ورقة بحثية: حرب خفية بدوائر السلطة و”انهيار الشرعية” سر هلع السيسي

- ‎فيتقارير

قالت ورقة بحثية إن انهيار الشرعية، على الرغم من أنه لا شرعية له أصلا لأنه مغتصب للسلطة من رئيسها الشرعي، سر هلع وقلق عبدالفتناح السيسي من أي منافسة في محيط العسكريين، وهي جزء من الحرب الخفية بدوائر سلطة العسكر.

ونسبت صفحة “الشارع السياسي” في الورقة التي نشرتها بعنوان: “مآلات السيسي في ضوء الحرب الخفية بدوائر السلطة”، إلى مصدر مطلع بالمخابرات العامة، ممن تم الاستغناء عنهم من جانب السيسي ضد عمليات التخلص من القيادات السابقة وتطويع الجهاز لصالح المخابرات الحربية، أشار إلى أن السبب الرئيسي هو التشكيك في شرعيته الذين شككوا في الانتخابات (الهزلية) حتى عزل عنها المرشحون والشعب وبات الحديث يدور عن فوز السيسي بـ5% من أصوات المشاركين فيها.

وقال المصدر المطلع إن تقديرات الأجهزة السيادية التي تصل للسيسي وما آثار غضبه الشديد ودفعه للتهديد والوعيد بصورة توحي بضعفه، تختلف عن التحليلات المختصرة التي يقولها مراقبون عن وجود قلق من جانبه من تحركات داخل الجيش ضده أو محاولة اغتياله.

وأرجع المصدر سر انفعال وغضب السيسي إلى أنه استند في الفترات السابقة على ادعاء ان له شعبية كبيرة وأنه قادر علي استدعاء الشعب ليقف وراءه منذ التفويض الأول عام 2013، وأن انهيار شعبيته واكتشاف غالبية المصريين أنهم خُدعوا فيه، سبب له قلقا شديدا، ولكنه سعى للتغطية عليه بادعاء ان الانتخابات سوف تثبت شعبيته مرة أخرى.

انقلاب على الانقلاب

وتساءلت الصفحة إن كان سيقع انقلاب عسكري، وأجابت بأن السيسي نجح بحكم منصبه السابق كمدير للمخابرات الحربية، وقيامه بهندسة انقلاب المجلس العسكري الاول ضد مبارك، ثم وزيرا للدفاع وقيامه بانقلابه الخاص ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي يوليه 2013، في تأمين نفسه جيدا، عبر إبعاد القيادات التي يخشى من منافستها له أو اختلاف رؤيتها معه.

وأكدت الورقة أنه فور استيلائه على المنصب تخلص من كل أعضاء المجلس العسكري الذي دعم انقلابه على الديمقراطية والرئيس مرسي، ولم يبق معه سوى كاتم أسرار انقلابه اللواء عباس كامل الذي تنقل معه من المخابرات لوزارة الدفاع إلى الاتحادية، وأسند له مهمة الهيمنة على المخابرات العامة بعدما فصل وأبعد 119 وكيل جهاز مخابرات منذ 2013، وأبعد 50 آخرين خلال عملية التطهير الأخيرة بعزل مدير الجهاز خالد فوزي.

كما نجح في تحصين نفسه بقوة حراسة خاصة تابعة لعباس كامل مباشرة، وأنشأ ما يسمى “قوات التدخل السريع” في يناير 2014، خصيصا لحمايته، وأسندها إلى اللواء توحيد توفيق قائد المنطقة المركزية العسكرية أحد المخلصين له والمشاركين في تصفية الاعتصامات والمعارضة لحكمه.

ورأت الورقة أن السيسي كان حريصا على أن تكون هناك قوة خاصة من كافة أفرع الجيش وعلى غرار القوات الخاصة SWAT الأمريكية، بما يجعلها “جيش داخل الجيش”، وولاءها الأصلي له وهو الذي يقودها. مشيرة إلى تقارير عن عزل الجيش عشرات الضباط في الآونة الأخيرة بموجب تقارير من المخابرات الحربية التي يسيطر عليها أيضا السيسي.

