“اغتصاب وحرق”.. ملامح مملكة “بن سلمان” الجديدة تُرعب السعوديين

- ‎فيتقارير

يقول المثل "من شابه أباه فما ظلم"، فما بالك بمن شابه ولي الأمر في إجرامه واستخدامه للمنشار في القتل!. ومن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والتي مرّ عليها أكثر من عام، إلى ما تداوله مغردون سعوديون عن حادثة اختطاف واغتصاب بشعة، انتهت بحرق الضحية التي تم استدراجها وخداعها في منطقة جازان.

وقال مغردون، إن طالبة تعرضت للغدر مع أختها من قبل إحدى صديقاتهما، في أثناء توجهها لأداء اختبار قياسٍ، بعد استدراجها لشقة بداخلها 4 أشخاص، ولفتوا إلى أن "الفتاة وتدعى بشرى اغتُصبت، ثم أُحرقت حتى الموت، بالإضافة إلى اغتصاب شقيقتها، لكنها ترقد الآن في غيبوبة بالمستشفى".

جثة محترقة

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد نقلت على لسان المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة جازان، قوله: "بالإشارة إلى ما يتم تداوله عن مقتل طالبة في الثانوية العامة بعد تعرضها للاغتصاب، فقد تابعت شرطة جنوب مدينة جازان بتاريخ 1441/3/29 بلاغا من الدفاع المدني عن إخماد حريق في شقة بالدور الأرضي من منزل يتكون من طابقين".

وأوضحت وفقًا للشرطة، أنه بمعاينة الموقع "عثر على جثة محترقة بالكامل ومتفحمة، حيث تم توثيق الموقع ورفع الآثار منه، ومباشرة إجراءات الاستدلال لمعرفة ملابساته واتخاذ الإجراءات النظامية حيالها".

وفي الحالتين سواء قتل "خاشقجي" أو الفتاة الضحية "بشرى"، فإن الغباء في الجريمتين كان سيد الموقف، حيث لم يكن استهداف خاشقجي حدثًا عابرًا في سجل الحرب السعودية على أي صوت معارض بالداخل والخارج، فالداخل أحكم بن سلمان عليه قبضته الحديدية، سائرًا على نهج أسلافه، وأما من لاذ بمأمنه في الخارج فخيار التصفية والاغتيال والاختطاف كان ولا يزال منهجًا أمنيًّا سعوديًّا.

وبخلاف التصور الشعبي السائد، لا تعد المملكة العربية السعودية دولة متجانسة طائفيًّا أو حتى أيديولوجيا، ويشمل التدين الإسلامي في السعودية وحده مجموعة متنوعة من الممارسات والمدارس المختلفة، بين "الوهابية" المحافظة المتحالفة مع السلطة، والدعوة السنية الداعية إلى الإصلاح، والأقلية الشيعية في الشرق، والتجمعات الصوفية في جميع أنحاء المملكة.

وحتى الحركات السلفية الثورية الداعية للإطاحة بـ"النظام الاستبدادي السعودي" كما تسميه، وتنويعاتها الأكثر تشددا التي شنت حربًا مسلحة داخلية ضد المملكة في أكثر من مناسبة، أبرزها الحرب التي شنها "تنظيم القاعدة" في المملكة خلال النصف الأول من العقد الماضي.

تفريق وقتل!

كانت استراتيجية النظام السعودي طويلة الأمد من أجل البقاء، تتمثل في استخدام التنويعات المختلفة داخل المجتمع السعودي وتوظيفها في مواجهة بعضها البعض، مثل استخدام رجال الدين الرسميين في مواجهة رجال الدين الشعبيين، وتوظيف التدين السني لتحجيم طموحات الشيعة.

وحتى في الشق الاجتماعي تم تحجيم تحركات النساء من خلال الولاية غير المقيدة للرجال، وفي قطاع الاقتصاد تم تصعيد نخبة من رجال الأعمال والبيروقراطيين، واستخدمت الثروة النفطية في وأد الحركة العمالية السعودية في مهدها.

وكان الهاجس الأكبر لدى النظام السعودي هو إمكانية حدوث تقارب عابر للتنويعات المناطقية والطائفية والأيديولوجية، وحتى الجنسية والاقتصادية، على قاعدة مطالبات عامة ومظالم أساسية قد تخلخل الحكم تماما.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أذن بحملة سرية قبل أكثر من عام من مقتل جمال خاشقجي، لإسكات المعارضين.

وأذن كذلك بمراقبة وخطف واحتجاز وتعذيب مواطنين سعوديين معارضين، وفقًا لمسئولين أمريكيين قرءوا تقارير مخابراتية سرية عن الحملة. وبحسب الصحيفة، فإن «مجموعة التدخل السريع» أُنشئت منذ 2017 قبل اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفقا لمسئولين أمريكيين اطلعوا على تقارير استخبارية.

وأوضحت الصحيفة أن نفس الفريق الذي اغتال خاشقجي قام بتنفيذ بعض المهام السرية، ومقتل خاشقجي كان جزءا من حملة واسعة لإسكات المعارضين السعوديين.

وانطوت تلك المهام على إعادة قسرية لسعوديين من دول عربية، واحتجاز وإساءة معاملة السجناء في قصور تابعة لوليّ العهد ووالده الملك سلمان، وقال المسئولون للصحيفة إن أعضاء فريق قتل خاشقجي، والذي أطلق عليه المسئولون الأمريكيون اسم «مجموعة التدخل السريع»، شاركوا فيما لا يقل عن 12 عملية، ابتداءً من عام 2017 لإسكات المعارضين، من خلال القتل والخطف والتعذيب والتحرش بالنساء.