وأضافت الباقر، في تغريدات لها في صفحتها بـ”تويتر”، الأربعاء، نقلاً عن مصدر قالت إنه ضابط منشق من جهاز الأمن الوطني، أن حجم القوات المشاركة في الهجوم كان 10 آلاف عنصر، لافتة إلى أن عدد القتلى من المعتصمين المعلن (نحو 40) لم يصل إلى ربع العدد الحقيقي.
ونسبت الباقر إلى المصدر قوله إن بعض الضحايا تعرّض للضرب حتى الموت، وتعرض آخرون لإطلاق الرصاص عليهم مرات عدة، في حين قُطع آخرون بـ”السواطير”، ثم ألقي بالجميع في النيل.
وتحدثت الباقر، نقلاً عن المصدر قوله، إن القوات المهاجمة عندما دخلت لموقع الاعتصام دخلت إلى العيادة المقامة هناك واغتصبت طبيبتين، لتتحول بعد ذلك إلى سيدات الشاي وتبدأ في ضربهن وتصرخ في وجوههن: “مدنية أم عسكرية؟”.
إحراق الخيام
وقال المصدر إن 500 من أفراد جهاز الأمن والمخابرات الوطني تحولوا إلى زي الشرطة واخترقوا الاعتصام مشياً على الأقدام، وإن جنود الجيش لم يشاركوا في الهجوم، وبلغ عدد الشاحنات التي استُخدمت 400 شاحنة تابعة لجهاز الأمن الوطني، مع خمسة آلاف عنصر من القوى المشار إليها سابقًا، أغلقوا الطريق الرئيس للاعتصام (شارع القيادة العامة للقوات المسلحة)، وجميع المخارج؛ حتى لا يتمكن المعتصمون من المغادرة.
وفي اليوم التالي (يوم الثلاثاء)، تقول يسرا، دخلت القوات صباحًا إلى المساجد وضربت من تجمّعوا لأداء صلاة العيد، ومن ضمنهم الأئمة، واستولوا على العاصمة بكاملها، وليس هناك أي إشارة للجيش في أي مكان.
وشاهد المصدر بعض جنود الجيش يجهشون بالبكاء، موضحًا أن أوامر عليا صدرت بتجريدهم من أسلحتهم قبل أربعة أيام، واقتحم بعضهم مستودعات أسلحة، لكنهم وجدوها فارغة.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية أعلنت توثيقها انتشال 40 جثة من نهر النيل، أمس، نقلتها القوات الأمنية إلى جهة غير معلومة.
وذكرت أن عدد ضحايا الاعتداءات على المعتصمين، والمحتجين في الشوارع والميادين “الذين تم حصرهم بواسطة الأطباء، ارتفع إلى 113”.
ولفتت اللجنة التابعة لتجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الحراك في البلاد إلى “صعوبة الحصر في ظل التضييق الأمني الخانق وانقطاع خدمة الإنترنت عن السودان نهائيًا”.
والإثنين الماضي، اقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم وفضّته بالقوة.
وبدأ اعتصام الخرطوم أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 6 أبريل الماضي، للمطالبة بعزل الرئيس السابق، عمر البشير، ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري عقب الإطاحة بالبشير، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، قبل فضّه بالقوة.