الإيكونوميست: “الإخوان” محظورون ومعظم قادتهم في السجون والسيسي الفاشل يُحملهم مشاكل مصر!

- ‎فيتقارير

قالت مجلة الإيكونوميست: إن الإخوان المسلمين محظورون في مصر، ومعظم القادة في السجون، لكنّ الجماعة لا تزال تُلام على مشاكل البلاد من قبل قائد الانقلاب الفاشل، الذي يحاول خداع الشعب بتحميل الجماعة مسئولية فشله.

وقالت المجلة البريطانية، إن نظام الانقلاب جعل من جماعة الإخوان المسلمين «كبش الفداء المفضل له»، إذ بات يحمّلها كل الخطايا التي يرتكبها، ساخرة من حكومة السيسي و”الصحفيين المنافقين”، obsequious journalists بحسب وصفها، لإلقائهم اللوم على «الإخوان» كلما ساءت الأمور في البلاد.

الإيكونوميست رصدت بعض حالات الفشل التي سقطت فيها سلطة الانقلاب، وكيف يحاول السيسي الفاشل وحكومته مع إعلام الانقلاب “المنافق” تحميل الإخوان المسئولية عنها لتبرير فشل الانقلاب في إدارة البلاد، والفساد المستشري في قطاعات الدولة المختلفة.

وبدأت بالعبارة التي قالها أحد إعلاميي السلطة في تبريره لكارثة محطة مصر، بقوله: “لا أستبعد أن يكون الإخوان قد استخدموا سائق القطار لإحداث كارثة محطة سكك حديد مصر”!، معتبرا أن “هذه الكلمات تمثل نموذجًا لمحاولات جعل جماعة الإخوان المسلمين كبش فداء للأزمات التي تشهدها مصر”.

وذكرت أنه بدلا من حديث الإعلام المصري عن “فشل آخر لهيئة السكة الحديد الحكومية ذات التاريخ الحافل به، إذا بالصحفيين المنافقين في مصر يزعمون أن قوى شريرة هي السبب في الكارثة”، حسب وصف المجلة لهم.

واستمرت في سرد أكاذيب إعلاميي وخبراء السيسي في وسائل الإعلام حول الكارثة لتبرئة سلطة الانقلاب من المسئولية، مثل ادعاء خبراء عسكريين وأمنيين موالين للانقلاب أن السائق كان من كرداسة، وهي قرية معروفة بتعاطفها مع جماعة الإخوان، ومن ثم فلا يمكن استبعاد أن الإخوان وراء الحادثة!.

وقال نشأت الديهي، مذيع الانقلاب: «لا أستطيع استبعاد أن تكون الجماعة قد استخدمت السائق»، وأشار أكاديمي أجرت قناة أخرى مقابلةً معه إلى أن ردود الفعل الغاضبة على الحادث “هي دليل على وجود مؤامرة”!، وزعم أن الجماعة تريد «تشتيت الانتباه عن إنجازات» عبد الفتاح السيسي!.

شرطة السيسي تُملي أجندة العمل على وسائل الإعلام

وتؤكد الإيكونوميست أن “الشرطة السرية”– المخابرات- تحدد يوميًّا قائمة الموضوعات المطروحة على الإعلام، وتُبلغ الصحفيين أن يكتبوا أن “السيسي يمثل قوة تحديثية لمصر”، وأنه “الرجل الذي أنقذ مصر من نظام غير ليبرالي، ونهض ليصلح الاقتصاد الراكد”، وتطالبهم أن يخفوا أي قصص صحفية تخالف ذلك وتظهر قمع وبطش السيسي وفشله، وأنه يتم إخفاؤها “تحت السجادة” بواسطة الشرطة السرية!.

أيضا تُملي هذه الشرطة السرية على المحطات الفضائية كل يوم قائمةً بالمواضيع المحظور مناقشتها، ولكن لأنه حتى أكبر الصحفيين خنوعا لا يمكنه تجاهل حادث في قلب القاهرة مثل محطة مصر، ولذلك انتقلوا لتقديم كبش فداء مألوف، ومحاولة تحميل الإخوان نتيجة فشل سلطة الانقلاب.

