هل يحرق السيسي صنم “عبد الناصر” ويفضح المستور؟

- ‎فيتقارير

لا يترك السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مناسبة تمر فيها ذكرى جنرال الانقلاب جمال عبد الناصر، إلا وأمطره بعبارات المديح والثناء وتمنى لو كان حيًا الآن ليغسل له قدمه بالماء ويقدم له فنجان القهوة، ذلك في العلن أما في الحقيقة فجنرالات الخراب ومنذ عام 1952 لا يكنون لبعضهم إلا البغضاء والكره الأسود، لم لا وجميعهم يعلمون عن بعضهم من الجرائم والفظائع ما لا يعلمه غيرهم من عامة الناس.

الجديد أن هنالك قضية منظورة أمام المحاكم، الخاضعة لسلطات العسكر والتي تأتمر بأمرهم وتفرج عن الناس أو تشنقهم بمجرد مكالمة عبر الهاتف من مكتب أحد جنرالات الخراب، تفضح المستور في عالم الافتراس الذي ترعرع وتربى فيه السفيه السيسي؛ حيث فاجأ عمرو عبد الحكيم، نجل القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الحربية ونائب ناصر الأسبق، عبد الحكيم عامر، المصريين بإعلانه أن والده لم يمت منتحرًا، معنى ذلك أنه قتل والسؤال من يملك الجرأة على قتل عامر أحد آلهة العسكر التي تسلطت على مصر؟

جنرالات الصهاينة

في تصريحاته قال “عمرو”: إن قضية مقتل والده لا تزال منظورة أمام القضاء، برغم مرور 51 عامًا عليها.

وتابع أن “النائب العام السابق، المستشار عبد المجيد محمود، أمر بإحالة بلاغ الأسرة إلى هيئة القضاء العسكري”، ولا ترغب أسرة عامر أن تعامل معاملة أحفاد الجنرال الخائن الذي بفساده خسرت مصر حربها أمام الكيان الصهيوني عام 1967، ولأن الجنرال الخائن عادة لا يذكر بخير في الإعلام ولا يجني أحفاده ثروة طائلة، كالتي جناها ولا يزال يجنيها أولاد وأحفاد المقبور عبد الناصر.

والأهم أن السفيه السيسي لو كان له غرض الآن في فضح وكسر أسطورة ناصر، لحاجة في نفس يعقوب، عندها سيسمح للقضاء باستدعاء التاريخ وقطف ما يخدم أغراضه، وعندها ستنكشف عمالة “ناصر” للصهاينة وأن جنراله الميت بالسم عبد الحكيم عامر، ما كان إلا خادمًا لهذه السياسات التي أفقرت وهدمت مصر وكسرت شوكتها أمام الصهاينة، لم لا وناصر قد سلم جيش منهك عائد لتوه من اليمن مكللة بالهزيمة وقد فقد أكثر من ثلث عتاده وقتل الآلاف من الجنود والضباط، إلى عامر ليخوض به حرباً تفوت على مصر استلام قناة السويس بلا حرب أو معارك؛ وذلك لأن اتفاقية امتياز القناة التي وقعها الخديوي سعيد مع ديليسبس كانت على وشك الانتهاء، فجاءت الأوامر لناصر أن يشعل حربًا ويخسرها ويضيع عودة قناة السويس سلمًا لا حربًا.

وتقدمت أسرة المشير عبد الحكيم عامر ببلاغ إلى مكتب النائب العام، بالتحقيق في واقعة وفاة المشير عامر، والتأكيد لقتله وليس انتحاره، وأردفوا معها العديد من الأدلة، من بينها أصل التقرير الذي أعده رئيس الطب الشرعي آنذاك، الدكتور عبد الغني البشري، والذي أثبت فيه أن المشير مات مقتولاًَ بالسم، وتقرير آخر أعده قسم الطب الشرعي والسموم بجامعة عين شمس والذي انتهى أيضًا لنفس النتيجة.

لولا عبد الناصر!

وقال نجل عامر: إن “التقريرين أحيلا إلى هيئة الطب الشرعي، التي شكلت بدورها لجنة برئاسة الدكتور إحسان كميل رئيس الهيئة، وانتهت أيضًا إلى أن والدي مات مقتولًا بالسم، على حد بلاغهم”.

ولفت عامر إلى أنه “بالتحقيق في القضية سنجد إجابات لأسئلة كثيرًة جدًا قد تشكل ضربة في عنق التاريخ الذي كذب في الكثير من الأمور”، وأضاف: “هذا الأمر سيكون صادمًا”.

وناشد عامر بشكل غير مباشر، السفيه السيسي بإعادة تحريك ملف قضية والده، قائلاً إنه “رجل يعرف الله ويراعي ضميره في كافة الأمور، وأثق في أنه يعيد الحقوق لأصحابها”، وتأتي تصريحات عامر بمناسبة الذكرى الـ99 لولادة المشير عبد الحكيم عامر، الذين كان أحد رجالات جمال عبد الناصر المقربين.

وبعد نكسة يونيو، وتحديدًا في الرابع عشر من سبتمبر 1967، أعلنت حكومة الانقلاب في وقتها وفاة عبد الحكيم عامر منتحرًا، بشرب كمية كبيرة من السموم، وفي حالة ما إذا قرر السفيه السيسي تكسير صنم عبد الناصر وحرق تاريخه الزائف، سيكون المصريين على موعد آخر مع صدمة لا تقل عن الصدمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي ترامب في وجه العرب، عندما قال: “لولا السعودية لهلكت إسرائيل!”.