يحيى عقيل: “السيناوي” يعاني الغربة في بلده منذ الانقلاب

- ‎فيسوشيال

انتقد يحيى عقيل، نائب الشعب عن شمال سيناء ببرلمان 2012، ما يحدث من تمييز وانتهاكات بحق المواطن السيناوي من قبل مؤسسات حكومة الانقلاب وكأنهم يعيشون الغربة على أراضيهم والتي أصبحت تمثل واقعا مؤلما.

وكتب عبر صفحته على فيس بوك تحت عنوان “التغريبة السيناوية.. مصريون وبينهما قناة!!!!”: في شرق القناة للمواطن الذي يريد ان يتملك أرضه إجراءات وقوانين ليست مطلوبة ممن يعيش في غرب القناة ،،، في الشرق لك عشرة لترات من الوقود لسيارتك وفي الغرب ولنفس المواطن وبنفس السيارة ما يشاء حتى يكتفي!!

وتابع: “لتغيير محل إقامته أو تبديل وتجديد أية أوراق تخصه كمواطن سيناوي إجراءات مختلفة عن غيره من أبناء بقية المحافظات!!

في سيناء لا يستطيع أحد من أهلها أن يتملك بيته ولا حتى أن يثبت جنسيته !! وفي ذات الوقت مطلوب منه أن يكون وطنيا وأن يتعاون مع الدولة في محاربة الاٍرهاب اللعين وإلا أصبح مدانا وموثوقا بكل نقيصة”.


وأكد أن غربة أهل سيناء على أرضهم أصبحت واقعا مؤلمًا! والمسافة تتسع فعليا بين سيناء ومصر في نفوس أبناء سيناء ، مشيرا إلى أنه بدأ بشكل شخصي أن يدرك أخطار قناة السويس لا فائدتها ! وكيف فصلت سيناء عن مصر من حيث الواقع المادي المجرد بمانع مائي ومن حيث شراكة القوى الاقتصادية في جزء من الوطن وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة تخصه.

واستكمل: “لكن الفصل المعنوي لم يكن موجودا حتى جاء السيسي ونظامه، لو راجعنا العمليات الإرهابية العنيفة والدموية خلال عشر سنوات سنجد أنها ثلاث عمليات في فترة مبارك ولا شيء في فترة الثورة وعملية واحدة في فترة محمد مرسي وأكثر من ألف عملية بعد 3 يوليو 2013 إلى اليوم يتحمل مسئوليتها جميعا عبد الفتاح السيسي”.

وذكر أن ذهاب الشئون المعنوية وإعلام الانقلاب لتبرير وتمرير حالة الفشل الذريعة على الأرض أمام العمليات المسلحة وظهور القوات عاجزة وقدراتها القتالية متدنية جاء التحريض على المواطن السيناوي لتبدأ قصة التغريبة السيناوية.

وتابع: “من حملة التحريض أخذت القوات سياسة توسيع دائرة الاشتباه واستباحة حرمة البيوت والدماء فالهدم للبيوت سلوك طبيعي إذا حامت الشبهة حول صاحب البيت أو وشى به أحد عملاء المخابرات، والتعذيب في معسكرات الجيش والشرطة شيء طبيعي لكل من يسوقه قدره الى هناك فإذا لم يكن السيناوي يملك معلومات كافية عن الولاية تم تعذيبه لأنه في عرفهم في هذه الحالة يحجب المعلومات ويتماكر ولا يقول الحقيقة لازم يقول ويعترف حتى لو لم يكن لديه شيء يقوله.. التعذيب الذي يفضي به غالبا إلى الموت أو رحلة طويلة من الاعتقال”.

وأوضح أن سلوك هذه القوات جاء في ذات الوقت الذي سقطت فيه المنظومة القضائية في فخ التسيس وتبنيها رأي السلطة والجنوح الى تنفيذ طلباتها ، والتهليل الإعلامي للرواية الرسمية وعدم السماح بسماع غيرها وتأثير ذلك على فكرة المواطن البسيط عن سيناء وأهلها جعل سلوك هذه السلطة أقرب إلى سلوك دولة عنه من سلوك سلطة، دولة تشارك بكل مؤسساتها في صناعة هذه التغريبة”.

وبين أن “الدولة التي من المفترض أن تكون حاضنة ترعى مصالح أبنائها وتوفر لهم أسباب العيش الكريم وتدفع عنهم الخطر أيا كان مصدره وتوفر للمواطن أمنه على نفسه وأهله وماله، وتضمن حالة مساواة بين أبنائها في الحقوق والواجبات فيشترك كل من يعيش على أرضها في الدفاع عنها والمحافظة عليها والبذل في سبيل رفعتها.. هذه الدولة تحولت في نظر السيناوي خاصة الذي يسكن المنطقة الشرقية إلى مصدر تهديد، فلا هي وفرت أسباب حياة محترمة ولا مقومات حياة أساسية بل انتقلت هذه الدولة وبكل مكوناتها إلى مصدر تهديد وفقدت كل قيمة أساسية لا تتخلى عنها مؤسسة مسئولة في الدنيا كالحيادية والمصداقية وصون الحقوق والحريات.

حالة جعلت الأم عدوا والأخ خصما والوطن غربة، فلا يأمن المواطن جالسا في بيته ولا سائرا على الطريق فضلا عن يكون مطالبا بحق أو مستصرخا من ظلم ، فقد وضعته دولته بكل مكوناتها في خانة الخصومة والعداوة ولا أمل في حالة أنصاف لا من القضاء ولا السياسيين ولا النخبة ولا الإعلام فضلا أن تأتي من الجيش أو الشرطة!

وتابع: “لكي تكتمل المأساة وتحبك المعاناة فصولها على التغريبة السيناوية فتجعلهم في أعلى درجات التراجيديا سوداوية جاء البديل ليكون داعش بما هي فيه من حالة عداء عالمية واجتماع الشرق والغرب على حربها، مع الجوار الإسرائيلي والغزاوي الذي تسيطر عليه حماس، ليكون معنى سيطرة داعش جلب التحالف الدولي لحربها أو إعادة الاحتلال الإسرائيلي وما سيجر على أهل سيناء.

كل ذلك جعل المشهد في عيون أبناء سيناء وفي مأساتهم التي حرموا فيها حتى من الصراخ وحجبت فيها الصورة ومنع الصوت من المصدر أما استمرار دولة غير مسئولة ولا ترحم ولا تقيم اعتبار لشئ ، فلا هي تقدم شئ ولا تكف أذاها وفي ظلها أصبح يقينا عند السيناوي انه سيعيش أبدا في إطار التهميش والتخوين ، أو سيطرة لداعش وما يمثل ذلك من سبب كافي لاجتماع الشرق والغرب ومعهم النظام المصري لصب براميل المتفجرات فوق رؤوسهم ، لتكون الحالة خياران أحلاهما علقم وحالة من الضبابية في كل شيء وخوف وتوجس من كل شيء، وانتظار غد لا تدري عن أي شيء ينبلج صبحه”.

واختتم “عقيل” مرثيته قائلا: “غرباء على ارض ولدوا عليها وترعرعوا في ربوعها وظالمهم هو الذي من المفترض أن ينصفهم ويدافع عنهم والبدائل غيره أسوأ! إنها التغريبة السيناوية الفريدة والعجيبة.. ولك الله يا سيناء”.