هل تتحطم الهيمنة الأمريكية والغربية على صخرة أنقرة؟

- ‎فيعربي ودولي

وقفت الصحافة والمعارضة التركية في خندق دعم الدولة، وتناست خلافاتها مع الرئيس أردوغان، حتى إن كليجدار أوغلو، زعيم أكبر أحزاب المعارضة، يعتبر تغريدات ترامب تمس كرامة الشعب، وعلى خطاه قرر دولت باهتشلي تحويل المعونات المقدمة لحزبه إلى الليرة، وخرجت تصريحات رؤساء أحزاب علمانية وليبرالية تركية تؤكد أنها والحكومة في هذه الأزمة يد واحدة.

وتصدرت المنصات الإعلامية التركية تصريحات رؤساء الأحزاب التركية أثناء الأزمة الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية فى صفحاتها الأولى، وهو ما اعتبره خبراء يعكس وعيًا بدور المعارضة فى أوقات الأزمات الكبرى التى تمر بها البلاد.

واعتبر مراقبون أن ما تخشاه واشنطن وأوروبا هو أن يشكّل تعاون تركيا مع روسيا والصين نموذجا يحتذى به، ما يعني انتهاء عهد الهيمنة الأمريكية والغربية، وأجمع أكاديميان تركيان على أن توجه بلادهما نحو الانضمام إلى مجموعة دول “بريكس”، يثبت امتلاكها للعديد من البدائل للغرب.

أنقرة تتحدى

من جانبه، قال البروفيسور صالح يلماز، رئيس قسم التاريخ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة “يلدريم بيازيد” بأنقرة، إن بلاده أثبتت بتلك الخطوة امتلاكها العديد من البدائل في مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا والاستثمارات الأجنبية وأيضا القروض والتجارة الدولية.

وتطرّق يلماز، في حديث له إلى مشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان، في قمة “بريكس” المنعقدة أواخر يوليو الماضي، بدولة جنوب إفريقيا، كما عقّب على مقترح عضوية أنقرة في “بريكس”، والنظرة الإيجابية لكل من روسيا والصين، العضوين في المجموعة المذكورة، لمقترح العضوية التركية، والآثار المترتبة على كافة الأطراف في حال تفعيل الانضمام.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال، اليوم الإثنين: إن ديناميكية الاقتصاد التركي متينة وقوية، ردا على ما يتردد من شائعات عن ضعف الوضع المالي للبلاد، وأضاف أردوغان في كلمة أمام سفراء بلاده بالخارج أن “حيتان النظام العالمي لن يتمكنوا من النيل من مكتسباتنا التي رويناها بدمائنا”.

وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حربًا اقتصادية من جانب قوى دولية، أدت إلى تراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع نسب التضخم في البلاد، ومعلقا على تراجع الليرة أمام الدولار قال أروغان: “ما نشهده اليوم لا يشبه أزمات 1994 أو 2001 أو 2007، بل نواجه في الحقيقة وضعا مختلفا للغاية”.

وتابع: ”تمسكنا بمصالحنا الوطنية هو أهم أسباب تعرضنا لسلسلة من الهجمات الإرهابية والاقتصادية”، ولفت إلى عدم وجود أي مبرر منطقي لاتخاذ مواقف معادية كالحالية في كافة المجالات تجاه دولة مثل تركيا دفعت أثمانا كبيرة بصفتها حليفة في الناتو.

إسرائيل تسخر من الله!

ودخل كيان العدو الصهيوني، المحرك الرئيسي لقادة الحصار، هو الآخر على خط الأزمة التركية، وسخّر إعلامه للنيل من أردوغان وتضخيم الأزمة وإظهار الاقتصاد التركي منهارا يلفظ أنفاسه الأخيرة على غرار صحف السعودية والإمارات.

موقع “المصدر” الصهيوني، الموجه للعرب والذي يدار من قبل “الموساد”، نقل بعض تقارير الصحف العبرية التي تحرض على تركيا وتستهزأ من أردوغان وتصريحاته، مستغلة أزمة هبوط الليرة للانتقام من الرئيس التركي عدوها اللدود.

ونقل الموقع جزءا من مقال للمحلل العسكري بارئيل في صحيفة “هآرتس” هاجم فيه الرئيس التركي، وزعم أنه نظرا لمصالح مشتركة في حلف الناتو، هناك من سيسعى إلى حل الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن هذه التسوية لن تكون بديلا لبرنامج اقتصادي تركي يمكن أن ينقذ الاقتصاد التركي من الأزمة.

وتابع المحلل الإسرائيلي ساخرا من تصريحات أردوغان عن “الدولار”:”السؤال هو إلى أي مدى يمكن أن يعتمد أردوغان على الدعم الجماهيري في ظل نقص الثقة الكبير في الليرة التركية، الذي يظهر عدم الثقة بقدرة الحكومة التركية في إنعاش الاقتصاد”.

واختتم بكلمات ظهر فيها الحقد الإسرائيلي على الشعبية الجارفة للرئيس التركي: ”أراد أردوغان أن يشجع الأتراك الخائفين الذين استثمروا في الدولار عندما قال لهم: إذا كان لدى الأمريكيين دولار فنحن لدينا شعبنا وربنا الله”. ولكن يبدو أن الله كان مشغولا في شئون أخرى”.