آسفين يا نتنياهو.. أيُّ ذلٍّ وصل إليه جنرالات الانقلاب؟

- ‎فيتقارير

ضابط مصري برتبة لواء زار قرية “نيتسانا” المحتلّة من قِبَل الصهاينة، قرب الحدود المصرية، ليقدِّم اعتذاره للمغتصبين الصهاينة عن رصاصات أُطلقت من الجانب المصري بالخطأ وأصابت أحد مباني القرية. بالطبع لم يذهب اللواء بمبادرة ذاتيه إذا علمنا أن ضباط قائد الانقلاب لا يذهب أحدهم إلى دورة المياه إلا بإذنه وبعلمه، فأيُّ ذلٍّ وصل إليه هؤلاء العسكر؟.

الأسبوع الماضي وقبل احتفالات رأس السنة الميلادية، قدم السفيه عبد الفتاح السيسي أرواح 42 شابًا ضحية على طبق إلى البابا تواضروس وأوروبا، قتلهم على سبيل التهنئة بالكريسماس، وزعم أنهم كانوا يخططون لتفجير الكنائس، بعدها تبسمت له أوروبا ودقت أجراس الكنائس ابتهاجًا بهذا القاتل، واليوم يبعث أحد جنرالاته للاعتذار الرسمي للصهاينة، في مشهد يحاكي الصلح في الصعيد وحمْل الكفن والذهاب لأهل الثأر.

إهانة مصر

وبكل عبارات التشفي زفت القناة الإسرائيلية الثانية البشرى للصهاينة، وقالت إن ضابطًا مصريًّا برتبة لواء زار، يوم الأحد الماضي، قرية نيتسانا الشبابية قرب الحدود المصرية، حيث قدم اعتذاره لسكان القرية عن رصاصات أُطلقت من الجانب المصري على سبيل الخطأ.

وعرّفت القناة اللواء المصري بأنه قائد كتيبة في الجيش المصري ومسئول عن المنطقة الحدودية، وقالت إنه اطلع على الأضرار التي لحقت بأحد المباني في تلك القرية المحتلة بعدما اخترقته الرصاصات، وأوضح اللواء للسكان أن إطلاق النار كان خطأ وقع أثناء تدريب عسكري لقوة مصرية عند الحدود، وفقا لما أذاعته القناة الصهيونية.

الغريب أنه ومنذ أسابيع تم قتل صياد فلسطيني في بحر غزة من قبل نفس الكتيبة المصرية، ولم يسمع أحد أي اعتذار، ومنذ انقلاب 30 يونيو 2013، تواصل إذلال وإهانة الجيش المصري على يد وكلاء إسرائيل في القاهرة، علمًا أن إسرائيل لم تعتذر عن جرائمها في قتل أطفال المدارس أيام حرب الاستنزاف، ولم تعتذر لقتلها الجنود الأسرى في حرب عام 1967، ولا قتلها العلماء المصريين، ويلوح السؤال المُرّ إلى متى تستمر إهانة مصر أكبر دولة عربية؟

وباتت العلاقات بين كيان العدو الصهيوني وحارسهم السفيه السيسي جريئة للغاية؛ مما جعل البرلماني توفيق عكاشة يجري مقابلة مع سفير الاحتلال في منزله من دون خوف، طالما أن الأمور بين جنرالات العسكر والصهاينة على ما يرام، حتى إنه في فبراير 2016، تساءل عن سر الغضب الشعبي عقب لقائه سفير الاحتلال، وقال: “السيسي قابله.. اشمعنى أنا يعني؟”.

وأدركت الأوساط الصهيونية أن انقلاب السفيه السيسي هو الهدية الأكبر لأمن إسرائيل، وتبدو الهدية متضخمة جدًا إذا ذكرنا أنه في مايو 2015، اعتبرت مصر رسميًا حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” جماعة إرهابية، وهو ما يعطي انطباعًا للعالم بأن إسرائيل تحارب الإرهاب، ولا تحارب وتطرد شعبًا فلسطينيًا من أرضه، وبدأت تل أبيب الاحتفاء بالسيسي وتشجيعه على إجراءاته التي يتخذها في صالح أمن إسرائيل.

حماية إسرائيل

وفي عام 2013 في عهد الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، نشرت إسرائيل خططًا لبناء وتجهيز 4 ألوية جديدة على حدود فلسطين المحتلة مع مصر في سيناء؛ مما جعل الموازنة ترتفع إلى 70 مليار شيكل، أما في عام 2013، وبعد انقلاب السفيه السيسي، تخلت تل أبيب عن خططها العسكرية وتقلصت الميزانية إلى 62 مليارًا فقط.

واحتفاءً بجهود السفيه السيسي وتعجبًا من تفانيه في حماية إسرائيل، قال المراسل السياسي للقناة الثانية الصهيونية “أودي سيجال” في تصريح له: إن “مصر حوّلت إسرائيل إلى عشيقة لها في الشرق الأوسط تستغلها قدر الإمكان دون تقديم مقابل سياسي”.

أما موقع “إسرائيل ديفينس” فقال: “رغم أن عدد الجنود المصريين بسيناء يتراوح بين 20 إلى 25 ألف جندي وهذا ليس ضمن بنود معاهدة السلام، إلا أن مصر لا تشكل تهديدًا على تل أبيب، فهي “حليف”، تحارب الإرهاب الذي يمكن أن يتسلل إلى إسرائيل”، على حد قوله.

أما الأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين فقال: إن “السيسي صهيوني أكثر مني”. وفي يوم 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة المصرية عن انتحار الجندي سليمان خاطر في زنزانته بعد الحكم عليه بالسجن مدة 25 عامًا، على خلفية قتله سبعة إسرائيليين تجاوزوا الحدود المصرية الفلسطينية المحتلة في منطقة رأس برقة بسيناء، واليوم وبعد مرور أكثر من 30 عامًا على قتل سليمان خاطر؛ لا يجد الجنرالات حرجًا في أن يتزوج أبناؤهم من يهوديات، ويولد أحفادهم يحملون جنسية العدو، بل ويذهب أحدهم عندما شعر ببعض الالتواء في ضميره إلى جيش العدو ليعتذر!.