير للرياض في الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وأبلغ السعوديون وزير الخارجية الأمريكي –آنذاك- جون كيري خلال زيارته الأولى للمنطقة، أنّ الرياض قلقة من تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر، لكونها ستشجّع على تعميم حالة الانتفاضات الشعبية في دول أخرى، وهو ما يتضارب مع الأمن القومي للسعودية.

وصارحت الرياض كيري، بأنها تقوم بدعم معارضي مرسي وحتى تمويلهم، وتورد تقارير صحفية تفاصيل عن لقاء أجراه رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان، في دولة أوروبية، مع مسئولين من الاستخبارات الأمريكية، لبحث تفاصيل على صلة بمطلب السعودية إسقاط الثورة في مصر.

ولم يقتصر الفيتو السعودي على الإخوان في مصر، بل شمل كل وجودهم في المنطقة، حيث دعمت السعودية النظام السوري ماليا لمواجهتهم، وكذلك وقفت مع علي عبد الله صالح وساندته في مواجهة حزب التجمع اليمني للإصلاح “إخوان اليمن”، وفي تونس تعاونت مع رموز النظام القديم في مواجهة حركة النهضة، وكذلك في الأردن والعراق وليبيا ولبنان والمغرب.