“أحمد” مع قوافل الشهداء.. قنصته رصاصات “الداخلية” لدفاعه عن السيدات

- ‎فيحريات

– والدته: هنيئًا لكم براءة الدنيا وهنيئًا لنا قصاص الآخرة


كتب- أحمد علي:

 

أحمد عادل أحمد السيد، مواليد سبتمبر 1992 بالإسكندرية، صعدت روحه إلى بارئها بعد أن أصيب بطلق ناري في الظهر خرج من الصدر في أحداث جمعة الغضب بالإسكندرية في 28 يناير 2011 أثناء نزوله لإنقاذ السيدات من اعتداءات الداخلية على مسيرة سلمية تهتف الشعب يريد إسقاط النظام.

 

رفض أن يعود لبيته بعدما رأى بعينيه الاعتداء بالرصاص على المتظاهرين من قبل أفراد الداخلية الذين أطلقوا الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين؛ لا لذنب إلا أنهم هتفوا بكل سلمية مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية من أجل رفعة الوطن والحد من الظلم المتصاعد.

 

أكد كل من تعامل معه وتعارف عليه، سواء من الجيران أو الأصدقاء فضلاً عن الأقارب على محاسن خلقه وشهامته وحبه للخير والسعي في قضاء حوائج وتفريج الكروب ومساندة كل محتاج، وهو ما تبرزه مواقف الشهامة التي حفرها في ذاكرة محبيه.

 

صدمة وألم الحزن على فراق أحمد بدت جلية لدى أهل شارعه وكل من ترف عليه حتى إنها زادت من تدهور الحالة الصحية لجدته والتي توفيت عقب خبر ارتقائه بشهرين وأسبوع حزنًا على فراقه، وهو من كان يحنو عليها ويخفض لها جناح الذل من الرحمة.

 

سنوات مرة ولا يزال الأهل والجيران يتساءلون إذا كان من أطلقوا الرصاص من أفراد الداخلية على المتظاهرين السلميين غير مسئولين عن الدماء الذكية التي أهدرت؛ فمن المسئول إذًا؟ مستنكرين أحكام البراءة التي صدرت بحق من أطلقوا الرصاص من أفراد الداخلية في اتجاه ثوار25 يناير والتي زادت من السخط والغضب لديهم، مؤكدين أنه رغم مرور السنين فإنهم أبدًا لن يفرطوا في حقه وحقوق جميع الشهداء طال الزمان أم قصر حتى يتم محاكمة كل المتورطين في هذه الجرائم.

 

والد الشهيد عبر عن غضبه بعد صدور أحكام البراءة وقال "إنها أحكام مسيسة صادرة من قضاه مسيسين جاء بهم نظام مبارك معتبرهم أبناء النظام الفاسد المتورط في قتل المتظاهرين الذين خرجوا رفضًا للظلم والفساد ولا يمكن لهولاء القضاة أن يصدروا أحكامًا ضده"، وأضاف أنهم قدموا مستندات تحتوي على دلائل وتظهر بشكل جلي المتورطين في إطلاق الرصاص على المتظاهرين لكن الأحكام جاءت بشكل غير متوقع أصاب الجميع بخيبة الأمل في المحاكمات التي جرت، مؤكدًا أن حق ولده وجميع الشهداء سيعود من خلال محاكمات ثورية يرجو أن تكون قريبة.

 

وتابعت والدة الشهيد السيدة "هدى سعد" أن هناك ما يقرب من 5000 مصاب ما زالوا على قيد الحياة وهم شهود عيان على الأحداث، وأكدوا أن من أطلق عليهم الرصاص هم أفراد الداخلية فكيف يتم الحكم بالبراءة مشيرةً إلى أن من بين المصابين 110 مصابين بشلل رباعي من خيرة شباب المجتمع المصري وهم شهود عيان على الأحداث التي لا يمكن أن تطمس الحقيقة وإن صدرت أحكام مسيسة بالبراءة لمن تورطوا في الدماء التي ستظل لعنة عليهم في الدنيا قبل الآخرة حتى يتم القصاص.

 

وجهت رسالة لولدها الشهيد مفادها الفخر والشرف بأن رُزق الشهادة وهو يصدح بالحقِ في وجهِ الظالمين يطالب بالحرية والعدالة ويرفض الظلم الذي تصاعد ليكون رفيقًا لسيد الشهداء حمزة رضى الله عنه وأرضاه كما أخبر الرسول الكريم في الحديث الشريف كما أرسلت رسالة لمن تسبب في مقتل فلذت كبدها قالت فيها " هنيئًا لكم براءة الدنيا وهنيئًا لنا قصاص الآخرة".

 

"روان عادل" شقيقة الشهيد ذكرت أن شقيقها لم يكن ينتمي لأي تيار سياسي غير أنه كان يطمح كما كل الأحرار إلى دحر الظل ووضع أفضل للبلاد ينعم فيه الجميع بحقوقه في ظل العدالة والحرية والكرامة الإنسانية مرسلة رسالة لجميع الأحرار الرافضين للظلم بأن يتوحدوا من أجل عودة حقوق الشهداء وجميع الحقوق المغتصبة.

 

فيما استنكرت شقيقته "آيه عادل "ممارسات الإعلام الرسمي التي تنشر الفرقة وتعمل على تقسيم المجتمع وتكيل الاتهامات لكل من يرفض الظلم ويصدح بالحق مؤكدة على أهمية الوحدة بين صفوف أبناء مصر لاستعادة مكتسبات ثورة 25 يناير وتحقيق حلم الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجله ولم يبخلوا بدمائهم الذكية.

 

وأكدت أن أوضاع المجتمع على جميع الاصعده تشهد تراجع فى شتى المجالات وهو ما يوجب بأن يتوحد الجميع لإنقاذ البلاد مما وصلت اليه منذ الانقلاب الذى وقع فى الثالث من يوليو 2013 قائله "شعورنا بالظلم يتصاعد بما يعيدنا لما هو أسوأ من أيام المخلوع مبارك فمن يعبر عن رأيه مصيره إما الاعتقال أو أن يصاب برصاصه تنهي حياته أو تفقده أحد أعضائه".

 

ووجهت رسالة للنظام الحالي جاء فيها "اتقوا ربنا في الشعب وفينا حسبي الله ونعم الوكيل ليس ذنب أننا حلمنا بالحرية التي لا تريدون أن نحصل عليها".