محاولة للإطاحة بـ”ترامب”.. هل يشرب رئيس أمريكا من نفس الكأس؟

- ‎فيتقارير

يبدو أن عدوى الانقلابات التي أعاد إنتاجها عبد الفتاح السيسي بعد اندثارها لعقود، بدأت في الانتشار، ولم تتوقف على مصر وفنزويلا ودول الموز في إفريقيا، ولكن وصلت عدوى الانقلاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد من أكثر الدول الداعمة للانقلاب رغم رفعها شعارات الديمقراطية وحق الشعول في اختيار حكامها، وذلك بعدما كشف مسؤول كبير سابق بمكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) مساء أمس الأحد، أن الرجل الثاني في وزارة العدل الأمريكية بحث عام 2017 إمكانية إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه مستندا إلى مادة في الدستور الأمريكي.

حتى إن السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي جراهام طالب الكونجرس بفتح تحقيق فوري حول التأكد من حدوث “محاولة انقلابية إدارية” بالفعل.

ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن أندرو مكابي -الذي تولى بالوكالة رئاسة مكتب التحقيقات بعدما أقال ترامب جيمس كومي في مايو 2017،أن مساعد وزير العدل حينها رود روزنشتاين “كان قلقا جدا بشأن الرئيس وقدراته ونواياه”.

وأضاف مكابي في تصريحات لقناة “سي.بي.أس” أنه كان شخصيا “قلقا جدا” لمستقبل التحقيق الدقيق حول شبهات التواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب عام 2016.

وكشف في هذا الإطار عن “مباحثات حول التعديل رقم 25” من الدستور الذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة إعلان “عدم كفاءة” الرئيس لتولي مهامه.

وقال مكابي إن روزنشتاين الذي كان يشرف على التحقيق الروسي “طرح هذه المسألة وبحثها معي متسائلا عن عدد أعضاء الحكومة الذين قد يدعمون مثل هذه الخطوة”

وأضاف أن ما كان يجري “هو تعداد للأصوات” التي يمكن أن توافق على الإجراء ضد ترامب.

وأقيل مكابي بدوره من مكتب التحقيقات في مارس 2018، وأعلن رسميا أن هذا الأمر حصل لأنه قام بتسريبات للصحافة.

وفي سبتمر الماضي أشارت وسائل إعلام إلى هذه المباحثات، لكنها المرة الأولى التي يؤكد فيها أحد الأطراف هذا الأمر.

ونفى روزنشتاين أن يكون سعى لإقالة الرئيس، وقال مكتبه إن الأمر قد لا يعدو كونه نوعا من المزاح فُهِم خطأ.
ورد الرئيس الأمريكي ترامب على تويتر وقال إن “أندرو مكابي الذي تولى بالوكالة رئاسة الأف.بي.آي يزعم أنه ملاك صغير بريء، في حين اضطلع بدور كبير في الخدعة الروسية”.

ووعد السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام الذي يتولى رئاسة اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ باستخدام صلاحيات الكونجرس للتحقيق وكشف “من يقول الحقيقة”.

وقال جراهام “سنكتشف ما حدث، والطريقة الوحيدة هي استدعاء أفراد لتقديم إفاداتهم تحت القسم”، مشككا في كلام مكابي، واتهمه بأنه كانت لديه “أفكار خلفية سياسية”.

وعزل الرئيس الأمريكي “مكابي” في مارس الماضي قبل 26 ساعة من بدء تقاعده الاختياري، حارما إياه -في الغالب- من الحصول على معاش تقاعدي، وعددت صحيفة “واشنطن بوست” خمسة أسباب لعزله، من بينها منع أي تسريبات مستقبلية لأي معلومات. فقد حاول ترامب منع هذه التسريبات دون جدوى، وربما يكون عزل مكابي تكتيكا تخويفيا يردع الآخرين من التحدث للصحفيين.

يأتي ذلك في الوقت الذي تدعم إدارة ترمب الانقلابات العسكرية على الأنظمة الديمقراطية في كثير من بلدان العالم، أبرزها دعم ترامب لقائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، من أجل تنفيذ صفقة القرن مع الكيان الصهيوني، كما أعلن دعم الانقلاب الحادث في فنزويلا على الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو.

فهل يشرب رئيس أمريكا من نفس الكأس الذي يسقيه للأنظمة والحكومات المنتخبة في دول الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية.