من الألف للياء.. مصر 2011 عام بطعم الثورة (الحصاد)

- ‎فيتقارير

ساعات تفصل ملايين المصريين عن إشراقة ثورة لم تعرف مصر مثيلاً لها، سطعت فيها نماذج مشرفة وغابت عنها وجوه مشرقة، والتف الشعب ليزيح ديكتاتورًا ظل طوال 30 عامًا قابعًا على رقاب الشعب، وبات شهر يناير 2011 نموذجًا نستعرضه فى هذا التقرير الذى نشره موقع “ويكى إخوان” على الإنترنت:

القديسين

1 يناير.. مع بداية الساعات الأولى لهذا العام وقع انفجار أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية أسفر عن وفاة 23 شخصا وأصيب فيه أكثر من 90 آخرين. وكانت سيارة قد انفجرت أمام كنيسة “القديسين” بشارع خليل حمادة بمحافظة الإسكندرية، بعد منتصف ليل أول يوم في العام الجديد، بالتزامن مع احتفالات الإخوة المسيحيين أمام الكنيسة وخروجهم منها.

تعديل دستوري قبل الثورة

6 يناير.. وافقت المجموعة الوزارية للشئون السياسية والتشريعية برئاسة الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية السابق، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (74 لسنة 2005) بتنظيم الانتخابات الرئاسية.

وتم تعديل المادة (76) المنظمة لانتخابات رئاسة الجمهورية؛ بهدف التيسير على الأحزاب المختلفة في المنافسة على منصب الرئاسة، من خلال حصول الحزب على نسبة 3% من عدد الأعضاء المنتخبين بمجلسي الشعب والشورى، بدلا من 5% من عدد الأعضاء المنتخبين بالمجلسين.

وفاة سيد بلال

7 يناير.. سيد بلال “32 سنة”، مواطن مصري يقطن في الإسكندرية، اعتقله رجال جهاز أمن الدولة هو ومعه الكثير من السلفيين للتحقيق معهم في تفجير كنيسة القديسين وقاموا بتعذيبه حتى الموت.

وكانت الشرطة المصرية قد اقتادت سيد بلال من مسكنه فجر الأربعاء 5 يناير 2011م وأخضعته للتعذيب حتى أصبح جثة هامدة.

الحكم في قضية نجع حمادي

17 يناير.. قضت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بقنا بإحالة أوراق محمد أحمد حسن، الشهير بحمام الكموني، إلى مفتى الديار المصرية، وحددت جلسة 20 فبراير/شباط المقبل للنطق بالحكم النهائي على الكموني والنطق بالحكم في حق قرشي أبو الحجاج محمد علي، وهنداوي سيد محمد، بعد ارتكابهم جريمة عيد الميلاد بنجع حمادي، والتي راح ضحيتها 6 مسيحيين وشرطي مسلم، وأصيب تسعة آخرون.

أول حالات الانتحار وتوقعات بثورة شعبية

17 يناير.. أشعل صاحب مطعمٍ النار في جسده أمام البوابة الرئيسية لمجلس الشعب؛ اعتراضًا منه على حصته من الخبز المدعم، كما قام شاب سكندري بالانتحار بعد أن غافل أسرته ودخل إلى حجرته وشنق نفسه بحبل غسيل بعد أن يئس من الحصول على فرصة عمل.

وأكد السفير المصري السابق إبراهيم يسري، أن قيام شاب بإحراق نفسه أمام البرلمان هو نتاج طبيعي للفساد الذي تعاني منه مصر، متوقعا اندلاع “ثورة شعبية” تطيح بالنظام القائم على غرار ما حدث في تونس.

مصر ترفض لجوء زين العابدين

18 يناير.. رفضت مصر لجوء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إليها، مشيرة إلى أن ابن علي مكث بمدينة شرم الشيخ لبعض الوقت حتى حسم مكان لجوئه، وذلك عقب رفض فرنسا وإيطاليا السماح بهبوط طائرة زين العابدين بن علي فيها، أو حتى السماح له بإقامة مؤقتة.

انطلاق شرارة الثورة

25 يناير.. انطلقت شرارة الثورة المصرية في اليوم الذي يوافق الاحتفال بعيد الشرطة، ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ورجال الأمن، فيما حمل المتظاهرون علم مصر ورددوا هتافات ضد النظام والحكومة، مطالبين بإصلاحات اجتماعية وسياسية.

وانتقلت حمى التظاهرات الحاشدة التي اندلعت في اليوم الذي يسمى “يوم الغضب” لمحافظات الوجه البحري، التي شهدت احتجاجات واسعة كما في القليوبية والمحلة وكفر الشيخ، كما امتدت إلى المحافظات الساحلية مثل الإسكندرية والإسماعيلية والسويس وبورسعيد، وتصاعدت حالة الاحتكاك بين قوات الأمن والمتظاهرين.

وشهد اليوم الأول من الثورة وقوع عدد من القتلى والجرحى؛ نتيجة العنف المفرط من قبل الشرطة.

وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بإقالة وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي، باعتباره المسئول الأول عما أسمته، في بيان لها، بـ”جرائم التعذيب المنهجي في مصر”.

قطع الاتصالات في بداية الثورة

28 يناير.. انقطعت كل وسائل الاتصال عن القاهرة وأغلب المدن المصرية منذ فجر الجمعة الموافق 28/ 1، بعد أن قامت السلطات بفصل خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وذلك تحسبا لتجدد المظاهرات بعد أن دعا نشطاء إلى “جمعة غضب”، وذلك في اليوم الثالث من الاحتجاجات ضد سياسات الحكومة.

وخلال هذا اليوم، تم قطع شبكة المعلومات الدولية وخطوط الاتصالات، واعتمد المتظاهرون على الخطوط الأرضية في تحريك الأمور.

“جمعة الغضب” والمطالبة بالرحيل

28 يناير.. اندلعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين ورجال الأمن المصري في عدة محافظات مختلفة، بعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة، في إطار “جمعة الغضب” التي دعا إليها ناشطون سياسيون، واستخدمت قوات الأمن الهراوات لصد المتظاهرين، كما قامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بشكل عشوائي، وسيطر آلاف المتظاهرين على ميدان التحرير.

ففي محافظة الجيزة، اشتبك المواطنون مع رجال الأمن عندما قامت قوات الأمن بالتعدي على المتظاهرين الذين التفوا حول الدكتور محمد البرادعي، الذى كان يصلى فى أحد المساجد هناك، وهتفت الحشود ضد نظام الرئيس مبارك وطالبت برحيله.

كما وقعت اشتباكات عنيفة بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن في محافظة الإسكندرية، بعد قيام المتظاهرين بتنظيم محافظة حاشدة تضم الآلاف من أمام مسجد القائد إبراهيم.

وأعلن الحاكم العسكري عن فرض حظر التجول في كل محافظات القاهرة الكبرى، والتي تضم القاهرة والجيزة والقليوبية والسادس من أكتوبر وحلوان، ومحافظتي الإسكندرية والسويس، وذلك اعتبارا من الساعة السادسة مساء إلى السابعة صباحًا بتوقيت القاهرة.

ونزلت عربات الجيش المصري إلى ميدان عبد المنعم رياض وسط القاهرة، والتي كانت تتحرك باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها الجيش منذ أحداث عام 1986 والتي سميت باضطرابات الأمن المركزي.

وغادرت قوات مكافحة الشغب ميدان التحرير، فيما توجه متظاهرون إلى الميدان وهم يرددون “سلمية سلمية”. وفي تطور مفاجئ توقفت قوات الأمن عن التصدي للمحتجين، وبدأ الطرفان بتبادل “العناق والتهاني”، بحسب شهود عيان. كما شهد هذا اليوم تعديات على أقسام الشرطة في مختلف المحافظات، كما تم فتح بعض السجون وخروج السجناء منها.

رحيل حكومة نظيف

29 يناير.. أعلن حسنى مبارك، فى خطاب له، عن أنه طلب من الحكومة الحالية تقديم استقالتها بعد جمعة الغضب, مؤكدا تكليف حكومة جديدة تتولى تسيير شئون الدولة.

وفي أول رد فعل له على خطاب مبارك، صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه اتصل هاتفيًّا بالرئيس المصري، مطالبًا إياه بضرورة العمل على تنفيذ الوعود التي تضمنها خطابه.

إعادة المحمول جزئيا

29 يناير.. عادت خدمة الهواتف النقالة جزئيا في مصر. وكان روبرت جيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، قد طالب بإعادة تشغيل شبكة الإنترنت والاتصالات فورا في مصر.

ومن جانبها، قالت شركة “فودافون” إن جميع شركات الهاتف فى مصر تلقت أوامر بقطع اتصالات الإنترنت والمحمول.

إغلاق مكاتب “الجزيرة”

30 يناير.. قررت السلطات المصرية إغلاق مكاتب شبكة “الجزيرة” في القاهرة وسحب بطاقات اعتماد مراسليها. واتهمت السلطات “الجزيرة” بتضخيم ما يحدث في مصر ونقل صورة غير حقيقية لما يجري.

سليمان نائبًا

1 فبراير .. قام مبارك- خلال خطاب له- بتعيين مدير المخابرات المصرية السابق اللواء عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية، وكلف وزير الطيران المدني الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة حكومة الدكتور أحمد نظيف، وهو ما رفضه المصريون واستمروا في ثورتهم التي تطالب بتنحي الرئيس.

