وقوف ترامب مع القاتل.. ليست المرة الأولى التي يظهر فيها وجه أمريكا

- ‎فيتقارير

ترتبط وحشية النظام الأمريكي بسياساته العسكرية وجرائمه المتواصلة ضد خصومه، بدءًا من إبادة سكان أمريكا الأصليين ووصفهم بـ”الهنود الحمر” الذين يقدر عددهم بعشرة ملايين إنسان، إلى الحروب الخارجية وإلقاء أول وآخر قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، مرورًا بحرب فيتنام التي ارتكبت فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وتدمير الصومال وأفغانستان والعراق وليبيا.

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن وجه آخر للنفاق الأمريكي، حيث شنت هجومًا عنيفًا على الرئيس دونالد ترامب؛ بسبب تستره على جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وسعيه لإنقاذ “ابن سلمان” المتورط بالجريمة الشنيعة.

ناشر الصحيفة “فريد ريان” اعتبر أن بيان “ترامب” حول مقتل “خاشقجي” يشكل خيانة لقيم أمريكا، في أقسى انتقاد لما ورد فيه من محاباة للسعودية ودعم لها.

ووجه ترامب، أمس الأربعاء، الشكر إلى المملكة العربية السعودية على تراجع أسعار النفط، داعيا إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار، الأمر الذي وصفه محللون بأنه رشوة سعودية جديدة، كانت هي السبب وراء خطاب “ترامب” الداعم لولي العهد السعودي والدافع لتستره عليه بجريمة “خاشقجي” التي هزت العالم.

المصالح فوق الحق

وقال ريان، وهو مدير “واشنطن بوست” التنفيذي: إن رد ترامب على مقتل الإعلامي السعودي خاشقجي يشكل “خيانة للقيم الأمريكية”، وذكر أن رد ترامب على القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي يشكل خيانة للقيم الأمريكية الراسخة في احترام حقوق الإنسان والثقة والصدق في علاقاتنا الاستراتيجية” مع السعودية، وأضاف موضحًا أن ترامب “يضع العلاقات الشخصية والمصالح التجارية فوق المصالح الأمريكية، برغبته في مواصلة القيام بأعمال البيزنس المعتادة مع ولي عهد المملكة العربية السعودية”.

وتابع ريان قائلا: “وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) حققت بشكل شامل في مقتل هذا الصحفي البريء، وخلصت بثقة عالية إلى أن القتل تمّ بتوجيه وأمر من ولي العهد. وإذا كان هناك سبب للشك في استنتاج وكالة الاستخبارات المركزية، ينبغي على ترامب أن يجعل تلك الأدلة علنية على الفور”. وأكد أن ترامب “على حق في القول إن العالم مكان خطير للغاية”، لكن ريان قال إن “استسلامه لهذه الجريمة التي أمرت بها دولة سيجعل العالم أكثر خطورة”. ولفت إلى أن “الرجل البريء الذي قُتل بوحشية يستحق الأفضل، وكذلك تستحق الحقيقة والعدالة وحقوق الإنسان”.

ولم يتوقف دعم الظلم عند محمد بن سلمان فحسب، فقد شهدت نيويورك، شهر سبتمبر الماضي، تجمع معارضين للانقلاب احتجاجًا على زيارة السفيه عبد الفتاح السيسي، ورفعوا العلم المصري وشارات “رابعة”، في إشارة إلى مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية عام 2013.

السيسي قاتل

وسبق أن وصف ترامب السفيه السيسي بأنه قاتل سخيف، وذلك حسبما ورد في فقرة بكتاب “الخوف” للصحفي الأمريكي بوب وودورد، والذي صدر قبل شهرين وحقق رقمًا قياسيًّا في المبيعات. وذكر الكتاب أن ترامب كرّر نعت السفيه السيسي مرتين بالقاتل مع استخدام كلمات نابية، مشيرا إلى أن الرئيس غيّر صوته خلال المحادثة الهاتفية مع محاميه وجعله أكثر “سهوكة” على ما يبدو لتقليد السفيه السيسي.

ومنذ انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد في عام 2013، تعيش منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في مصر أسوأ مراحلها، بالإضافة إلى انتشار الاعتقال التعسفي، وإغلاق المقرات وملاحقة العاملين ومصادرة الأموال، خصوصًا من جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الشرعية.

وبيّنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ومقرها نيويورك، أن قوات أمن الانقلاب في عهد السيسي اعتقلت عشرات الآلاف من المصريين، وارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وتشمل التعذيب والإخفاء القسري، وربما عمليات إعدام ميداني خارج نطاق القضاء.

وتُعد مصر ثاني أكبر دولة تتلقى رشوة عسكرية سنوية من الولايات المتحدة، وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قد أوقفت الرشوة العسكرية للجنرالات وقيمتها 1.3 مليار دولار سنويا عام 2013، عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وطرأ تغير على الموقف عام 2015، إذ تدخل كيان العدو الصهيوني وتشفعوا للسفيه السيسي عند ترامب وسُمح بتسليم جنرالات الانقلاب طائرات أباتشي لمساعدتهم في تهجير وطرد سكان سيناء بحجة مكافحة الإرهاب.