إعلانات طبقية مستفزة.. الانقلاب يُكرس للعنصرية بين المصريين

- ‎فيتقارير

لم تعد الهوة بين أبناء الشعب الواحد مقتصرة على أسباب اقتصادية أو على الفقر، بل أصبحت تشمل نسبة كبيرة من الموظفين وسكان أحياء كانت تعد في السابق مناطق راقية كالمعادي.

ومثّل إعلان حول مجمع “مدينتي”، يظهر سكانه في الإعلان وهم يتحدثون عن طيب العيش فيه وجودة خدماته المتعددة التي تغنيهم عن الخروج منه وتُحد من تواصلهم مع باقي المناطق، دعاية ترسخ للطبقية في المجتمع، في وقت لا يستطيع فيه ثلث المصريين توفير احتياجاتهم الأساسية، بحسب تقرير لشبكة “بي بي سي”، أشارت فيه إلى أن المعترضين على الإعلان وصفوه بالمستفز والعنصري، وطالبوا هيئة الإعلام ببث محتوى مفيد بدلا من الترويج لحياة المنتجعات.

وحول تلك المعاني، وصفته “ندى الشُريف” بأنه “إعلان طبقي مستفز ومدسوس وسط إعلانات جمع تبرعات لناس مش لاقية الأكل حرفياااا بسبب وقف الحال اللي احنا فيه.. دا بيأكد أن غرضه الاستفزاز وبس”.

أمّا المدرب المصري عمر جابر فطالبهم بأن يسكنوه في “المدينة” مكان الإعلان، واصفا الإعلان بالمستفز، والأكثر استفزازا أن إعلان تبرعوا لبنك الطعام بعده.

وأضافت زينب العربي أن “إعلانات المدن الجديدة.. طبقية مستفزة لبعض الناس اللي احنا منهم يعني البسطاء والفقراء”.

ومن السخرية التي لاحظتها دعاء خالد، شخصية في إعلان تتحدث عن حياتها في إنجلترا، وأن مدينتي كان فكرة جيدة للسكن. واعتبرت أن الوضع في مصر متواضع ماديا بحجم كلمتي “كفر البقر” و”كفر المعيز”.

وأضاف سيد عبد اللطيف أنواعًا أكثر استفزازًا، فأشار إلى أن “من أكثر الإعلانات استفزازا في رمضان أكثر من إعلانات قطونيل إعلان شعب مدينتي والرحاب”.

وساخرا قدم الشكر لطلعت مصطفى، صاحب مدينتي، لعزل شعب التجمع السكني عن “الشعب المصري العظيم المتواضع”.

وصاحب الشركة العقارية المسئولة عن تنفيذ المشروع، يديرها هشام طلعت مصطفى، والذي أُفرج عنه قبل انتهاء فترة محكوميته بتهمة قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، من عفو من السيسي قبل أشهر شمل أكثر من 500 سجين.

واستغربت رنا سيد أو حساب “هولي شيت” من اتهام المعترضين بأنّ لديهم حقدا طبقيا، في حين تتكرر الإعلانات سنويًا عن المدن والكمبوندات والشاليهات ولا يعترض الشعب.

وقال رمضان: “وهو رمضان إيه غير إعلانات تبرعات (شحاتة).. وإعلانات التجمع الخامس (استفزاز)، وكل عام وأنتم بخير”.

واستفز عبد الله محمد جملة في الإعلان لبنت تقول “إحنا هنا شبه بعض”، واعتبرها تمثل عنصرية، تعني أنه “إذا لم تكن من سكان مدينتي يبقي أنت حقير يا فقير”.

وشرح محمد فضالي أن “إعلانات الكومباوندات في رمضان عمومًا بتبقى مستفزة ومثيرة للسخرية، خصوصًا لما تتعرض على شاشات بلد أغلب شعبها يوم ما بيعمل أكلة حرشة على الفطار بيسيب بواقيها لفطار اليوم اللي بعده”.

وعن جملة “شبه بعض” قال “إنها تقصد أن طبقة الناس كلها في مدينتي متساوية، ولا تحتوي على الرعاع من باقي طبقات الشعب”. وفي تغريدته الثالثة طالبهم بعدم الخروج من التجمع السكني لإيذائهم للناس!.

استفزاز من نوع آخر

وكانت الأجور الخيالية لنجوم الإعلانات في رمضان 2020، مثيرة ولا تتناسب مع ما فيه الناس من ضيق على كافة المستويات.

وأفادت التقارير بأن محمد رمضان كان الأعلى أجرًا بين جميع النجوم، بمبلغ يصل إلى 2.3 مليون دولار، ما يقرب من 44 مليون جنيه مصري.

وحصلت الفنانة شيرين عبد الوهاب، التي أدت أغنية إعلان فودافون، على نحو 4 ملايين جنيه مصري.

وحصلت الفنانة منى زكي عن مشاركتها في الإعلان نفسه، على مليون جنيه مصري، وهو المبلغ نفسه الذي حصل عليه الفنان محمود العسيلي.

وحصلت إسعاد يونس، على 800 ألف جنيه وتساوى كل من النجوم محمد هنيدي وأمير عيد وبهاء سلطان، بأجر يصل إلى 500 ألف جنيه، فيما تبرع محمد منير بأجره لصالح مرضى السرطان من الأطفال.

يذكر أن محمد صلاح ظهر في إعلان فودافون بصحبة ابنته لأول مرة، وتصدرا المشهد بين النجوم الآخرين الذين ظهروا معهما، مثل محمد هنيدي وأمينة خليل وشيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي وغيرهم.