موقعة الجمل

2 فبراير.. أشعلت اشتباكات تُستخدم فيها أحصنة وجمال من قبل مؤيدي الرئيس المصري السابق حسني مبارك مع المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة، غضب عشرات الآلاف ممن يطالبون بإسقاط النظام الحاكم في مصر.

وتحولت الشوارع المحيطة بالميدان في هذا اليوم إلى ساحة حرب تتقاذف فيها الحجارة والزجاجات الحارقة بين مؤيدي مبارك والمطالبين بإسقاطه، وفي مقدمة جموع المؤيدين تستخدم أحصنة وجمال، والتزمت قوات الجيش الحياد ورفضت الدخول بين الطرفين.

يأتي ذلك بعد تجمع الآلاف بشارع جامعة الدول العربية بميدان مصطفى محمود مؤيدين لمبارك، ويرددون هتافات “نعم لمبارك”، و”مش هيمشي”، كما مرت عشرات السيارات ترفع أعلام مصر وسط فرحة عارمة لتصريح الرئيس مبارك الأخير بأنه لن يترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، وتغيير المادتين 76 و77 من الدستور الخاصتين بترشيح رئيس الجمهورية لإتاحة الفرصة أمام الجميع.

ألقت أجهزة الأمن المصرية يوم 11 مارس القبض على النائبين السابقين بالحزب الوطني عن منطقة الهرم “عبد الناصر الجابري” و”يوسف خطاب”؛ لاتهامهما بالتحريض على الاعتداء على المتظاهرين بميدان التحرير فيما عرف بموقعة الجمل.

عودة الإنترنت

2 فبراير.. عادت خدمة الإنترنت جزئيًا إلى مصر بعد قطعها لأكثر من خمسة أيام، كما عادت خدمة الرسائل القصيرة عبر شركات المحمول بعد توقفها.

مبارك لـ”إيه بي سي”

4 فبراير.. أدلى حسني مبارك بتصريحات جديدة أكد خلالها أنه يريد مغادرة منصبه لكنه لا يستطيع في الوقت الراهن؛ بسبب التزاماته تجاه بلاده وشعبه.

وفي تصريحات أدلى بها لشبكة “إيه بي سي” الأمريكية”، أضاف مبارك “فاض بي الكيل وأود الرحيل ولكن أخاف أن تدخل مصر في فوضى، لا يهمني ما يقوله الناس عني وإنما أهتم ببلدي”.

واستطرد مبارك “لن أهرب أبدًا وسأموت على تراب البلد، لا أزال أقيم في القصر الرئاسي مع العائلة وتحت حراسة مشددة”.

أول انفجار بخط الغاز الموصل لإسرائيل

5 فبراير.. استهداف خط أنابيب الغاز بين مصر وإسرائيل في مدينة العريش شمال سيناء، وقررت السلطات المصرية إيقاف ضخ الغاز في هذه الأنابيب لإسرائيل، فيما اتهمت عناصر أجنبية بالضلوع في التفجير، وقد وقعت انفجارات متعددة في خطوط الغاز بالعريش فيما بعد.

حريق مجمع المحاكم

7 فبراير.. تعرض مجمع محاكم الجلاء بمنطقة الإسعاف فى القاهرة لأعمال تخريب وسلب ونهب وحرق، تسببت فى احتراق ملفات الدعاوى الجنائية، وكان بالمجمع العديد من ملفات القضايا المهمة لقطاع عريض من المواطنين، مما ترتب عليه ضرر كبير بمصالح المتقاضين.

صيام رئيسًا لتعديل الدستور

8 فبراير.. أصدر حسنى مبارك قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة دراسة واقتراح تعديل بعض الأحكام الدستورية والتشريعية برئاسة المستشار سرى صيام، رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى، وعضوية 10 من كبار رجال القضاء والقانون.

مبارك يفوض صلاحياته لنائبه

10 فبراير.. خرج حسني مبارك على الملأ، مساء الخميس الموافق 10 فبراير، ليؤكد أنه سيواصل ولايته حتى نهايتها، مشددا على أنه لن يستمع إلى أية إملاءات أجنبية من الخارج مهما كان مصدرها.

وقال مبارك: “لقد رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية باختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور، ستبقى مصر أرض المحيا والممات”.

يوم التنحي

11 فبراير.. أعلن مبارك تنحيه عن الحكم، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وفق ما أعلنه نائبه المكلف اللواء عمر سليمان.

وجاء التطور السابق بعد تواصل احتجاجات ملايين المصريين على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، واشتعال المواجهات بين سلطات الأمن والمواطنين ووقوع حوادث خطيرة كادت تهدد بدخول مصر إلى هوة سحيقة. وبعد دقائق من الإعلان عن تنحيه، أعلنت الحكومة السويسرية عن تجميد أرصدة محتملة لحسني مبارك في بنوكها.