“متعري” على مسرح قرطاج.. فقرة في سيناريو الثورة المضادة بتونس

- ‎فيسوشيال

ضجة كبيرة أثارتها عدم نزول إدارة مهرجان قرطاج السينمائي في دورته العشرين على رغبة الجماهير التي رفضت ما أقدم عليه أحد “الممثلين” السوريين على التعري بشكل كامل أمام الجمهور ولعشرين دقيقة خلال عرض مسرحي، احتضنه المسرح البلدي في تونس العاصمة.

وأكد مراقبون أن متابعي المهرجان تفاجئوا بهذا المشهد المشين خلال متابعتهم عرضًا مسرحيًا سوريًا ألمانيًا بعنوان “يا كبير”، في المسرح البلدي بتونس العاصمة، الأمر الذي جعل المئات يغادرون قاعة العرض، وقد أثارت صور الممثل العاري، التي تم تداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، جدلاً واسعًا وانقسامًا بين من أعتبره فنا يضاهي المنحوتات الأوروبية في استعمال جسده للتعبير عن الانتهاكات التي تحدث في العالم، ومن اعتبره انحلالاً أخلاقيًا وسقوطًا فنّيًا، فيه اعتداء على الأخلاق الحميدة واستفزاز للجمهور الحاضر.

غير أن الجمهور قذف الممثل العاري بزجاجات المياه وبصقوا عليه، وبعد العرض صرح المخرج السوري أن العرض يحاكي الواقع الذي يعانيه المواطن السوري، يذكر أن الممثلين والمخرج والكاتبة سوريون لكن يعيشون في ألمانيا كلاجئين.

من جهته أصدر حاتم دربال مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورتها العشرين، بيانًا بشأن واقعة خلع أحد الممثلين في عروض المسرح لملابسه وظهوره عاريًا بشكل مفاجئ أمام الجمهور بالمخالفة للعرض المتفق عليه.

وقال البيان: “تعبر الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج المسرحية في دورتها العشرين عن إدانتها ورفضها الممارسة الفردية التى قام بها الممثل المسرحي في العرض السوري الألماني “يا كبير” بفضاء المسرح البلدي مساء يوم الإثنين 10 ديسمبر.

رفض “التواصل”

وكتب الحقوقي عمرو عبد الهادي تعليقًا على خروج الممثل الشاب عاري في مسرحية “يهجره الجمهور و يهجر مسرحه ويغادر المسرح..حرية #العلماني انه يقلع و يجعل الناس تقلع..و في حريته ان محدش يلبس #نقاب او حجاب.. المجتمعات العربية لا زالت متحفظه رغم علمانية الحكام الجدد..العلماني العربي مش قادر يفهم ان #الغرب لن يصبح #الشرق والعكس”.

وعلقت التونسية هالة عليل: “أغلب الحضور تقريبا خرجوا منزعجين بعد اللقطة لكن أصحاب العمل يفسرون بأن تعري الممثل هو تعبيرا عن خروج السوريين من أراضيهم عراة!! لا أفهم كيف وصل الفن إلى مثل هاته الترهات!!!”.

وأضافت د. شيرين سباهي الصحفية ورئيس إحدى المنظمات النسوية في أوروبا “هذا ليس الفن ولا ثقافة ولا حضارة يرتقي الفن بالاحتشام وليس العري ..طريق شهرة سخيف”.

وقالت عطر الياسمين انه “الفن الراقي حسب الملحدين والمتنورين وإنها تتبع خطوات إبليس في إسقاط اللباس والتعري كما فعل مع أبوينا..تونس تعيش أقصى درجات الانحطاط الأخلاقي والهوان الفكري! “.

وكتب الشجاع “..اهم شيء ان يسعد الغرب ويفرح .. هذا ما عمد إليه الممثل المسكين فاقد الهوية .. لعله يجد قبولا هنالك ..”.

“الإرث” والنهضة

وتأتي الخطوة المتطرفة علمانيا في وقت أقرت فيه حكومة تونس قانون المساواة في الميراث بين المرأة والرجل، وخطوة واحدة تفصل القرار عن دخول حيز التنفيذ حال موافقة البرلمان الذي يتوقع أن يصوت أعضاء حركة النهضة عليه بالرفض.

وكتب المفكر الأردني ياسر الزعاترة أن “الثورة المضادة (العربية) تواصل العبث في تونس، والسبسي يبحث عن أي ذريعة لمطاردة “النهضة” التي تعبت من أجل إرضائه دون جدوى. الثورة المضادة لا تطارد ما يسمى “الإسلام السياسي” وحسب، بل تسعى كذلك لتأديب الشعوب كي لا تفكر في الاحتجاج من جديد. إنه غرور القوة، ولهذا نهايته لا محالة”.

واعتبر الصحفي والإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة أنه “‏رغم كل التنازلات التي قدمتها النهضة تتواصل المؤامرة على #تونس ! المطلرب رأس الربيع العربي، والمسألة أكبر من استقبال المنشار.. في تطور جديد.. السبسي يأمر بمتابعة خطة “النهضة” لاغتياله وهولاند”.

ومنذ أغسطس الماضي أثارت تصريحات الرئيس التونسي قايد السبسي، خلال كلمته بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية، فتنة عاصفة بالشقيقة تونس؛ حيث طالب بالمساواة الكاملة بين الجنسين حتى في الميراث، وزواج المسلمة من غير المسلم..

وتسعى السلطات التونسية لإصدار قانون يساوي في الميراث بين الرجل والمرأة، بالمخالفة لمبادئ الشريعة الإسلامية، واستجابة لدعوات بعض الليبراليين والمدافعين عن حقوق المرأة، بأن الإسلام ظلم المرأة عندما شرع أن للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث، دون الاستماع إلى بقية الآية ودون النظر للحالات الأخرى التي تفوق المرأة الرجل في الميراث.