هل جرد الطيب سيف الأزهر؟!!

- ‎فيمقالات

أحمد الطيب بالرغم من مواقفه السابقة فى دعم النظام الانقلابى، ومشاركته فى بيان الانقلاب، والتزامه الصمت حيال جرائم النظام الانقلابي، في الاحتفال بذكرى مولد النبي – صلي الله عليه وسلم، شعربأن شهرالعسل الانقلابى قد انتهى، حيث قال إن ذكرى ميلاد الرسول- صلى الله عليه وسلم -تدعو للتخلق بخلق الرحمة الذى كان ينتهجه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأنه – صلى الله عليه وسلم-أكد فى أحاديثه أن امرأة دخلت النار فى قطة حبستها وماتت جوعا. وأن مبعثه- صلى الله عليه وسلم- كان رحمة للعالمين وأنه وإخوانه الأنبياء تواصلوا مع الكائنات الأخرى فى ود ورحمة حتى أنه- صلى الله عليه وسلم- عنف صاحب جمل وقال له أنه اشتكى قسوتك وتجويعك له.

وأنه من حق المسلمين أن يفخروا بعلم الحديث، داعيا إلى اتباع السنة والصحابة والتابعين واتباع التابعين، مذكرًا بحديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي تنبأ فيه قبل 13 قرنا مجيء قوم يشككون في السنة النبوية. وهاجم من دأبوا على التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها وحجيتها والطعن في رواتها، كما هاجم الدعوات المطالبة باستبعاد السنة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام والاعتماد على القرآن الكريم فحسب. وأن هذه الدعوة ظهرت في الهند منذ نهاية القرن التاسع عشر، وشاركت فيها شخصيات شهيرة هناك، منهم من انتهى به الأمر إلى ادعاء النبوة، ومنهم من كان ولاؤه للاستعمار، ومنهم من أداه اجتهاد إلى إنكار الأحاديث النبوية، ما كان منها متواترا وغير متواتر.

وعرض بأسلوب ساخر قصة أحد منكري السنة الذي سئل عن كيفية إقامة الصلاة طالما أن القرآن لم يأت على تفصيل ذلك، فقال إن “كيفية أداء الصلاة أمر متروك لرئيس الدولة ويحدده بمشورة مستشاريه حسب الزمان والمكان. وتساءل من أنبأ هذا النبي الكريم بأن ناسا ممن ينتسبون إليه سيخرجون بعد أكثر من 13 قرنا من الزمان، ينادون باستبعاد سنته والاكتفاء عنها بالقرآن ليحذرنا من صنيعهم قبل أن يخلقوا بقرون عدة، وذلك في حديث صحيح :يوشك رجل منكم متكئا على أريكته يحدث بحديث عني فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه.

وجاء رد قائد الانقلاب الذى درج على استغلال المناسبات الدينية، ليعطى للمارقين من المشخصاتية والراقصين والساقطين الضوء الأخضر للنيل من الدين، بزعم “تجديد الخطاب الديني”، وعلى مايبدو أن الأزهر سيكون محور معركة النظام الانقلابى القادمة ، لتشويه الإسلام واتهام المسلمين بمسؤوليتهم عن تشويه الدين، ويبدو أن حديث الطيب عن الرحمة،جعل قائد الانقلاب يحسس على بطحته، حيث القتل وأحكام الإعدامات بالجملة واعتقال الألاف بمن فيهم من ساندوه ودعموه، والإخفاء القسرى، فقال منفعلاً:الإشكالية في عالمنا الإسلامي حاليا ليست في اتباع السنة النبوية من عدمها، فهذه أقوال بعض الناس، لكن المشكلة هي القراءة الخاطئة لأصول ديننا، وهذه المرة الرابعة أو الخامسة التي أتحدث فيها معكم، كإنسان مسلم وليس كحاكم”.

وتساءل بخبث على طريقة “بناء الدولة أوالبطاطس”: من أساء إلى الإسلام أكثر: الدعوة إلى ترك السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن فقط، أم الفهم الخاطئ والتطرف الشديد؟ ما هي سمعة المسلمين في العالم الآن؟. ودعا إلى إعادة النظر في أصول الدين بما يلائم العصر، محذرا من الفهم الخاطئ لأصول الدين الإسلامي، مؤكدا أن الإساءة للاسلام جاءت من قبل الداعين إلى الأخذ بالسنة والتمسك بها وليس من الفريق الآخر، منددا بسلوكيات تصدر من المسلمين يندى لها الجبين مثل الكذب.

ونحن بدونا نتساءل من السبب فى صناعة التطرف والإرهاب المحتمل والفهم الخاطئ للإسلام؟ وقام الإعلام المأجور، وبناء على توجيهات أمنية بمهاجمة الطيب فقال أحد مخبرى مدينة الانتاج الإعلامي: أن “الطيب ” تحدث عن السنة النبوية و لم يتحدث علي ضرورة تجديد الخطاب الديني . وأن معركة تجديد الخطاب الديني يجب أن يحمل لوائها الأزهر الشريف بما لديهم من قوي ناعمة ، أليس يا شيخ الأزهر من يبيح القتل والدم بإسم الدين أخطرممن ينكر السنة أو يلحد!! كما قال مخبر أمن الدولة “محمد الباز”: شيخ الأزهرعندما تحدث سيطرت عليه حالة من الريبة والقلق والخوف، ولا نعرف ما هو مصدرها”. وأن شيخ الأزهر ينطلق من أرضية المدافع عن الإسلام الذي يتعرض لمؤامرة كونية، وأنه أشارإلى أن الفئة التي تقول إنها تعتمد على القرآن وحده في فهم الدين هي فئة مدفوعة لهدم الدين. وأن علماء الأحاديث كتبو كتب الحديث، واتفقوا على أن أصح كتاب بعد كتاب الله هو صحيح البخاري ،وأن شيخ الأزهرأكد أن كل من تحمس لدعوة القرآنيين هم فقط الكتاب المتربصين بالسنة النبوية. “.

من جهته قال وزير أوقاف الانقلاب المخبر “محمد مختار جمعة” الداعين إلى الأخذ بالمنقول، ومن يفتي الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وأعرافهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل . وأن مقتضيات الزمان والمكان والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى، وأن الخلط بين ما كان من شروط العقائد والعبادات وشؤون نظام الدولة وإنزال هذا منزلة ذاك خلل في الفهم وضرب من الجهل. هذه الملاسنة بين الطيب ووزيرأوقاف الانقلاب ،كشفت عن مخطط قائد الانقلاب فى حربه الممنهجة لتشويه الإسلام.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها