ما السر وراء عودة توفيق عكاشة؟

- ‎فيتقارير

تحت رعاية المخابرات الحربية وقنواتها الفضائية عاد الإعلامي توفيق عكاشة، مكلفا بمهمة التضليل والإلهاء لشرائح اجتماعية تدور ما بين الأمية والتعليم الابتدائي فقط وفي أحيان نادرة يحمل بعض المشاهدين شهادة جامعية، وليس هذا ظلما لتلك الشرائح جميعاً أو اتهاما لها بضعف الفهم والتحليل، ولكنها بطبيعة الحال الكتلة الحرجة التي يحرص الانقلاب على تخديرها ووضعها في حالة تجميد أو موت سريري، ولذلك أول ما قاله عكاشة لتلك الفئات “السيسي فاهم كويس أوي هو بيعمل إيه، ولا يفعل إلا ما يفهمه، والله سبحانه وتعالى يساعده على الفهم”!

واحتفت الصحف والمواقع المؤيدة والمطبلة للانقلاب بعودة فارس حزمة الجرجير وتزغيط البط، الذي أدين بالتزوير في شهادة الدكتوراه، وبأمر سابق من المخابرات الحربية استضاف سفير كيان الاحتلال الصهيوني في بيته وأطعمه ملوخية وأرانب وبط، وشرب معه شاي بالنعناع الأخضر، وامتنع عن دفع نفقة طليقته ونفقة ولده الذي يعالج من ضعف عقلي وراثي، فهل تصدق نبوءة عكاشة رغم ذلك كله ويتحقق طموحه في تولى منصب رئيس برلمان الدم؟

رجع يا رجالة!

وعنونت صحيفة “اليوم السابع” نسختها على الإنترنت باقتباس من لقاء خلال حوار عكاشة ببرنامج شيخ الحارة، تقديم الإعلامية بسمة وهبة، المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، وقالت “توفيق عكاشة: 7 ملايين عاطل فى الحكومة يتقاضون رواتب 24 مليار جنيه”، وفعلت شقيقتها بوابة الأهرام نفس الشئ “توفيق عكاشة: السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس السيسي سليمة 100%”.

يقول الكاتب الصحفي محمد عرفة :” توفيق عكاشة لغز كبير .. كان نجم الموسم علي الفضائيات ثم أصبح نجم حقل الذرة علي يوتيوب، وبعد ما خبط في الحلل وتم حبسه عام بتهمة ادعاء انه دكتور، وطعن علي الحكم، عاد نجما في الفضائيات ليدافع عن الغلاء”.

وقال عكاشة، أن قناة الفراعين ستعود للبث 1 يوليو المقبل، مناشدا الإعلامية حياة الدرديرى بالعودة لتقديم برنامجها على شاشة قناة الفراعين، موضحا أنها ظلمت وأنه عاد لها بحقها، مشددا على أنه مدين لها بحياته، وأوضح أنها تعتبر الحب الأول في حياته.

يقول الناشط أحمد أبو زيد:” توفيق عكاشة .. خنزير .. يتم استخدامه ، في إطار الاستحمار والاستخفاف والتضليل .. المترو .. مرفق عام .. لخدمة المواطنين لا للتكسب والربح والاستثمار ، وخسارة المترو نتيجة الفساد والسرقة والإفراط فى التعيينات والرواتب والمكافآت الغير مسبوقة”.

وكما يقول المثل الشعبي المصري “ماشفهومش وهم بيسرقوا شافوهم وهم بيتقاسموا”، وهو ما ينطبق بقوة على أطراف انقلاب 3 يوليو، وأحدث هذه الاعترافات وكشف المستور جاءت من أقرب الإعلاميين للعسكر، والمنظم الدائم لوقفات وزارة الدفاع لدعم الجيش، والملقب بـ”نوستراداموس الأذرع”.

وفي اعترف نادر أو ذلة لسان في لحظة نرجسية وانتفاخ قال عكاشة بأن الدعاية الإعلامية ومحاولات إظهار السيسي على أنه رجل متديِّن، أيام حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، وترويج شائعة أنه أحد أعضاء جماعة الإخوان، ورجلهم الأول داخل الجيش، كانت خطة موضوعة مسبقا واتُّفِق عليها، وأنه مرر تلك الخطة إعلاميا ليتمكن السفيه السيسي من التقرب إلى الإخوان والانقلاب عليهم.

الاستحمار الإعلامي

وبعد أن استشعر عكاشة أنه يمكن التخلص منه، بعد انتهاء دوره والضجة التي أثارها لقاؤه بالسفير الصهيوني، وصلت لضربه بالحذاء في برلمان الدم، وتقديم رفيقه في العسكر مصطفى بكري لبلاغات ضده، لم يجد عكاشة غير مبدأ “عليَّ وعلى أعدائي”، حيث قرر كشف علاقة كيان العدو الصهيوني ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو المباشرة بالانقلاب في مصر.

وفي حلقة سابقة من برنامج “مصر اليوم” على فضائية “الفراعين”، قبل إغلاق البرنامج وتشميع القناة بالشمع العسكري، قال عكاشة إن نتنياهو هو من أقنع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاعتراف بالسيسي والانقلاب، لم يتحمل مدير مكتب السفيه السيسي اللواء عباس كامل، شطحات عكاشة وصبيانيته وتعريض عصابة الانقلاب للخطر، فكانت الإطاحة بعكاشة، ليس من برلمان الدم فقط، ولكن من الحياة السياسية بشكل عام.

أعطى كامل الضوء الأخضر لأجهزة سيادية بالسماح لعكاشة بلقاء سفير العدو الصهيوني، وابتلع عكاشة الطعم ليتم بعد ذلك مهاجمته إعلامياً، من أجهزة سيادية وأمنية كانت تستخدم عكاشة خلال مرحلة حكم الرئيس محمد مرسي، إلا أنه تصوّر بذلك أنه أكبر من هذه الأجهزة وأنهم لا يقدرون عليه، وكانت تلك القشة التي قسمت غرور عكاشة وغبائه في نفس الوقت.

قام جنرال المخابرات الحربية الراحل سامح سيف اليزل، زعيم تحالف “دعم مصر” في برلمان الدم، ببعث رسائل نصية على هواتف أعضاء الائتلاف ليلة الغدر بعكاشة وإسقاط عضويته، جاء فيها: “بكره قراءة الفاتحة على عكاشة… رجاء الحضور مبكراً”.

فهل فشلت خطة الاستحمار والتضليل العسكري ولذلك أعاد السفيه السيسي توفيق عكاشة للشاشة، أم أن جرعة الاستحمار السابقة لم تكن كافيه للتخدير العقلي وتغييب الوعي بشكل كامل، يقول الكاتب والمحلل حاتم العسكري:” رجعوا توفيق عكاشة بعدما قرصوا ودانه عشان يشتغل المصريين الغلابة تانى .. زى ما عملوا قبل 30 يونيو !!”.