الجماعة مسئولة عن أزمة البطاطس!

وتتطرق المجلة إلى أكاذيب أخرى لسلطة وإعلام الانقلاب، هي ارتفاع سعر البطاطس من خمسة جنيهات للكيلو إلى 15 جنيهًا أو أكثر، إثر العرض والطلب وارتفاع أسعار البذور وعزوف الفلاحين عن زراعة محصول خاسر، ومع هذا سعى إعلام السيسي لتحميل جماعة الإخوان (التي أصبحت محظورة، وأصولها المالية مُصادَرة، وقادتها أصبحوا محبوسين أو مشتتين في المنفى)، المسئولية عن غلاء البطاطس!.

وتنشر ما ذكرته صحيفة “الوطن” الخاصة الموالية للانقلاب من مزاعم، بأن جماعة الإخوان اشترت محصول البطاطس على مستوى مصر وخبأته في المخازن!.

وتقول إن هذا ما حدث أيضًا مع سلع أخرى ارتفع سعرها، مثل أزمة نقص السكر عام 2016، التي حمّل إعلام السلطة الإخوان أيضًا المسئولية عنها.

مسخرة “تنظيم البلاعات”

وحتى الأمطار والفيضانات التي ملأت شوارع مصر في شتاء 2015 كدليل على فشل السلطات، أرجعها الانقلابيون إلى الإخوان، بحسب الإيكونوميست، واتهموا الجماعة و”تنظيم البلاعات” بسد البلاعات بالإسمنت، وللسخرية نشرت وزارة الداخلية صورة لرجل يجلس إلى جانب بلاعة، وأعلنت أنها ألقت القبض على 17 من الإخوان بتهمة “إغراق الإسكندرية”!.

وقال بيان الداخلية، الذي أثار سخرية العالم، إن المضبوطين متهمون بـ”سد المصارف ومواسير الصرف الصحي بإلقاء خلطة إسمنتية بداخلها لعدم تصريف المياه، وحرق وإتلاف محولات الكهرباء وصناديق القمامة لإحداث أزمات بالمحافظة، وإيجاد حالة من السخط الجماهيري ضد النظام القائم”!.

وقالت المجلة البريطانية: إن صفحات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي استقبلت بيان الوزارة بالتهكم والسخرية، واتهموا الحكومة بأنها “تلقي بفشلها في معالجة الأزمة على شماعة الإخوان”.

وما لم تذكره الإيكونوميست هو أن المعتقل «قباري جودة عبد الحميد»، المحتجز منذ 6 نوفمبر 2015، على ذمة القضية المسخرة “تنظيم البلاعات”، قد توفي داخل محبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية بسبب التعذيب والإهمال الطبي.

خلية إخوانية تخزن خبزًا وتونة!

أيضًا اتهم مذيع الانقلاب توفيق عكاشة، جماعة الإخوان المسلمين بشراء البطاطس من الفلاحين بعد أن يأتوا لهم متخفين في هيئة السلفيين، ثم يقومون بتخزينها، ولم تقتصر اتهامات عكاشة على اتهام الإخوان بأزمة البطاطس، بل اتهمهم بما هو أخطر، وهو أنهم يتلاعبون بحزم الجرجير قائلا: “إن الحزمة كانت 8 سيقان، والآن ارتفع سعرها إلى نصف جنيه وأصبحت 7 سيقان فقط، وأحيانا 6”!.

وتجلت السخرية والدراما في إعلان الشرطة المصرية أنها قتلت عشرة أشخاص بزعم أنهم كانوا خلية إخوانية تتلقَّى تمويلًا كبيرًا؛ لأنه كان بحوزتهم مخزون من الخبز والجبن وعلب التونة، بحسب تهكُّم الإيكونوميست على عملية المداهمة، وسخرت المجلة من شرطة الانقلاب قائلة: “اللافت للانتباه أنهم (الخلية المزعومة) لم يكن معهم بطاطس”!.