لهذا يبدو أن احتمال قيام انقلاب عسكري ضده غير قائمـ بل يتعارض مع عقلية وبيروقراطية الجيش المصري، حيث كانت التحركات السابقة يقودها أو تنطلق من المجلس العسكري، خاصة أن تحرك أي قوة يقودها أي جنرال ضد السيسي ستواجه بالتصادم مع جيش السيسي الصغير (التدخل السريع).

صبحي اللغز

ونبهت الصفحة إلى رؤى المراقبين بأن بيان الجيش ضد عنان لم يكن عليه توقيع، ويعتبرون أن هذا مؤشر لعدم موافقة وزير دفاع الانقلاب عليه بدليل أنه لم يحضر في اليوم التالي للقبض علي عنان، مناسبة الاحتفال بعيد الشرطة مع السيسي، ثم اختفي عن الاعلام ليظهر بعد أيام 4 مهنئا وزير داخلية الانقلاب في مكتبه.

وأشارت إلى أن السيسي حاول تعديل الدستور لإلغاء امتياز خاص وضع خصيصا يمنع إقالة وزير الدفاع وبقاؤه في منصبة دورتين رئاسيتين، ولكن صدقي صبحي وزير الدفاع أوقف تعديل السيسي للدستور حتى لا يطاح بحصانته.

ولكن ظهور صدقي صبحي بجوار السيسي وهو يهدد ويعنف وينظر له، والآخر (صبحي) يصفق له بحرارة يثير تساؤلات: لماذا كان السيسي ينظر له وهو يهدد؟ ولماذا حرص صبحي على التصفيق رغم عدم تصفيق كل القاعة؟ وهل التصفيق موافقة أم ارتباك؟

وقد اشار المذيع الانقلابي «أحمد موسى» إلى أن غضب السيسي يرجع إلى أن لديه معلومات عن خطة انقلابية.
لهذا يبقي الخيار الأكثر قابلية للحدوث هو “سيناريو السادات” وتحرك فصيل صغير من الضباط الغاضبين ضد السيسي لتصفيته رغم اختلاف الحراسة والتأمين حوله بصورة مكثفة عما كان يحدث أيام السادات.

ويشار هنا لمعلومات عن أن مؤيدي الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش السابق، ممن شاركوا في حملته كانوا من العسكريين والمدنيين ومن بينهم مجدي حتاتة رئيس الأركان الأسبق والفريق أسامة عسكر القائد الأسبق للجيش الثالث، وضباط آخرين.

سبتمبر 81

ورأت صفحة “الشارع السياسي” أنه سواء كان غضب وقلق السيسي لوجود تقارير عن تحرك عسكري مجهول ضده، أو كان السبب انزعاجه ورعبه من انهيار “الشرعية” التي بنى عليها انقلابه، وهي التفاف الشعب حوله وتفويضه، وأنه رهن إشارته كما كان يتصور، يبدو الساحة المصرية السياسية تحولت الآن إلى ما يشبه نفس ساحة سبتمبر الأسود 1981 حين اعتقل السادات العشرات من رموز المعارضة ومنهم عسكريون ومدنيون ثم تعرض للاغتيال في الشهر التالي أكتوبر 1981 على أيدي عسكريين غاضبين.

هذا السيناريو يدركه السيسي أيضا لهذا يسعى إلى عمليات تصفية للمعارضين ولكن بوسائل أخرى، مصدرا القضاء والمحامين المتعاونين مع الانقلاب وإعلام الانقلاب لوصفهم بالخيانة.

وتزامن مع السيناريو ذاته تهديدات ومحاكمات عسكرية بالقضاء العسكري للعسكريين وأبرزهم سامي عنان وأحمد قنصوة، لقمع أي أصوات معارضة.

وقد تزيد حدة هذه التصفيات للمعارضين المدنيين أو ملاحقتهم وشغلهم بالتحقيقات والمحاكمات خلال شهر فبراير الجاري ومارس المقبل.

وخلصت الصفحة إلى أن سيناريوهات المستقبل تبدو وكأنها تشير لأفول نجم السيسي، حتى مع بقائه فترة أخرى، وتحول هذه الفترة الثانية إلي فترة قمع أكبر وتعاظم للعنف ومن ثم مخاطر دخول مصر السيناريوهات التي طرحتها مراكز أبحاث غربية بشأن التفكك وانهيار الدولة، وفق تصور يستند لثورة شعبية عنيفة يتبعها انقسامات في الأجهزة الأمنية لمحاولة ضبط الأمور.