يعمل إيه التعليم في وطن ضايع.. “كوبر” يتقاضى 11 مليون جنيه في يومين!

- ‎فيتقارير

كتب رانيا قناوي:

يطبق قائد الانقلاب العسكري المثل الشعبي المعروف: "اللى تغلب به العب به" في قهر المصريين دون الاكتراث بهمومهم، سوى المتاجرة بها من ناحية، وخداعهم بإنجازات وهمية من ناحية أخرى، ليحصد السيسي من الناحيتين ثروات المصريين التي يهدرها، في دعم انقلابه العسكري.

وينكشف الوهم الذي يصدره قائد الانقلاب للمصريين تحت شعار دولة الفقر، مع كل قرار يتنازل به السيسي عن ثروات المصريين لصالح أصحاب الحظوة، والذين انضم إليهم المدير الفني لمنتخب مصر واللاعبين، بعد أن حصل كوبر على مكافأة الفوز التي قررها السيسي للاعبين وهي مليون ونصف مليون جنيه بمناسبة الوصول لنهائيات كأس العالم روسيا 2018.

ولم يكتفِ السيسي بذلك، ليبادر عن طريق أذرعه في اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة ويقوم برفع الراتب الشهرى للأرجنتينى هيكتور كوبر، إلى 90 ألف دولار شهريا، بدلا من 80 ألف دولار، ليصبح راتب كوبر بالجنيه المصري يربو على المليون ونصف المليون جنيه شهريا، في الوقت الذي يجد فيه الغلابة الوجه الآخر في التعامل مع أي مطلب يمس أقواتهم.

وينص عقد كوبر مع اتحاد الكرة المصري على زيادة راتبه بنسبة 25% فى حال التأهل للمونديال، بجانب حصوله على مكافأة قدرها 500 ألف دولار، علما بأن راتب كوبر حاليا 72 ألف دولار، أي أن ما تقاضاه كوبر خلال هذين اليومين هو 500 ألف دولار (10 ملايين جنيه)+ مليون ونصف المليون جنيه، بما يساوي 11 مليون جنيه تقريبا، فضلا عن الزيادة المقررة في راتبه.

ونجح كوبر فى التأهل مع الفراعنة إلى المونديال، عقب الفوز على الكونغو بهدفين مقابل هدف سجلهما محمد صلاح أول أمس، فى الجولة الخامسة وقبل الأخيرة بالتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا المقبل.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يرفع فيها اتحاد الكرة راتب كوبر، بل رفع مجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة هانى أبوريدة، الراتب الشهرى للأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب الوطنى لكرة القدم، إلى 80 ألف دولار، أى ما يعادل 1.5 مليون جنيه، بعد أن تم خصم السلفة المالية التى حصل عليها فى عهد مجلس الإدارة السابق برئاسة جمال علام، عقب وصوله للمباراة النهائية أمام الكاميرون في بطولة إفريقيا الماضية 2017.

وكان "كوبر" يتقاضى 70 ألف دولار، أى ما يعادل 1.3 مليون جنيه قبل خوض بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، إضافة إلى بدلات الانتقال والاتصالات والسكن، فضلا عن حصوله على مكافأة مالية قدرها نصف مليون دولار بعد التأهل إلى مونديال 2018.

مصر بتشحت
وبالنظر لمرتب كوبر في مواجهة موازنة التعليم والصحة، تتكشف دولة السفه التي يقودها عبد الفتاح السيسي، في الإنفاق على مدرب أجنبي يتقاضى ملايين الجنيهات شهريا بالرغم من ضعف مستواه الفني بشهادة خبراء الكرة المصرية أنفسهم الذين رأوا أن هنا مدربين مصريين في مستوى يفوق مستوى كوبر بكثير، في الوقت الذي يرفع السيسي شعار "مصر بتشحت" خلال الحديث عن موازنة التعليم والصحة.

يقف السيسي متحديا المصريين الذي يبحثون عن مستقبل أفضل لأبنائهم وبلادهم، ليقول كلمته المأثورة "يعلم ايه التعليم في وطن ضايع"، إلا أنه لم يسأل نفسه هذا السؤال مع مدرب المنتخب " يعمل اى المنتخب مع وطن ضايع".

وبالرغم من معاناة ملايين المصريين من الأمراض المزمنة والسرطانات التي يموت بها الغلابة، فضلا عن تراجع التعليم والصحة، لم تستوف حجم مخصصات التعليم بالموازنة العامة الجديدة الاستحقاقات الدستورية، حيث بلغت مخصصات التعليم بها 80 مليار جنيه بتخفيض مليار جنيه عن العام المالى الجارى، على الرغم من أنهم طلبوا تخصيص 100 مليار جنيه في برلمان العسكر وفي وزارة التعليم، رغم أن الاستحقاق الدستورى يعطى 130 مليار جنيه للتعليم.

واعترض أعضاء لجنتي "التعليم والصحة" في برلمان العسكر، على استقطاع قيمة كبيرة من موازنة قطاعاتهم لصالح فوائد الدين العام، معتبرين أن ما تبقى من موازنتهم يعد ضئيلا للغاية بالمقارنة بالتحديات المتوقعة له.

ونصت المادة 18 بالدستور على أن الدولة تلتزم بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومى للصحة لا تقل عن 3% من الناتج القومى الإجمالى تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية.

وتنص المادة 19 من الدستور على أن: «تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومى للتعليم لا تقل عن 4% من الناتج القومى الإجمالى، تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية، وتشرف الدولة عليه لضمان التزام جميع المدارس والمعاهد العامة والخاصة بالسياسات التعليمية لها»، فيما تنص المادة 21 على أن تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومى للتعليم الجامعى لا تقل عن 2% من الناتج القومى الإجمالى تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية.