12 عاما على غرق عبارة السلام 98.. والفساد مازال يعشش بمصر

- ‎فيتقارير

في مثل هذا اليوم، 2 فبراير من عام 2006، تعرضت عبارة السلام للاختفاء في البحر الأحمر على بعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة، أثناء قدومها من ميناء ضبا بـ السعودية إلى ميناء سفاجا بـمصر، وفي رحلة العودة هذه، حدث حريق في غرفة المحرك الرئيسية بالسفينة، وبسرعة كبيرة انتشرت النيران وتمكنت منها، التي كانت تحمل 1312 مسافرًا بالإضافة إلى 98 شخص من طاقم السفينة.

وعن الأسباب التي أدت إلى غرق السفينة، تعددت الفرضيات، حيث يعتقد البعض أن السبب وراء غرق السفينة هو احتراق غرفة المحركات، والبعض الآخر يقول إن النيران اشتعلت في المخزن وتم السيطرة عليها ولكن اشتعلت من جديد، وأن طاقم السفينة حاول السيطرة على الحريق باستخدام المضخات التي تسحب المياه من البحر إلى داخل السفينة في حين أن المضخات التي تسحب المياه من داخل السفينة للخارج كانت لا تعمل، فتسبب ذلك في أن توازن السفينة اختل فغرقت.

ووفقًا لما ذكره شهود عيان من الركاب الناجيين، أن أول من تمكن من مغادرة السفينة كان القبطان ومعه عدد من معاونيه، باستخدام قارب صغير، كما قامت وكالة رويترز، يوم 3 فبراير، بنقل تقارير تفيد بوجود عشرات الجثث التي كانت تطفو على سطح مياه البحر الأحمر، وقامت أربعة فرق مصرية بعمليات البحث والإنقاذ وتمكنت من انتشال جثث الضحايا.

وفي عمليات المساعدة أيضًا، قامت إحدى السفن الحربية البريطانية بعمليات إنقاذ للضحايا، ووافقت السلطات المصرية على عرض قدمته طائرة استطلاعية أمريكية، وأفادت تقارير أن قبطانا بنجاليا قام بإنقاذ 33 راكبا، واستطاعت القوات السعودية إنقاذ 44 راكبا سعوديا كانوا على متن العبارة و113 راكبا مصريا، وراح ضحية هذا الحادث أكثر من ألف راكب مصري.

واستمر تداول قضية غرق العبارة لمدة سنتين، على مدى 21 جلسة، وتم الحكم فيها بتاريخ 27 يوليو عام 2008، واستغرقت الجلسة 15 دقيقة، وجاء الحكم بالبراءة لكل المتهمين وعلى رأسهم مالك عبارة السلام ممدوح إسماعيل، وابنه عمرو، اللذان هربا إلى لندن، في حين قامت المحكمة بمعاقبة صلاح جمعة قبطان سفينة سانت كاترين، بتهمة أنه لم يساعد العبارة.

الفساد ما زال يحكم
وكشفت الواقعة عن تراخي السلطات المصرية في إنقاذ المصريين، رغم ثبوت استغاثات مبكرة من طاقم العبارة، إلا أن نظام الإنقاذ كان مرتبطا بقرار استراتيجي يتخذه مبارك بنفسه، وهو ما لم يجرؤ أحد على إيقاظه.. وهو ما تسبب في تفاقم الكارثة.


جمال مبارك
وتشير الملابسات المحيطة بغرق العبارة، أن المهندس أحمد الحسيني رئيس اللجنة الهندسية التي عاينت العبارة قبل إبحارهأ أحد المضارين في الحادث بوصفه هو وفريقه من المهندسين الأكفاء وعددهم 6 والذين تم التضحية بهم أكباش فداء في الكارثة حيث تم فصلهم من الخدمة ظلما للتغطية على الحقيقة وحماية رءوس الكبار.
المهندس الحسيني كشف شبكة المصالح التي كانت على أعلى مستوى لفرض الحماية لممدوح إسماعيل صاحب العبارة حتى استطاع مغادرة البلاد بعد 30 يوما من وقوع الكارثة دون أن يعترضه أحد.

أولى المفاجآت
كان ممدوح إسماعيل الوكيل السياحي للشركة الوطنية للملاحة التي ترأسها شوقي يونس رئيس لجنة النقل بمجلس الشورى. أعطاه الأول مركبين تجاريين لتشغيلهما حتى عام 2005.. والمفاجأة الصاعقة هنا أن تلك الشركة كانت تضم: جمال مبارك مسئولا عن العقود الخارجية. وجمال فاروق “عديل زكريا عزمي” وعادل ثابت “ابن عم سوزان مبارك”. ومحمد التوني “صهر ممدوح إسماعيل” وعمرو “نجل ممدوح إسماعيل”.
وفي عام 1989 بدأ نشاط ممدوح إسماعيل الملاحي بمركب واحد. وظل يكبر ويتوسع حتى احتكر النشاط في البحر الأحمر بأسطول بلغ عدده 13 مركبا.
في عام 2005 قامت هيئة السلامة البحرية بالتفتيش على عبارات الشركة الوطنية للملاحة بناء على قرار من وزير النقل ضمن عمليات التفتيش على جميع العبارات الحاملة لأعلام أجنبية عبارات ممدوح إسماعيل تحمل علم بنما برغم أن القوانين الدولية لا تنص على ذلك.
وجاء تقرير اللجنة ليسجل 11 بندا وملحوظتين حول العبارة السلام 98 الأول عن الرماسات ووجود 33 رماسا تالفا من 88 بالسفينة كذلك تلف جهاز VDR الخاص بالصندوق الأسود وطلبت اللجنة الهندسية من المالك إصلاح ذلك وطالبت أيضا بتخفيض عدد الركاب بناء على وسائل الإنقاذ: من 2790 إلى 1600 راكب وذلك بعد أن تبين للجنة أن الرماسات لم تفتح منذ 16 سنة! وتواصل الفساد وحماية الكبار منذ عهد مبارك حتى الآن.