من أجل مصالحها.. واشنطن تتجاهل جرائم المستبدين في الشرق الأوسط

- ‎فيعربي ودولي

أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال خطاب “حالة الاتحاد” بسياسات بلاده، ووضعها الاقتصادي إضافة إلى ما اعتبره “فضل إدارته في تحسين” الأوضاع في سوريا والعراق وأفغانستان.

وأكد ترامب في خطاب بدا “متفائلا” ألقاه فجر اليوم الأربعاء، أمام جلسة مشتركة للكونجرس (النواب والشيوخ) أن حالة الاتحاد (حالة الدولة الأمريكية) “قوية”..

وفيما يتعلق بسياسة واشنطن الخارجية، شدد ترامب على أنّ بلاده تحت إدارته “لن تعتذر أبدا عن تعزيز مصالحها”، في إشارة لانسحابها من معاهدة القوى النووية مع روسيا المبرمة منذ أكثر من 3 عقود.

وقال إن إدارته عملت “بحسم” لمواجهة “النظام الأصولي في إيران”، كما “نجحت في تحرير سوريا والعراق من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي”.
وتابع: “نعمل الآن مع حلفائنا على تدمير بقايا داعش، لكن حان الوقت لعودة محاربينا الشجعان في سوريا إلى الوطن”.

سوريا وأفغانستان

ولم يحدد ترامب خلال خطابه موعدا محددا لسحب القوات الأمريكية من سوريا (يُقدر عددها بنحو ألفي جندي).
وعن الوضع في أفغانستان، أشار ترامب إلى وجود مباحثات “بناءة” مع أطراف عدة، بينها حركة طالبان، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في البلاد التي تشهد توترات أمنية منذ 17 عاما.

وأوضح أنّ الولايات المتحدة ستقلص عدد قواتها في أفغانستان (14 ألف جندي) بالتزامن مع إحراز تقدم في مفاوضات السلام.
وعلى صعيد العلاقة مع كوريا الشمالية، أعلن ترامب أنه سيلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في فيتنام في 27 و28 من فبراير الجاري.

وفي هذا الشأن، أثنى الرئيس الأمريكي على الإنفراجة التي حدثت في العلاقات مع بيونج يانج منذ العام الماضي.

وقال إنّه “لو لم يُنتخَب رئيسًا، لكانت الولايات المتّحدة في حالة حرب كبرى الآن مع كوريا الشمالية”.

ورغم الادانات الدولية، السياسية والحقوقية للدور الامريكي في تعميق الاستبداد والدماء قي الشرق الاةسط ، سواء باسلحة مدمرة تقتل الابرياء، كما في مصر واليمن….، وكان اخرها الكشف عن وصول اسلحة مصدرة للامارات الى تنظيمات مسلحة في اليمن تعمل ضد الشعب اليمني، ومنها تنظيم القاعدة…كما تسببت سياسات ترامب في دعم استبداد السيسي في مصر عبر النساعدات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية في تعميق انتهاكات حقوق الانسان في مصر، وتعميث القتل خارج اطار القانون والاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري…ورغم ذلك تسعى واشنطن لتعميق المستبدين في مصر عبر الصمت عن تعديلات لترقيع دستور الانقلاب لتأبيد حكم السيسي حتى 2034.

الصهاينة أولا

وبالتزامن مع خطاب الاتحاد الامريكي، كشفت وسائل اعلام صهيونية، أن كبير مساعدي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، يطلع عددا من المسؤولين الدوليين، منتصف الشهر الجاري، على تطورات الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة باسم “صفقة القرن”، دون أن يكون من الواضح إذا ما كان سيكشف عن كافة تفاصيلها.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن كوشنر، سيشارك في جلسة يترأسها وزير الخارجية النرويجي السابق بورغ براندي، على هامش مؤتمر وزاري، حول إيران، يعقد في العاصمة البولندية وارسو، في الرابع عشر من الشهر الجاري.

ونقلت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية اليوم الأربعاء، عن مسؤول في البيت الأبيض، لم تذكر اسمه، إن كوشنر “يخطط لأن يركز نقاشه مع المسؤولين الأجانب على خطته للسلام”.

وأضاف المسؤول الأمريكي:” كوشنر سيبدأ بالإجابة على أسئلة المسؤولين الأجانب عن خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

ويعقد المؤتمر بمشاركة وزراء خارجية عرب وأجانب، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبغياب الفلسطينيين الذين لم تتم دعوتهم إلى المؤتمر.

صفقة القرن

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عام 2017 أن طاقم برئاسة كوشنر، يعكف على صياغة خطة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وإضافة الى كوشنر يضم الطاقم مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريمان.

وفي الأسابيع الأخيرة، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمريكية قولها إن نشر الخطة الأمريكية سيتم مباشرة بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من إبريل المقبل.

وتعددت التسريبات عن مضامين هذه الخطة الأمريكية، غير أن البيت الأبيض نفى جميع التسريبات حتى الآن.

وأعلن الفلسطينيون رفضهم المسبق للخطة، بعد أن قال الرئيس الأمريكي ترامب إنها ستزيل موضوع القدس عن طاولة المفاوضات.

كما أعلن ترامب أنه يسعى لإسقاط قضية اللاجئين الفلسطينيين، بعد وقفه تمويل بلاده لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

انقسام داخلي

وجاء خطاب ترامب في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة انقساما داخليا بين ترامب والمشرعين الأمريكيين (معظمهم ديمقراطيون) في قضايا عديدة، أبرزها الهجرة وبناء الجدار على الحدود مع المكسيك، والإغلاق الحكومي الذي نتج عنه.

وكانت الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، فد أجبرت ترامب على تأجيل الخطاب لمدة أسبوع بسبب الإغلاق الحكومي القياسي الذي دام نحو 35 يوما.

وخلال الخطاب، أعرب الرئيس الأمريكي عن تفاؤله بوضع الاقتصاد الأمريكي المتنامي بوتيرة سريعة عما كان عليه قبل توليه المنصب قبل أكثر من عامين.

ووصف ترامب ذلك النمو الاقتصادي بـ”المعجزة”، وقال إن الشيء الوحيد الذي قد يعرقله هو “الحروب الغبية والتحقيقات السخيفة”.

17 تحقيقًا

وتشارك الولايات المتحدة منذ سنوات في حروب في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان كلفتها خسائر بشرية ومادية تُقدر بمليارات الدولارات.

كما تشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن السلطات تنظر في 17 تحقيقًا لهم علاقة بالرئيس الأمريكي بشكل مباشر أو غير مباشر، تشمل التهرب الضريبي والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها في 2016.

يشار الى ان “حالة الاتحاد” هو خطاب سنوي يلقيه رئيس الولايات المتحدة أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي في مبنى الكابيتول، يتحدث فيه عن حالة الأمة، ويضع تصورًا للأجندة التشريعية والأولويات الوطنية.

واضطر ترامب في وقت سابق لإرجاء خطابه الذي كان مقررا في 30 يناير الماضي؛ بسبب نقص العناصر الأمنية.