“منى عراقي”.. عربة في قطار الفبركة الذي يجره السيسي

- ‎فيتقارير

أولى حلقات الفبركة التي خدعت بعض المصريين كانت في 30 يونيه 2013، مظاهرات مدفوعة ومأجورة ضد الرئيس محمد مرسي، تم تضخيمها إعلاميًا وأنتجت الحالة البائسة التي تعيشها مصر الآن، وكانت الأساس في فيضان “الفبركة” الإعلامي، بينما يسير الإعلام الذي تسيطر عليه أجهزة المخابرات الآن في نفس الاتجاه، بعد أن أصبحت الفبركة أسلوبًا ومنهجًا للسفيه قائد الانقلاب وأذرعه السياسية والإعلامية والأمنية.

ولا تكاد تنتهي فضيحة داخل أروقة إعلام العسكر حتى تتفجر أخرى، القبض على المخرجة والإعلامية “منى عراقي” مقدمة برنامج “المهمة” بفضائية النهار، المتهمة بخطف أطفال لتصوير العملية ببرنامجها، عاد بالذاكرة إلى عام 2007 حينما قامت الإعلامية هالة سرحان بعرض حلقة من برنامجها “هاله شو”.

نفايات إعلامية

على قناة روتانا، تناولت سرحان وقتها موضوع فتيات الليل، وظهر أن “هالة” قامت بالتزييف عن طريق تأجير الفتيات اللاتي ذكرت إحداهن فيما بعد أنهن كن ضمن جمهور الفتيات في البرنامج، وعرض عليهن أحد العاملين بفريق الإعداد أن يظهرن كفتيات ليل تحت أسماء مستعارة على أن يتم إخفاء ملامحهن تمامًا.

وبعد “هالة” تم اتهام الإعلامية المثيرة للجدل ريهام سعيد التي تقدم برنامجًا مشابهًا بنفس الاتهام، وتم بالفعل حبسها للاحتيال على المشاهدين، وأخلت النيابة سبيل منى عراقي بعد ساعات من التحقيقات معها ومع طاقم التصوير والإعداد الخاص ببرنامجها، إثر اتهامها بعرض مبلغ من المال على سيدة مقابل تصوير الأخيرة وهي تقوم بعملية خطف أحد الأطفال، من باب الإثارة والتشويق.

وزعمت عراقي بأن السيدة التي اتهمتها هي التي عرضت عليها فكرة خطف الأطفال من أجل تصويرها ببرنامجها كحلقة شيقة، وسبق لمنى عراقي أن تعرضت لوقف برنامجيها “المستخبي” و”انتباه” بعد اكتشاف قيامها بفبركة بلاغات كاذبة عن شبكات تبادل زوجات وأخري للشذوذ، لتقوم بتصويرهم لحظة القبض عليهم، ثم تأكد بعد ذلك كذب البلاغات بعد أن أفرج القضاء عنهم، واتهم مقدمو البلاغات بالتشويه ونشر الفوضى والبلبلة وإلهاء المواطنين عن القضايا الحقيقية.

مصداقية الإعلام

من جانبه يؤكد خبير التخطيط التلفزيوني “يوسف الحلواني” أن إعلام العسكر أصبح عنوانًا للفبركة، ليس في البرامج التفاعلية أو الجماهيرية فقط، وإنما في البرامج السياسية التي من المفترض أنها تشكل الرأي العام، وأضاف أن البحث عن الإثارة في ظل عدم المحاسبة وتوجيه الجهود ضد الإعلام المعارض للانقلاب، أدى إلى التوسع في سياسة برامج الفبركة، التي لها تأثيرات سلبية متعددة، أبرزها افتقاد مصداقية الإعلام وما يتم تقديمه، وترسيخ فكرة الاحتيال والنصب.

وتابع: “استخدم نظام مبارك تعلق المصريين بالوصول لكأس العالم في خدمة أهدافه الخاصة بعملية التوريث وتعديل الدستور من خلال تسخين الأجواء ضد الجزائر وفبركة أحداث ومشاهد تلفزيونية أشرف عليها جمال مبارك بنفسه، وهو ما يتكرر الآن قبل مباراة الأهلي والترجي بنهائيات كأس أندية إفريقيا، والتي يلعب الإعلام فيها الآن دورا سيئا ما أدى لتوتر الأجواء بين الطرفين”.

وأوضح الحلواني أن معظم المواد الإعلامية التي تم تقديمها لتشويه الرئيس المنتخب محمد مرسي كانت مفبركة، مثل بيع الأهرامات وقناة السويس لصالح قطر، ووجود ميلشيات مسلحة تابعة للإخوان المسلمين، وفبركة لقطات مصورة لأحداث غير حقيقية أو وقائع صغيرة يتم تضخيمها من خلال وسائل مختلفة دون التحقق من صحتها أو التأكد منها، ما كان له تأثير سلبي ضد مرسي والإخوان، قبل وبعد انقلاب 3 يوليو 2013.

إجراءات قانونية

وقال الباحث السياسي حسن قاسم أن السفيه السيسي يدعم هذه النوعية من البرامج؛ لأنها تشغل الرأي العام عن القضايا الحياتية، وتدفعه للاهتمام بأمور بعيدة عن الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية، وقال: “لذلك فإن معظم القضايا التي ترتبط بهذه البرامج لا يتم اتخاذ إجراءات قانونية مؤثرة تجاهها”.

وأكد قاسم أن “هناك أكثر من 50 صحفيًا وسياسيًا بارزًا محبوسين منذ عدة أشهر، بتهمة نشر أخبار كاذبة، مثل المستشار هشام جنينة والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والسفير معصوم مرزوق وشادي الغزالي حرب ومحمد القصاص ومن الصحفيين هشام جعفر وعادل صبري ومعتز ودنان وأحمد عبد العزيز وأحمد أبو زيد وبدر محمد بدر وغيرهم”.

مضيفًا: “ولكن لأن هؤلاء تحدثوا في السياسة فما زالوا في السجون بحجج وتهم مفبركة، بينما نوعية منى عراقي وريهام سعيد يتم إخلاء سبيلهم بل وتقديم الاعتذار لهم، والاحتفاء بهم باعتبارهم سجناء رأي”.