60 ألف نسمة بوادى القمر معرضون للسرطان بسبب مصنع “تيتان”

- ‎فيتقارير

ياسر حسن

تعد منطقة وادى القمر غرب الإسكندرية رابع منطقة على مستوي العالم فى التلوث البيئى بسبب وجود أحد المصانع الخاصة بالأسمنت (تيتان) على أراضيها، والذي أنشئ بمرسوم ملكى سنة 1948..

تلك المنطقة التى أطلق عليها الأهالى "منطقة الموت المسرطن"، فأكثر من 60 ألف نسمة يعاني معظمهم من أمراض الحساسية والصدر والتحجر الرئوى وأمراض الجلد والعيون بسبب وجود مصنع اسمنت أراضيها..

يؤكد هانى أبو عقيل أحد سكان المنطقة ارتفاع حالات الوفيات بين الأطفال فى المنطقة بسبب التلوث الذي يسببه المصنع، مضيفا بخلاف إنفاق مئات الآلاف من الجنيهات على علاج المصابين.

مفاجأة

يفجر أبو عقيل مفاجأة، حيث إن وجود المصنع على أراضى منطقة وادى القمر غير شرعى لأنه لا يملك رخصة من الجهة المنوطة بالتراخيص، وأن وجود المصنع يفوت على مصر سنويا مليارات الجنيهات ممثلة فى دعم الغاز والكهرباء والمياه والثروات المحجرية، بالإضافة إلى مخالفتها لكل القواعد والقوانين البيئية المصرية والعالمية ومخالف للسلامة والصحة المهنية، كما يصدر منه غازات وأتربة تساعد فى زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون بالغلاف الجوى واتساع ثقب الأوزون.

ويكمل أبو عقيل: المصنع يعمل بالطريقة الجافة، وهى أخطر على صحة الإنسان والحيوان والنبات، بالإضافة إلى أنه يتسبب فى تلوث ملح الطعام بسبب أتربة "باى باص" التى تتساقط على شركة المكس للملاحات المجاورة للمصنع ويؤدى فى نفوق الأسماك ببحيرة مريوط وإهدار الثروة السمكية وإصابة أكثر من 2000 شخص بالبحيرة.

ويقول المهندس حسام يوسف، من سكان المنطقة: إن المصنع يمثل خطرا دائما على صحة سكان المكان، ورغم ذلك فالأسلم حفاظا على البشر إزالة المصنع الذى يسبب أضرارا بالغة وأمراضا صدرية تصل إلى التحجر الرئوى وسرطان الرئة وأمراض العين.
ويضيف يوسف أن الأعجب فى هذه المشكلة هو أنها مستمرة منذ سنوات طويلة، ورغم الشكاوى والقرارات بحق تلك المصانع، ورغم الشهادات الصحية التى توضح أن أهالى المنطقة، خاصة الأطفال، يعانون من أمراض شتى مزمنة بسبب ذلك التلوث؛ لا نجد من يسعى لحل المشكلة.

قرار الجنزورى

وكان الدكتور كمال الجنزوى رئيس الوزراء السابق قد أصدر قرارا عام 1996 بصفته الحاكم العسكرى بنقل كل الصناعات الثقيلة والملوثة للبيئة خارج المناطق المأهولة بالسكان بمسافة تقدر بـ 60 كيلو مترا، مع العلم أن المسافة بين منطقة وادى القمر ومصنع الأسمنت لا تتجاوز 15 مترا، وأن المسافة بين مصنع الأسمنت والبحر الأبيض المتوسط لا تتجاوز 200 متر، وأن منطقة وادى القمر ومنطقة المكس على وجه الخصوص تحولت إلى مقبرة للسكان، وأصبحت من المناطق الموبوءة بعد أن كانت مشفى صحيا ومزارا سياحيا للعديد من الشعراء، مثل أحمد شوقى وجبران خليل مطران.

من جانبه، أصدر رئيس اللجنة التنسيقية لنقل مصنع الأسمنت بوادى القمر محمد الضبع بيانًا طالب المسئولين بالدولة بالتدخل لوقف استخدام الفحم كوقود بديل فى صناعة الأسمنت، والعمل على نقل مصنع أسمنت تيتان "الإسكندرية خارج الكتلة السكنية".
وأضاف أن محافظة الإسكندرية انحازت لأصحاب المصنع على حساب آلاف السكان، بحجة تشجيع الاستثمار.