“مشاهد العري” في المسلسلات “مش حرام”.. لجنة الفتوى بالأزهر على طريق العسكر

- ‎فيتقارير

كثر الحديث، في السنوات الثلاثة الأخيرة عن تجديد الخطاب الديني، وارتفعت أصوات سلطة الانقلاب العسكرى، تدعو إلى الإسراع “بمراجعة جذرية وشاملة وعميقة، للطرق والأساليب والقوالب والصيغ والمناهج، التي تعتمد في مجال تبليغ مبادئ الإسلام وأحكامه وتوجيهاته ومقاصد شريعته إلى الناس كافة”.

لجنة الفتوى بالجامع الأزهر سارت على طريق العسكر وبدأت تكتسي بثوب جديد مجاراة لما يطلق عليه” تجديد الخطاب الديني” بدعوى الحيلولة دون الضلالة والتشدد والغشاوة والفرقة.

وتداول ناشطون عبر موقع” يوتيوب” مقطع فيديو لأمين لجنة الفتوى بالأزهر والمستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية، والمشرف والمنسق الشرعي لدار الإفتاء “مجدى عاشور” يزعم فيه أن المشاهد التي تذاع في المسلسلات لا غبار عليها طالما في إطار “درامي”.

وعلى قناة “الناس” تحدث “عاشور” قائلاً: عاوزين نبين إن الإسلام دين سمح، ولو بقينا كده حنعيش العصر الأول بأبجدياته لكن ممكن نعيش بمنهجه.

وحول تساؤل ورد إليه حول ظهور “المتبرجات” فى المسلسلات.. ما حكمه؟ رد أمين سر لجنة الفتوى والمستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية، فقال: “أنا عاوزك تفرق بين الأمور.. المسلسلات دي “أعمال درامية”.. والدراما تستدعي هذا، وواصل حديثه: واحدة ست قاعدة في بيتها بشعرها أو نايمة على السرير أو قاعدة على الكنبة كلها فى إطار الدراما”!.

وأضاف: لكن لو شيلنا كل المشاهد دي.. مش حتتفرج على تمثيلية ولاحتشوف حاجة خالص!

وتابع: مش عاوزين نبقى “متنشنين”؛ لأن هذا من تبعات “الأفكار المتطرفة” السابقة التي كانت تنتشر مثل أن “موسيقى حرام.. والأغاني حرام.. والتمثيل حرام”، مختتمًا حديثه: حنعيش مع مين.. إحنا مش عايشين في كوكب آخر.. لا بد أن تعيش في عالمك هذا.

الخطاب الديني

ولم تتوقف مطالبات المنقلب عبدالفتاح السيسي طوال السنوات الماضية فى كل مناسبة دينية أو غيرها بضرورة تجديد “الخطاب الديني” بما يتوافق مع مستجدات العصر، متوجهًا بخطابه إلى المؤسسات المعنية وبينها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.

وهو ما كشفه حديثه الشهير أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف؛ إذ جدد دعوته بضرورة التجديد قائلا “أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل مزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم”.

الفلانتين حلال

ومن مجددات الخطاب الديني ما أكدته لجنة الفتوى أن الاحتفال بعيد الحب “الفلانتين” يجوز ولا مانع في الشرع يحرم الاحتفال به مثله باقي المناسبات الاجتماعية التى يختارها الأشخاص للاحتفال بشيء معين.

ورد أمين الفتوى بدار الإفتاء قائلا: “لا مانع أبدا في الشرع أن الناس تتفق على أيام معينة يجعلوها خاصة لبعض المناسبات الإجتماعية طالما لا تختلف مع الشريعة، مثل يوم تكريم الأم فلا مانع منه، ولا مانع أن نتخذ يوما من الأيام كى يظهر كل شخص للآخر مشاعره نحوه وأنه يحبه”.

الأزهر والسيسي

ودخلت العلاقة بين مشيخة الأزهر ومؤسسة الرئاسة نفقًا مظلمًا بسبب تباين وجهات النظر بين الطيب والسيسي، حيث وجه الأخير العديد من اللوم والانتقاد لشيخ الأزهر، ما تسبب في إحراج الأخير بصورة كبيرة، وأحدث شرخا في العلاقة بينه وبين النظام الحالي تجسد في عدد من المواقف.

انتقادات السيسي لشيخ الأزهر لم تقف عند حد الحديث عن دور المؤسسة ومناهجها ومنصاتها الفكرية والثقافية فحسب، بل تجاوزت إلى الانتقاد الشخصي، كما جاء في احتفالات ليلة القدر خلال شهر رمضان قبل الماضي، حيث انتقد السيسي الطيب بشكل خاص وعلماء الأزهر بوجه عام، موجهًا حديثه له قائلا: فضيلة الإمام كل ما أشوفه بقول له انت بتعذبني، بينما في احتفالات عيد الشرطة وجه الحديث لشيخ الأزهر قائلا: تعبتني يا مولانا.

الرقص حلال

كما سبق وأعلن الشيخ أحمد صبري “ميزو”، أن الرقص الشرقي حلال وارتداء المرأة بدلة الرقص حلال شرعا.

وتساءل الشيخ الأزهري: “هل الفن مشاهد جنسية ساخنة ورقص وغناء فقط أم أنه يعالج ظواهر سلبية اجتماعية أو مشاكل منتشرة في المجتمع فهذا هو الفن الهادف الحلال”.

وأضاف “ميزو” خلال مداخلة تليفزيونية أن “من يحرم الرقص الشرقي عليه أن يأتي بدليل للتحريم وأن الحرام ما ثبت بنص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة، والأصل في كل شيء الإباحة”، مؤكدا أن الرقص هو فن مثل بقية الفنون ومن لا يريد مشاهدته لا يفعل ذلك.

وتابع: “أنا كنت بتفرج على نعيمة عاكف وأنا صغير، ومصر طول عمرها بتصدر كل أنواع الفنون”، وزعم ان “لو مدارسنا فيها طالبات رقص شرقي أحسن من المنتقبات اللي بيدمروا”.

استباحة الإسلام

المناخ السياسي الذي تعيشه مصر بعد الانقلاب العسكري لا يشجع إلا على استباحة كل ما هو إسلامي من ثوابث ورموز إسلامية، حتى وصل الأمر لحد التعرض لنص قرآني ثابت وهو سورة الفاتحة، وكأنهم لم يكتشفوا معنى آخر آية في السورة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} إلا بعد حادثة الكنيسة البطرسية، عندما قال الإعلامي الموالي للسلطة تامر أمين أن تفسيرًا لسورة الفاتحة يشجع على الإرهاب، في رسالة واضحة الدلالة بأن الخلل في النص القرآني، أي أنه ببساطة المشكلة في الإسلام وليس في المسلمين وهذا هو الأخطر، ذلك أن الأمر تعدى العبث بكتب التراث كالبخاري ومسلم إلى القرآن الكريم نفسه والبقية تأتي.

كما أفتى الشيخ الأزهري سعد الدين الهلالي: تقول إن الراقصة لو ماتت فهي شهيدة لأنها خرجت في سبيل الله تطلب الرزق من الله مثلها مثل أي شخص يعمل وأن كل من خرج لطلب الرزق فهو شهيد “لو مات على وضعية السعي للرزق”.